في مقال لي نشر هنا في «الأنباء» 19 فبراير الماضي تحت عنوان «انتخابات 2017 وما بعدها» ذكرت انه ووفق القراءة والمعطيات السياسية الحالية فإن نسبة التغيير في مجلس 2017 ستبلغ 70% وان 17 نائبا من المجلس الحالي فقط سيتمكنون من العودة إلى المجلس القادم، وما أوردته من توقع قمت ببنائه وفق قراءات سياسية تحايلية يوافق تماما ما خلص إليه الاستطلاع الأخير الذي قام به مركز اتجاهات للدراسات والبحوث الذي نشره امس.
وبالنسبة لي ككاتب ومحلل سياسي شيء جيد أن تتوافق قراءتي التي نشرتها قبل 3 أشهر مع استطلاع قام به واحد من المراكز المتخصصة بالقراءات السياسية المحلية والذي يحظى بمصداقية مقبولة بين كثير من المختصين هنا في البلاد لحياديته في كثير من الاستطلاعات التي يجريها على مستوى الساحة المحلية.
وأما بالنسبة لانتخابات 2017 فيبدو أنها انطلقت مبكرا، ومبكرا جدا، فالندوات الأخيرة التي شارك فيها نواب سابقون ما هي سوى جزء من الحملات الإعلامية لبعضهم من اجل إعادة تصدير صورتهم للجمهور بل وإعادة التواصل مع قواعدهم الانتخابية في دوائرهم تمهيدا لخوضهم الانتخابات القادمة وستعقبها ندوات أخرى وظهور تلفزيوني وإعلامي مكثف خلال الفترة القادمة.
الجميع الآن من الساسة يقوم بإعادة تصدير صورته الإعلامية حتى وإن لم يعلن صراحة خوضه للانتخابات القادمة، فالنية مبيتة لخوض الانتخابات القادمة لدى أغلبية من الأغلبية، حتى من أعلن استمراره في عدم المشاركة ليس من المستبعد أبدا أن يقوم بدعم من ينوب عنه او يمثل فكره السياسي أو تياره.
الأبرز فيما يمكن ان نسميه «الحملات الانتخابية المبكرة لمجلس ٢٠١٧» هو ان الحديث يتجاوز حصر أسماء المرشحين الـ 15 الأوفر حظا في كل دائرة الى الحديث عن انتخابات الرئاسة، فالأمور تبدو واضحة ومحسومة ويمكن ان تطرح بسهولة ويسر لأي متابع للمرشحين الـ 15 الأوفر حظا في كل دائرة، ومنها يمكن ان تعرف شكل وتوجه المجلس القادم، الذي سيكون للإسلاميين حظا أوفر في الوصول من حظوظهم في المجالس الثلاثة السابقة، وسيغلب عليه أيضا وصول نواب مستقلين غير منتمين لأي تيار او توجه أو كتلة سياسية، أما حظوظ المعارضة فستنحصر في اقل من ٢٠ مقعدا، وهو ما ذكرته في مقالتي السابقة آنفة الذكر وأوردت ما نصه: «أما عن حظوظ عودة المعارضة وأعني هنا الأغلبية أو ممن يؤيدهم إلى البرلمان وحجم التمثيل المأمول، فأعتقد ان حظ المعارضة في الوصول سيكون شبيها بحظوظها في العام 2009، أو قريب منها، وسيستحوذون على 18 إلـــى 20 مقــــعدا، بحساب وصول بين 3 و5 في كل دائرة، وهـــو المــتوقع وفق القراءات المتوافرة اليوم».
ولكن هذا لا يتعـــارض أبدا مع فكرة احتمال ظهور معارضة جديدة بأوجه جديدة في المجلس القادم وستكون معارضة مختلفة في طرحها خاصة أنها ستنطلق من معارضات فردية وليست جمـاعية. [email protected]