بداية معرفتي بالفريق محمود الدوسري تعود إلى عشرين عاما مضت عندما كان مديرا لمرور العاصمة، وعرفته عسكريا منضبطا عادلا ومنصفا، وكان يومها من اقل القيادات الأمنية التي تصل عنهم شكاوى في التعامل مع الأفراد من الشرطة أو المراجعين، كان يتبع منذ توليه منصبا قياديا سياسة الباب المفتوح بل انه كان يتبع سياسة «يا هلا ويا مرحبا»، كل هذا بالإضافة إلى كونه من اكثر القياديين في الدولة التزاما بالواجبات الاجتماعية كحضور العزاءات والأفراح والمناسبات العامة، رغم انه ليس عضو مجلس أمة ولا يسعى للترشح بل كان يمارس «كويتيته» الاجتماعية بعيدا عن قيود المنصب الذي كان يتولاه.
***
محمود الدوسري لم يتول منصبا إلا وأضاف إليه ولو شيئا بسيطا من شخصيته، لم يكن يرى في المنصب تشريفا، بل كان يرى في المنصب تكليفا عليه أن يضيف إليه بما يخدم الناس.
***
من القياديين الذين لا يقومون برفع القضايا ضد من ينتقد عملهم، وأتذكر أنني انتقدته بشدة عندما كان مسؤولا عن أمن مهرجان هلا فبراير الأول وكان يومها نقدا قاسيا جدا بمقياس حدود النقد المتاح قبل ولادة قانون المطبوعات ٢٠٠٦ السيئ، ولم يفعل شيئا سوى أن حضر إلى مقر الجريدة وبين حقيقة الحادثة التي كتبت عنها يوما.
***
نشر حساب المجلس صورة للفريق محمود الدوسري وهو يقوم بتكريم المنتسبين لأمن المنافذ ولاقت التغريدة التي في حساب المجلس أكثر من خمسين ردا من المتابعين، ووجدت أن غالبية من علقوا على تلك التغريدة علقوا على ملامح الحزن في وجه الفريق الدوسري والذي لم تمض فترة على فجيعته بفقدانه ابنه أحمد.
***
نعم، ملامح الفريق محمود الدوسري ليست هي التي اعرفها، فالحزن يسودها، ولكن ان كان لايزال الدوسري كما عهدناه فسيتجاوز مصابه الذي نسأل الله ان يجبره وان يكون خاتمة أحزانه.
***
أسأل الله العزيز الحكيم أن يربط على قلب الفريق محمود الدوسري في مصابه وأن يرحم ابنه أحمد ويتجاوز عنه ويبدل سيئاته حسنات ويفتح على قبره روضة من رياض الجنة.
***
أعلم أن عزائي تأخر بعض الشيء، ولكن الصورة والتعليقات التي نشرت في حساب المجلس أعادت شيئا من الذاكرة ووجدت أنها مناسبة لتقديم واجب العزاء «كتابيا» لرجل يستحق كل تقدير واحترام إنسانيا واجتماعيا.. وقياديا أيضا.
***
توضيح الواضح:
بالمناسبة وشهادة حق، الفريق محمود الدوسري لم يسع إلى أي منصب تولاه بل كانت المناصب تسعى إليه، فهو أنموذج ناجح للقيادي الذي نريده.
[email protected]