الحسابات بسيطة جدا وغير معقدة، فالانتخابات القادمة ان تمت وفق قانون الصوت الواحد الحالي فنسبة التغيير ستصل الى 70%، اما ان تمت وفق الصوتين، كما يروج بعض الساسة، من ان قانون الصوتين سيطرح خلال دور الانعقاد المقبل وسيمر، فإن نسبة التغيير سترتفع الى ما فوق الـ80%، اي انه لن يعود الى تراب المجلس الحالي سوى عشرة نواب فقط وسيودعه 40 نائبا، طبعا ذلك بحسابات تراجع عدد من المقاطعين بعد ان يجدوا ان قانون الصوتين المنتظر إقراره والتصويت عليه سيكون حلا سياسيا وسطا وترضية لكل الأطراف.
> > >
«حدس» تنفي ان يكون لديها جناحان، لكنها أكدت ان 70% من كوادر «حدس» صوتت مع المشاركة في الانتخابات المقبلة، إذن بين نفي «حدس» وتأكيدها تظهر الحقيقة
فالـ 30% الذين رفضوا المشاركة او اعترضوا هم الجناح الثاني لـ«حدس»، وعامة فان «حدس» كتيار سياسي مثلها مثل كل التيارات الأخرى لديها جناحان، حمائم وصقور، والقضية واضحة، فصقور حدس صوتوا ضد المشاركة، أما جناح الحمائم فصوت مع المشاركة، وليس في الأمر ما يعيب او ينتقص من احد ممن ينتمون الى «حدس».
> > >
التيارات الليبرالية التي تفضل ان تلقب نفسها بالوطنية ستخوض الانتخابات القادمة سواء وفق الصوت الواحد او الصوتين، وان كان المنبر الديموقراطي يمكن ان نعتبره من صقور معارضة المشاركة الا ان مقاطعته او مشاركته ليست ذات تأثير حقيقي، وستكون مقاطعتهم رمزية لا اكثر، اما التحالف الوطني الديموقراطي فسيدخل بكل ثقله بغض النظر عن آلية التصويت، خاصة ان عرابيه يرون ان فرص نسب تمثيلهم ستكون الأعلى في البرلمان المقبل من اي برلمان آخر حال خوضهم الانتخابات المقبلة.
> > >
الحركة السلفية ووفق ما هو معلن حتى الآن lنقسمة تماما مثل «حدس» الى صقور وحمائم، فهناك من يرفض المشاركة بشكل قطعي، وهناك من يرى المشاركة أمرا واجبا، وان كانت رؤيتهم العامة الغالبة هي المشاركة مع وجود أصوات معارضة قليلة، وان كانت مؤثرة، ولكن اعتقد انه، وفي النهاية، سيخضع الجميع لواقع الحال، وسيكون خوض الانتخابات أمرا حتميا.
> > >
«حشد» او حركة العمل الشعبي المنقسمة على نفسها اليوم دون وجود رؤية واضحة حتى الآن لمشاركة رموزها او ممثليها من عدمها، ولكن المعطيات الحالية تشير، بما لا يدع مجالا للشك، الى ان باب خوضها للانتخابات ليس مغلقا بالكامل، ومشاركتها ليست بالأمر المستحيل، بل انه، وفق حسابات المحللين، امر وارد ومحتمل، وفق قانون الصوت الواحد، الذي تعترض عليه، فما بالنا ان تم تغيير القانون الى الصوتين، و«حشد» وغيرها حركة سياسية تتعامل، او على الأقل يجب ان تتعامل، وفق معطيات واقع الحال، وتخضع له اذا ما أرادت الاستمرار كحركة فاعلة ومؤثرة برموزها في الشارع، فلا وجود لمبدأ العناد السياسي، وخوضها الانتخابات سيكون حتميا بالنهاية.
> > >
توضيح الواضح: المجلس الحالي بأدائه المتواضع شعبيا، قدم خدمة تاريخية للمعارضة.
> > >
توضيح الأوضح: ماذا يمكن ان يفعل المجلس الحالي ليحسن صورته امام الشعب وليثبت علو كعبه؟! اولا عليه ان يعيد تصدير نفسه، وفقا لمبدأ «الجمهور عايز كده»، وليس وفق مبدأ «المخرج عايز كده»، وفارق كبير بين المبدأين.