معظم دعايات المرشحين أشبه بملصقات إعلانات المطاعم السريعة فشكل الوجبة في الإعلان مغر وتبدو منتفخة ولكن حالما تصلك من المطعم بعد ان تصدق ما شاهدته على الملصق تصلك وجبة الهامبورغر مخفوسة و«ملعون خيرها» ولا تشبه أبدا تلك التي كنت قد شاهدتها على الملصق.
كذلك إعلانات المرشحين، قوة في الطرح وجرأة في الكلمة وحديث علمي منمق منسق عن الاقتصاد بتفصيل لا تقوى عليه حتى قناة بلومبيرغ ونظرات واثقة من المرشح الذي يظهر في دعاية انتخابية له، ولكن ما ان تجلس معه وتستمع إليه وجها لوجه حتى تتأكد أنك وقعت ضحية إعـــلان لا أكثـــر فلا هو بالجريء ولا هو بالمـطلع ولا هو بالخبير الاقتصادي وانه مجرد شخص آخر ممن تجلس معهم في الديوانية ممن ينظّرون بلا فقه ولا علم ولا معلومة.
***
أغلب من ترونهم، بل 90% ممن ترونهم عبر الفيديوهات الإعلامية هم أشبه بإعلانات وجبات المطاعم السريعة، ملصقات تظهر وجبات منتفخة متعددة الألوان ولكن ما ان تصل الى يديك حتى تجدها مجرد مسخ مما رأيته.
***
لا تصدق ما تراه في فيديوهات المرشحين، ويجب ألا تقع ضحية له فالكلام الذي يقوله صاغه له صحافي محترف ونسقه له إعلامي متمكن وقضى المرشح يومين كاملين وهو يحفظ الطريقة الصحيحة لنطق بعض المفردات والجمل، وقام خبراء المونتاج بقص اللقطات أكثر من مرة ومرة من أجل أن يختاروا أفضل ما تم تصويره من عشرات اللقطات خلال جلسات تصوير تستغرق احيانا يومين متواصلين ليظهر لك ذلك الفيديو الذي تشاهد فيه المرشح الذي يظهر خلاله كأنه خطيب مفوه وهو «ما يدري وين الله قاطه».
***
لا تغرنكم فيديوهات أغلب المرشحين، كما لا تغرنكم خطاباتهم التي يلقونها في ندواتهم فقد كتبها لهم إعلاميون محترفون، وما هم سوى ممثلين يرددون النص الذي كتبه لهم ممن هم وراء الستار.
***
عندما اقول اغلب المرشحين بهذه الطريقة اعني 90% منهم اي ان المرشحين القادرين على الحديث بارتجال اقل من 37 مرشحا اما البقية فهم نتاج خطابات صحافيين محترفين كتبوا لهم رؤاهم وبرامجهم وقضاياهم التي يطرحونها في فيديوهاتهم وتصريحاتهم الصحافية والتويترية فلا تصدقوا ما ترونه من خلف الشاشات، ونصيحة اذا أردت ان تصوت لأحد فعليك بمقابلته بنفسك في مقره او بديوانيتك ووجه له ما تشاء من اسئلة لتكتشف ان كان يفكر بنفسه وينطلق من قناعاته الشخصية او انه ينطلق من قناعات الآخرين الذين يكتبون له من «ربعنا» الإعلاميين.
***
توضيح الواضح: الحقيقة الواضحة ان 90% من المرشحين يطلقون تصريحات كتبها لهم صحافيون محترفون، وأغلب تلك التصريحات مصدرها ارشيف الصحافة المخزون منذ 10 أعوام، فتجدهم يعيدون ذات الأحاديث وذات القضايا بل ونفس الأساليب كأنها تصريحات قص ولصق من الانتخابات الماضية والتي قبلها والتي سبقت، لاشيء جديدا سوى ان التصريحات هي ذاتها مع تغير الأسماء.
***
توضيح الأوضح: اغلبهم هكذا تماما كإعلانات وجبات مطاعم الوجبات السريعة حالما يصلون الى المجلس سيغلقون هواتفهم ويتناسون ما صرحوا به وتعود الحكاية الى المربع الأول.
[email protected]