عادة ما تكون انتخابات المجلس البلدي قراءة مسبقة وبنسبة 30% على الأقل لما سيكون عليه شكل مخرجات انتخابات مجلس الأمة التي تليها وتوضح شيئا أو جزءا من التحالفات في بعض المناطق المشتركة في الدوائر مع دوائر انتخابات مجلس الأمة، ولكن لا الانتخابات المقررة للمجلس البلدي ولا تحالفاتها ولا حتى إعلانات المرشحين يمكن إسقاطها أو قراءتها لمعرفة شكل التوجه العام للناخبين في انتخابات مجلس الأمة السابق، والسبب انه بعد تحول المجلس البلدي من سلطة تشريعية الى سلطة استشارية لسنوات أصبحت الحسابات مختلفة، بل غير معروفة الملامح.
****
انتخابات المجلس الحالي يمكن التنبؤ بها على وجهين فقط كما سابقتها، المناطق المغلقة المحسومة قبليا ومناطق التداخل مع مجلس الامة التي تتداخل في التحالفات والتحركات مع تيارات سياسية فاعلة، وباعتقادي - ورغم انه من السابق قول ذلك - يمكن الجزم بأن ٧٠% من النتائج ستكون معروفة مسبقا ويبقى الأمر في 3 مقاعد أو 4 على الاكثر التي تدور حولها تكهنات من ينجح في الوصول.
****
رغم كل ما قلته فإن هذا لا ينفي أنه من المحتمل أن تكون انتخابات المجلس البلدي «سياسيا» بروفة مسبقة لانتخابات مجلس الأمة المقبلة والقريبة جدا، فمازلت ومازال كثير من المراقبين المحايدين يرون أن انتخابات برلمانية تلوح في أفق المشهد السياسي، وهم وان كان اغلبهم يرى أنه لا ضرورة سياسية لإجراء مثل تلك الانتخابات المبكرة إلا أنهم يجمعون على أنها أقرب مما يتصور البعض بعدها.
****
المشكلة الرئيسية التي أراها في المجلس الحالي انه مجلس معارضته تنقسم إلى 4 أقسام وكل قسم منها يسير بأجندة مختلفة منهم المعارض الشرس ومنهم المعارض المهادن ومنهم المعارض العقلاني ومنهم المعارض «اللي ما يدري وين الله قاطه»، وأما الموالاة التي تشكل الغالبية فهي تنقسم إلى 33 أو بالأصح موالاة يغلب عليها التحرك السياسي الفردي، لذا التوجه السياسي العام أو حتى الجزئي لمجلس الأمة غير معروف وغير واضح ولذا تكثر الصراعات النيابية النيابية ويغلب على جلساته الانشقاق النيابي غير المبرر، وهو ما يعطل العمل التشريعي بأكمله، ولا شك انه السبب الرئيسي في تعطل العمل التشريعي لما يقرب من العام ونصف العام الآن «وهو عمر المجلس حتى الآن».
****
عامة، طفل في العاشرة «مو متفوق» و«راسب في خمس مواد» يعلم جيدا أن الصراع السياسي يدور على ضفتي المجلس وداخله أحيانا، وما لم يتوقف هذا الصراع فسيكون جزء من ديموقراطيتنا رهنا له وسنظل ندور في حلقة مفرغة.
[email protected]