في نوفمبر 2013 تقدم النائب رياض العدساني باستجواب لرئيس مجلس الوزراء، ويومها كان مجلس 2013 لا يزال في بدايته و«ما نعرف خيره من شره»، ومع بدايته كان هناك نفس معارض عالي الصوت، بل وأصوات مضادة للحكومة لا تتوقف عن الهجوم، طبعا كانت تلك الأيام الأولى لمجلس 2013 الذي ولد بعد المجلس المبطل الثاني «مجلس ديسمبر 2012» الذي كان حكوميا حتى النخاع، فاعتقد البعض يومها أن معارضة ما ستعود مع مجلس 2013 الجديد وأن استجواب رئيس مجلس الوزراء الذي قدمه النائب رياض العدساني سيكون بمنزلة تثبيت حضور لهذه المعارضة الجديدة.
يومها كنت ضمن وفد رسمي إعلامي في بلجيكا لحضور الدورة الثالثة عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين وكان الحديث الدائر بين أعضاء الوفد، ومعظمهم من النخبة السياسية، عن الاستجواب وما سيؤول إليه وكيف ستعبره الحكومة، ومن بين النخبة كان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق د.محمد صباح السالم، ويومها سألني عما سينتهي إليه الاستجواب الذي ستتم مناقشته غدا، فأبلغته بانه وفق القراءة الحالية أن الرئيس سيعبر الاستجواب بأكثر من 45 صوتا، وكنت قد بنيت قراءتي على معطيات ردود أفعال أعضاء مجلس الأمة وتوجهاتهم السياسية وتحالفاتهم، وكنت أعلم يقينا أن المعارضة «المفتعلة» يومها لا تملك اكثر من 8 أصوات، رغم أن المجلس كان في أيامه الأولى، وكانت قراءتي مخالفة لكثير ممن يرون أن المعارضة في ذلك الاستجواب ستتجاوز الـ 20، لكن الحقيقة انه في اليوم التالي للاستجواب تم التصويت على شطب محوري استجواب العدساني بأغلبية 45 ورفض 8 وامتناع 8.
بعد انتهاء الاستجواب، وكنا لا نزال في بروكسل وظهرت نتيجة التصويت على الاستجواب، التقيت الشيخ محمد صباح السالم وهنأني على القراءة التي قدمتها وأعلمته أنني لا أقرأ الودع، لكن بالنسبة لي كمتابع ومحلل أرى أن النواب تظهر توجهاتهم من تحالفاتهم وأدائهم، والواضح يومها أن أغلبية مجلس 2013 حكومية فكانت قراءتي الأقرب الى الدقة.
وتماما كما في جلسة استجواب العدساني في نوفمبر 2013 ستكون جلسة اليوم، فالحكومة تمتلك أغلبية مريحة لتوجه جلسة استجواب اليوم الى حيث تريد، سواء بالإجابة أو الشطب أو حذف عدد من المحاور، وسنرى في جلسة اليوم ان نتيجة التصويت مقاربة لنتيجة التصويت في جلسة استجواب العدساني 12 نوفمبر 2013، وستزداد مساحة الممتنعين غدا، فالمعارضة لا تملك اكثر من 8 أصوات صافية، ومعها صوتان مواليان في هذا المجلس، وقلت هذا في مقالة لي مع بداية المجلس عن المعارضة، ولكن مع استجواب الشيخ سلمان الحمود والغالبية النيابية التي أيدت الاستجواب وطرح الثقة، اعتقد البعض ان هذا المجلس سيكون معارضا، وتفاءل المعارضون والمتعارضون والمستعرضون بأن هذا المجلس سيكون مجلس الحلم للمعارضة، ولكن سترون غدا انه ليس ببعيد عن مجلس 2013 بل إنه يكاد يكون اكثر انبطاحا من المجلس المبطل الثاني، واليوم سنرى.
[email protected]