السؤال الذي يتردد الآن وبقوة هو: هل وضعت الحرب السياسية المحلية أوزارها بعد أم لا؟ وفي الحقيقة أن الإجابة ستكون متشعبة بقدر تشعب السؤال نفسه، ولكن في الوضع الحالي يمكن ان نقول ان الحرب السياسية وضعت أوزارها، وعرف كل طرف حجمه الحقيقي وعلم يقينا مساحة تأثيره السياسي، ولكن نهايات الحروب السياسية تماما كالأفلام ذات النهايات المفتوحة، أي بالعربي الفصيح، لايزال أمامنا مزيد من المفاجآت، ولكنها أيا كان نوعها لن تكون بحجم ما شاهدناه خلال الفترة السابقة، وستكون مفاجآت بسيطة التأثير على وقع سير المشهد السياسي.
****
الآن الوضع سيصبح ولوقت قد يمتد حتى نهاية العام أكثر هدوءا من ذي قبل والمفاجآت في حدود المعقول بل والمتوقعة، خاصة انه لم يعد لدينا ما يمكن أن نطلق عليه صراعا سياسيا متعدد الأطراف بل هناك معسكران سياسيان احدهما ربح كل المعارك والآخر خسر كل معاركه، ولكن المهم في حساباتنا كشعب هو نتيجة المعركة الأخيرة، وفي الحقيقة أن نتيجة المعركة الأخيرة ستؤول مصلحتها للشعب والبلد ككل، بعد أن عرف كل طرف من الأطراف المتصارعة حجمه الحقيقي، ومساحة تأثيره، الوضع الآن سياسيا مطمئن أكثر من ذي قبل، وما حصل خلال الفترة السابقة بغض النظر عن اتفاقنا مع طرف أو اختلافنا مع آخر يعني أن البلد سيعود إلى الهدوء الذي ننشده دوما، الهدوء السياسي الذي نحن أحوج ما نكون إليه اليوم.
****
في كل الصراعات السياسية في أي بلد لا يهم من ينتصر أو من يخسر الحرب، المهم هو نتيجة المعركة وما إذا كانت في مصلحة البلد أم ضد مصلحة البلد، وبغض النظر عن الوقائع التي شهدناها خلال الفترة القليلة الماضية، فالنتيجة التي انتهت إليها المعارك السياسية أنها تصب في مصلحة البلد ككل، بمعنى أدق كل ما يحصل اليوم في مصلحة البلد العليا، وكل الأوضاع الأخيرة تقول ان البلد لايزال بخير، نتفق أو نختلف على النتيجة لتلك المعارك السياسية المحلية، ولكن لا بد ان نحمد الله أنها انتهت لصالح البلد.
>>>
البلد اليوم أكثر هدوءا من ذي قبل، والصورة باتت أكثر وضوحا لكل الأطراف، وتبعث على التفاؤل وهو ما نتمناه جميعا، ونأمل أن يستمر الوضع بهذا الهدوء الحذر، لتعود الكويت كما كانت، بلدا متزنا حتى في صراعاته السياسية، فهنا يمكن أن نعود إلى سكة التنمية التي طالمنا نادينا بها وألا تؤثر الصراعات السياسية على تقدم وتنمية البلد.
[email protected]