هناك 4 أجنحة وليست ثلاثة كما قال علماء السياسة وحكماؤها ومتعاطوها وآخر من ذهب «بقول الثلاثة» الزميل مشاري العدواني في آخر مقالاته الذي تناول فيه وجود 3 أجنحة في الحكومة في استعراضه لما حصل في التصويت على رئاسة إحدى اللجان وكيف أن عضوين في اللجنة قاما بتغيير موقفيهما في أقل من 3 دقائق.
والوضع السياسي اليوم يقول ان «بلا الحكومة منها وفيها» و«علتها باطنية» وإلا فما معنى أن حكومة تستجوب نفسها أو تهدد باستجواب نفسها وخلال أقل من عام 4 مرات، أعلم أن الأمر غير منطقي ولكن هذا ما يحصل، فهناك ممثلون لهذه الأجنحة في الحكومة وهناك سفراء لتلك الأجنحة في المجلس، والسفراء «وكلهم خير وبركة» يقومون بدور المستجوب نيابة عن الممثلين في بعض الاستجوابات، أليس هذا ما بات يعرفه الجميع اليوم في الكويت؟.
ولا يتوقف الأمر عند حد الاستجوابات والتلويح بها والتصريحات النارية على ألسنة النواب، بل تمتد حروب الأجنحة إلى ابعد من هذا بكثير، فالحكومة بلا أي غطاء ومكشوفة بالكامل وضربها يأتي من الداخل، فكل تحركاتها سواء أمام ما يفترض أنهم نواب معارضة أو نواب مستقلون مكشوفة وإلا ما معنى أن يعد استجواب لرئيس مجلس الوزراء ويوقع في تجمع خطابي، ويأتي مكتوبا مكتمل المحاور مع مهلة 60 يوما.
مجلس الوزراء في العام 2006 كان يقبل القسمة على اثنين فقط وأحيانا ثلاثة خلال الحكومات اللاحقة التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى جراء الاستجوابات التي كانت تحرك بطريقة غير منطقية وتصعد لهجتها حتى عنان السماء ووصلت بالبلد إلى درجة الغليان، وفي العام 2009 أصبح مجلس الوزراء يقبل القسمة على أربعة في معادلة سياسية تكسر كل الأعراف السائدة بل المنطقية، نعم على أربعة وليس على ثلاثة، هذا الأمر هو حديث الشارع الكويتي اليوم.
كل شيء أصبح مكشوفا لم يعد هناك ما يخفى، فإذا أردت أن تعرف من يقف مع من أو من يقف وراء ماذا أو من يستجوب لصالح من أو من يصرح نيابة عن من فما عليك سوى العودة إلى تشكيل حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد ثم تتبع الخارطة الزمنية للاستجوابات وحل مجلس الأمة واستقالات وتدوير الحكومة وتغير مواقف النواب من معارض إلى موال ومن موال إلى معارض ومن معارض إلى مستقل ومن صامت إلى صاحب صرخة توقظ الأموات.
الأمر ليس ببعيد فنحن بالكاد أكملنا الثلاث سنوات ونصف السنة منذ تشكيل حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد الأولى وعلى أي متابع أن يعيد قراءة المشهد بتأن ليعرف ماذا حصل من تبدل في المواقف خلال 42 شهرا ماضية وسيعرف تماما كيف تعمل الأجنحة الأربعة التي تطير بنا وبالبلد إلى حيث المجهول.
[email protected]