بعض الأشياء تبلغ درجة من السوء الى حد أنها تصبح معها أيقونة ومشاعا بين الناس، بل انها من شدة السوء الذي وصلت إليه يصبح لها متابعون ومعجبون بل ومقلدون، وهذا ما حصل في الفيلم الأميركي (the room) الذي أنتج عام 2003، والذي ومن شدة ما هو سيئ تمثيلا وإخراجا ومونتاجا اصبح له نوادي معجبين في عدد من الولايات المتحدة الأميركية، بل انه ولشدة ما هو سيئ قامت هوليوود - بجلالة قدرها - وأنتجت عنه فيلما قام ببطولته العبقري جيمس فرانكو، ويلعب فيه دور ممثل ومخرج وكاتب الفيلم السيئ والذي يدعى جيمس ويسو.
****
الفيلم سيئ جدا إلى درجة أن مشاهدته ممتعة، تخيل فيلما بلغت به درجة السوء الى انه يتحول الى متعة، خاصة وانت ترى مشاهد تسقط وأداء تمثيليا «سخيفا» للبطل وحوارات مبتورة وانفعالات مبالغ فيها من أشخاص يعتقدون انهم يمثلون، وفعلا الفيلم «الغرفة» غبي جدا إلى حد الإمتاع، يكفي انه يدفعك للضحك.
****
وشهرة «الأشياء» الغبية لا يعني انها تحمل قيمة ما، وان انتشار مثل تلك الأشياء كبعض شخصيات السوشيال ميديا بشكل واسع غير مبرر أحيانا ورواجها بين الناس لا يعني أنها تحمل أي قيمة علمية أو ثقافية أو حتى قيمة اجتماعية، مجرد أشخاص يفعلون ما يفعلونه رغم علمهم قبل غيرهم أن ما يقدمونه شيء لا يفيد احدا على اي مستوى، تبقى قيمة وحيدة وهي الإمتاع، ولكنها كقيمة لا تكفي لاستمرارية مثل هذه الأشياء كونها وقتية، اقصد ظاهرة وقتية تخضع لأهواء الناس، وتنتشر بلا أسس علمية او إعلامية تخرج وتظهر ثم تبرز وتختفي، وها نحن نشهد حالات اختفاء لكثير ممن تسيدوا مشهد السوشيال ميديا، واهم سبب للانطفاءات السريعة انهم لا يستندون لأي قاعدة ثقافية أو علمية أو أكاديمية أو حتى «بطيخية».
****
طبعا حديثي يقتصر على اغلب مشاهير «الفيديو» وليس تويتر، فهؤلاء «الفيديوهيون» هم ممتعون فقط، حالة إمتاع مؤقتة، لا اكثر، طبعا بعضهم حاول ان يخوض في السياسة ولكن لا احد يأخذهم على محمل الجد، فهم بالنسبة للمتابعين مجرد أشخاص ممتعين ولكن لا تأخذ منهم لا علما ولا معلومة وحتما لا تأخذ منهم رأيا سياسيا.
****
بعضهم سيئ إلى درجة انه صدر نفسه كمحلل سياسي، وهؤلاء البعض هم من اكثر «الفيديوهيين» امتاعا لأنه تنطبق عليهم جملة الخبير في مسرحية «على هامان يا فرعون» وهو يقول:«شغلكم كله غلط بغلط».
****
طبعا هؤلاء بصوب وبعض الفاشينستات اللاتي يتحدثن عن القيم المجتمعية بصوب.
****
نعم بعضهم سيئون إلى درجة انهم أصبحوا مشاهير تماما كفيلم الغرفة، لاشيء خطأ في شهرتهم، ولكنه واقع تفرضه حالات غير مبررة، خاصة أن بعضهم اشتهر بجملة واحدة أو فيديو واحد أو أسلوب معين يكرره.
****
توضيح الواضح: مجرد نصيحة، من يحب متابعة الخيال العلمي عليه الا تفوته مشاهدة المسلسل الجديد «Alrered Carbon»، فالأفكار الفلسفية التي يطرحها المسلسل أعمق بكثير من ظاهر القصة.
[email protected]