لا يوجد مناص من أن تضرب الحكومة درب المنصة ولا يوجد أي حل مقنع يلوح في أفق الاستجوابات المتلاحقة سواء بالتأجيل أو حتى الإحالة إلى المحكمة الدستورية وإن أفتى بذلك المفتون ومنظرو الحكومة وضاربو ودعها ومحاموها من النواب الذين انتخبناهم بأصواتنا فباعونا وقدموا أصواتنا قرابين تقرب إلى الحكومة بعد أن ذبحوا أصواتنا من الوريد إلى الوريد في محراب مسلسلات دفاعهم عن الحكومة.
ولكن المنطق السياسي يقول إنه ليس لدى الحكومة ما تخشاه من أي من الاستجوابات المقدمة سواء المقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء أو للوزير د.فاضل صفر أو لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد والأخير سبق له أن خاض استجوابا خرج منه بالثقة، وتستطيع الحكومة وبكل بساطة أن تعبر الاستجوابات الثلاثة كما عبرت استجواب الخالد «أبو 5 ملايين»، والسبب هو أنها تملك الأغلبية، ذلك فقط في حالة تحالفت الحكومة مع بعضها البعض وأعني تحديدا إن تحالف أعضاء أجنحتها الأربعة في مواجهة الاستجواب خاصة أن الكل يعلم أن استجوابين مصدرهما أو بالأصح محركهما أحد الأجنحة والاستجواب الثالث محركه جناح ثان، أو على الأقل هكذا وصلتنا الصورة عن الاستجوابات الثلاثة.
قلت في مقال سابق إن الحكومة لا تريد الذهاب إلى المنصة لسببين الأول هو أنها يمكن أن تكشف ما لا تريد كشفه خاصة في قضية الشيكات والثاني هي خشية الحكومة من أن يستغل مسرح الاستجواب للخروج عن النص وتصفية الحسابات عبر نواب محسوبين على الأجنحة المتصارعة، ولكن هذين السببين لابد أن تتجاوزهما الحكومة لسبب بسيط هو أن الضرب من تحت الحزام بين الأجنحة المتصارعة وصل إلى مرحلة لم يعد معها المتصارعون بحاجة إلى استجواب أو غيره لممارسة الضرب من تحت الحزام خاصة أننا أصبحنا نشهده يوميا في الجلسات العادية، أما خشيتها من كشف ما لا تريد كشفه فقد انكشف المستور وتناقل الجميع أسماء المستفيدين من الشيكات، لذا أرى أن الحكومة لم يعد لديها ما تخشاه من الصعود إلى المنصة.
أما القائلون بالذهاب إلى المحكمة الدستورية أو التأجيل فأرى أنه أشبه بمحاولة كاتب مسلسلات كويتي لمطّ ما لا يستحق المطّ، فلابد للحلقة الأخيرة أن تأتي وان نشاهدها جميعا إما بطرح الثقة أو غيرها.
وقبل إرسال المقالة للطبع بساعات أدرج النائب د.ضيف الله بورمية الاستجواب الرابع الموجه الى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، ومع دخول الاستجوابات الى رقم قياسي غير مسبوق يبدو أن دعاة فكرة «اعادة تقييم الديموقراطية» سيشعلون نار الكفر بالديموقراطية ويرقصون على ضوئها طالبين ومذكرين بسيناريو ما قبل حل مجلس 1985، وأخشى ما أخشاه أن يكتب لهم النجاح، وأن ما نشهده اليوم ما هو الا الفصل الأخير من معركة الحكومة الأخيرة.
[email protected]