مشكلة المجتمع اليوم أن غالبية من أفراده من مستخدمي وسائل التواصل يرون انهم أوصياء على أخلاق غيرهم، ولكن أخلاقهم لا شأن لأحد بها، وبالتالي لا يسمحون لوجود وصي عليها او حتى ناقد عابر.
بعبارة ادق افراد المجتمع يراقبون ويحكمون على افراد المجتمع الاخرين ولكنهم لا يراقبون أنفسهم،.
> > >
هذه القاعدة الاجتماعية الحولاء هي سبب ولادة شريحة من المجتمع أفلاطونية مثالية في أقوالها فقط.
> > >
يرفضون القبلية، ويصوت كل منهم لابن عمه وشعاره «لا يضيع كرسينا»، وينتقدون الطائفية ولا يصوتون في دوائرهم إلا لمن كان نفسه الطائفي اعلى من غيره وهم يرفعون شعار «لا ياكلونكم»، ينبذون الفئوية وهم اذا ما تعين شخص من خارج الدائري الذي يحد منطقتهم رفعوا اصواتهم بالاحتجاج.
> > >
أمثال هؤلاء ينصبون أنفسهم قضاة فيما يعرفون وفيما لا يعرفون، ففي اي حادثة تثار في وسائل التواصل الاجتماعي نجد ان الغالبية يصدرون أحكامهم من واقع صورة او تغريدة او مقطع صوتي مجتزأ، ولا احد يكلف نفسه عناء الصمت الى حين التحقق مما ورد في تلك التغريدات.
> > >
يصادرون رأيك ويتهمونك ويحاكمونك ويصدرون الحكم فقط من وقائع بسيطة قرأوها في تغريدة او مرت في مقطع فيديو غير واضح.
> > >
ذات المجتمع الذي يرفض الفساد ويطالب بمحاكمة الفاسدين جزء كبير منه يرفض بصمة الدوام، ليش؟! لا تسأل، رغم ان جزءا مهما من الفساد الاداري يتعلق بتنظيم ساعات العمل بين جميع العاملين في المؤسسة والبصمة جزء اداري لتثبيت هذا الشي لا أكثر ولا اقل، خاصة ان تطبيق البصمة كشف مئات ممن لم يحضروا الى مقار أعمالهم منذ سنوات، وأعاد ميزان العدالة الذي لطالما اشتكى منه كثير ممن يرفضون البصمة اليوم.
> > >
ازدواجية تعاطي افراد المجتمع مع القضايا اللحظية تجعلك في حيرة من امرك وتجعل الشخص يتساءل: اذا كان كل هذا الكم الهائل من المثالية فيما يعلنه افراد المجتمع في تغريداتهم فمن أوصل إذن من لا يستحقون في كل انتخابات أندية وبرلمان وجمعيات؟! اليسوا هم ذاتهم من يصدرون المثالية قولا وتغريدا ومقاطع؟!
> > >
يراقبون ويلعنون من يخرق المحظورات المجتمعية ولكنهم في ذات الوقت غير قادرين على منع أنفسهم من خرق ذات المحظورات، ولكن لا بأس اذا ما شاركوا في حفلة زار شتم لشخص وقع في ذلك المحظور، امثال هؤلاء تنطبق عليهم قاعدة «مثاليون جدا... وفاسدون جدا».
[email protected]