ذعار الرشيدي
عيدكم مبارك، ومعايدتي تشمل جميع من في الكويت مواطنين ومقيمين، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، بدوا وحضرا، كل أولئك الذين يشكلون نسيج الوطن الذي يحاول البعض جاهدا بل مستميتا لتمزيقه من أجل مصالح شخصية ضيقة.
وعودة إلى ما أورده صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في خطابه السامي بمناسبة العشر الأواخر كان هو الأقرب والأكثر تلمسا لهموم وشجون السواد الأعظم من الكويتيين الصامتين الذين لم يجدوا منبرا سياسيا ولا إعلاميا ينقل أصواتهم ليعبروا عن قلقهم على مستقبل بلدهم الصغير المتجه إلى المجهول في ظل صراعات تؤججها الطائفية والقبلية والمذهبية والمصالح السياسية.
خطاب سموه كان خطاب حاكم يتحدث باسم الشعب وهو أمر غير معهود في منطقتنا، حيث تعود الحكام في خطاباتهم على أن يدافعوا عن أنفسهم أو مشاريعهم أو أجنداتهم السياسية، بينما صاحب السمو الأمير حفظه الله قام بتحويل خطاب العشر الأواخر من حديث حاكم لشعبه إلى حديث حاكم تحدث باسم شعبه طارحا خلال خطابه هموم الشعب مختزلا إياها في خطاب وضع الإصبع على كثير من جراح البلد، تلك الجراح التي فتحتها مصالح البعض وعدم مبالاة البعض الآخر، من لا يفرقون بين الحرية والديموقراطية والاجتراء على القانون وتجاوز خطوط الوحدة الوطنية باسم الحرية والديموقراطية.
صاحب السمو الأمير كان واضحا في خطابه وحازما ووضع النقاط على الحروف، ووجه رسالة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار إلى كل من يؤجج الطائفية والقبلية والمذهبية والفئوية والمناطقية الذين عليهم أن يعيدوا قراءة الخطاب مرة أخرى وثانية وثالثة ورابعة.
ما أوردته في هذه المقالة كان مجرد حديث عابر لمواطن كويتي بسيط لم ينضم لأي تكتل أو حزب سياسي، ولم يصوت لا في فرعية ولا أمانة حزب ولا يعرف أو يعترف بسوى الكويت قبيلة ومذهبا ووطنا وعشقا له ولأبنائه.
استمعت لخطاب صاحب السمو الأمير وعلمت كما علم الجميع أن الكويت لاتزال بخير.
[email protected]