ذعار الرشيدي
عندما يتحدث في شؤون البلد مشبوه هنا لابد وأن نعلم أن شيئا ما خطأ ألم في بوصلة مشهدنا السياسي، عندما يأتي هذا المشبوه ويقسم فئات المجتمع وفق فكره الضيق، فهنا لابد أن نعلم أن خطأ تم ارتكابه في حق إعلامنا الذي لا تجد بعض قنواته حرجا من استضافة قاصر فكر ونظر ليلقي بقيء الكلام على مسمع ومرأى خلق الله، عندما يأتي مثل هذا المشبوه ليضع الكويتيين في خانتين هذا جديد وذاك قديم ويسمح له بالحديث بهذه النظرة المتقزمة فلابد أن نعرف أن زمن «الرويبضة» قد بدأت تدق عقارب ساعته في أرضنا.
لكل زمان رجاله لكن هذا المشبوه ليس بأكثر من أحد مهرجي هذا الزمان، صحيح أنه لا يضع أنفا أحمر ولا باروكة شعر خضراء بسروال منتفخ ولا يركب دراجة هوائية بإطار واحد، ولكن كتب علينا أن نشاهده ليل نهار يتشقلب على كل قناة بآراء أقل ما يمكن أن توصف به أنها «تموت من الضحك» خاصة إذا ما تذكرنا كيف هرب من خيمة السيرك التي نصبها إبان ترشيحه لانتخابات 2003 بعد أن تعرض بالخطأ لمجموعة من الأشخاص في إحدى ندواته البهلوانية.
مثل هذا الشخص لن تذكره أي من كتب التاريخ مستقبلا، ولن يتذكره أي من باحثي الشؤون السياسية في البلد، وحتى لو جاء باحث وأراد الكتابة عن واقع الانتخابات الكويتية أعوام 2003 و2008 و2009 فلن يذكر الباحثون مهرجنا المشبوه حتى ولا في حواشي الكتاب، ولو اضطر لذكره ولو عرضا سيكتب التالي: «في تلك السنوات الغابرة سياسة وطقسا ظهر مرشح أقرب إلى التهريج منه إلى السياسية» أو جملة «وحفلت تلك الانتخابات بعدد من الظواهر السلبية ومنها ظهور مرشح يتحدث في قضايا أكبر من تفكيره بملايين المرات ومع هذا وجد فرصته لطرح خرابيطه في بعض القنوات الإعلامية التي لا تفرق بين صندوق الكاميرا وصندوق المبيت».
عامة، مثل هذا المرشح المشبوه تماما كشخص يعاني من عقدة التعري في الأماكن المزدحمة يتعرى فقط ليلفت الأنظار إليه أو ربما لكونه يعاني من عقدة في طفولته.
أتعاطف بشدة مع عائلة هذا المرشح لأنني أعلم يقينا حجم الإحراج الذي يعانيه أفرادها كلما ظهر ابنها المشبوه على شاشات التلفزيون وهو يتقيأ ألفاظا تتبرأ منها عائلته، كان الله في عون عائلته التي أحترمها كثيرا.