أحد الأصدقاء لديه هواية أغرب من الخيال، وهو انه ما ان يبدأ عرض فيلم جديد حتى يكون من بين أوائل من يحضره في السينما، وربما يكون ثالث او رابع شخص في الكويت كلها يقص تذكرة لدخول الفيلم، خاصة إذا كان فيلما يعرض في الكويت بعد نجاحات عالمية، ولم يكن ذلك لحبه الشديد للأفلام ولا لولعه بالسينما فهو لا يفرق بين شعبان عبدالرحيم ومارتن سواركيزي، أعلم أن الأول كواي الصبح ومطرب شعبي بعد الظهر، والثاني مخرج روائع سينمائية، ولكن صديقنا هذا لا يفرق بينهما رغم هذا.
كان هدفه أولا أن يكون من بين أول من يحضرون العرض في الكويت، وهذه حسنة تحسب له، أما هدفه الثاني فهو أن يأتي إلى الديوانية او المخيم او في اي مكان نكون مجتمعين فيه ليروي لنا حكاية الفيلم ويتمتع كثيرا في حرق الأحداث المهمة، أتذكر انه وبعد ان حضر تايتانك جاء في اليوم التالي ليفسد علينا فيلما عالميا يتحدث الجميع عنه، ولا أنسى عندما قال: «ترى البطل جاك يموت غرقان آخر الفيلم وروز تعيش» طبعا لم نكن نعرف لا روز ولا جاك، ولكنه وعلى أي حال حرق الفيلم وأشبع رغبته الذاتية في إفساد متعة المشاهدة.
***
لا يذكرني صديقي حارق قصص الأفلام ومفسد مشاهدتها سوى بعض الحسابات الإخبارية غير معلومة المصدر وغير الموثقة التي بدأت مؤخرا بترويج أحداث سياسية قادمة وتغييرات ستحدث قبل مايو المقبل وأن هناك حلا وحكومة جديدة بعد الانتخابات، رغم ان غالبية المتابعين والمراقبين ومن زملاء كتاب يرون ان الحل قادم وبالتالي ستكون هناك حكومة جديدة بطبيعة الحال فهذه من البديهيات التي تعقب حل اي مجلس أمة في الدنيا.
****
عامة، لماذا الإصرار على رؤية كتاب الرأي والمحللين السياسيين على قرب حل مجلس الأمة؟! وأذكر عندما كتبت أكثر من مرة عن ان حل هذا المجلس أصبح ضرورة وطنية، وردني عدد من الاتصالات التي تنتقد ما ذهبت إليه من ضرورة رحيل هذا المجلس، وكأنني جئت بشيء جديد، رغم ان أعضاء المجلس أنفسهم أعلنوا ان المجلس عاجز تشريعيا وانه شبه معطل، وهذا على لسان نواب أقرب الى الحكومة منهم الى المجلس نفسه.
****
نعم نحن بحاجة الى انتخابات برلمانية في أسرع وقت، وحل المجلس الحالي سيكون حلا سياسيا لمرحلة تشريعية شهدت حالة مزمنة وغريبة من اللا تشريع، فليس هذا المجلس الذي نتمناه ونريده، وربما بل انه الأكيد ان اختياراتنا هي السبب، نعم اختياراتنا وليس الحكومة ولا القوى السياسية ولا المتنفذين، بل نحن الشعب، الناس، الناخبون، فلو أننا أحسنا اختياراتنا بطريقة أقرب إلى الـ 80% من الصواب المصلحي لخرج مجلس شعبي النفس والهوى ولكانت تلك بداية من بدايات الإصلاح، أما ونحن نصوت لعيال العم وفلان لأنه خووش وليد وفلان لأنه «نخاني» وعلان لأنه أرسلني علاج في الخارج او نقل اخوي، فسنبقى على طمام المرحوم سياسيا.
****
ولا أحد يقول لي تدخلات حكومية ونافذين، أحسنوا الاختيار في الانتخابات القادمة ووقتها حتى مجلس الأمن لو يتدخل «لا يغير شيئا».
[email protected]