في العام 1997 حضرت مهرجان ابن لعبون الشعري الذي أقامته مؤسسة عبدالعزيز البابطين وكان- بحسب ما اذكر- انه أول مهرجان شعري للشعر النبطي حقيقي في الكويت بل في الخليج كله، وشارك في تلك التظاهرة الأدبية الراقية جدا شعراء لهم ثقلهم ووزنهم وتاريخهم الذي لا يمكن إنكاره ومنهم كان صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن وشاعر اليمن الكبير حسين ابوبكر المحضار وشاعر الرومانسية الراحل مساعد الرشيدي والشاعر السوري الشعبي عمر الفرا.
وأذكر أن ذلك المهرجان كان اكثر تظاهرية ثقافية حضوريا في تاريخ الكويت لا من حيث عدد الحضور ولا نوعية الشعراء أو حتى التغطية الاعلامية التي نالها ذلك المهرجان، وقد كان ذلك المهرجان هو القاعدة الرئيسية لمهرجانات شعرية لاحقة، لأنه كان الاول من نوعه، بل كان بذرة لانطلاق الأمسيات الشعرية الجماهيرية للشعراء الشعبيين بعده التي نعرفها اليوم ومنها أمسيات هلا فبراير وأمسيات مهرجانات اخرى في السعودية والإمارات وقطر والبحرين.
ويقيني ان ذلك المهرجان الذي اطلق قبل عشرين عاما هو حجر أساس المهرجانات والأمسيات الشعرية التي نعرفها اليوم، اعلم ان صاحب فكرة المهرجان وراعيه هو نفسه صاحب المؤسسة التي تحمل اسمه والتي قامت بعقد مهرجان ابن لعبون وأعني الشاعر الاديب عبدالعزيز سعود البابطين، وذلك المهرجان يشكر عليه بل وترفع له القبعة احتراما لانه صاحب فكرته ذلك لأنه فتح الباب على مصراعيه لأن يكون للشعر الشعبي موطئ قدم بين المهرجانات الأدبية وكانت تلك سابقة في ان يكون للشعر الشعبي مهرجانا يضم أمسيات وندوات أدبية ويحظى بحضور جماهيري غير مسبوق، ولكن للأسف ان مؤسسة عبدالعزيز البابطين التي أسست هذا المفهوم وابتكرت فكرة مهرجان شعري خاص بالشعر الشعبي بأمسيات شعرية لكبار الشعراء النجوم، لم تكمل مشوارها في هذا الجانب الثقافي الحيوي وتوقفت تماما عن إنتاج أو إقامة مثل هذا النوع من المهرجانات التي تعنى بالشعر الشعبي والتي كانت هي سبب بانطلاقتها بل بابتكارها وتأسيسها.
هذا طبعاً لا ينفي دور المؤسسة على المستويين الإقليمي والعربي في نشر مهرجانات شعرية رائدة للشعر الفصيح، وكونها مؤسسة كويتية ثقافية كويتية يعتبرها الأدباء العرب منارة ثقافية حية ومتفاعلة بمهرجانات ودورات شعرية أدبية أصلحت معها الى اهم مؤسسة ثقافية عربية على الاطلاق.
ولكن كنت أتمنى لتلك المؤسسة ان تكمل خط سيرها في دعم الثقافة الشعبية العامة التي كانت قد بدأته منذ ٢٠ عاماً عندما أقامت مهرجان ابن لعبون الشعري الذي كان نواة كل المهرجانات الشعرية في الخليج بلا استثناء،
ذلك المهرجان الذي كان بمنزلة قبلة الحياة للشعر الشعبي أو بالأصح قبلة الحياة لنقل الشعر الشعبي من المشافهة والأمسيات البسيطة الى الاعلام المكتوب والمرئي والحالة المهرجانية الأدبية اللائقة.
أتمنى للقائمين على هذه المؤسسة الرائدة التي نعتبرها ككويتيين مصدر فخر لنا ان تعيد الروح الى الشعر الشعبي عبر إعادته الى المهرجانات التي كانت سببا رئيسيا بل ووحيدا الى إنشائها.
والأمر سهل جدا كفكرته الأولى، فقط مجرد مهرجان شعري ومجموعة أمسيات لشعراء لهم ثقلهم وندوات خاصة بالشعر الشعبي شريطة أن يقام في الكويت لا أكثر ولا أقل.
[email protected]