الإعلام بمفهومه الشامل والبسيط هو أشبه بموج متحرك غير ثابت يتحرك باتجاه المشاهد، وهنا يتقبله المشاهد أو يرفضه باختلاف ردة فعله لما وصل إليه منه، وما حصل في برنامج دورة الروضان على القناة الثالثة الذي يقدمه المذيع نادر كرم الأسبوع الماضي عندما عرضت حلقة جرفها مد الضحك مع الضيوف إلى شواطئ أغضبت البعض معتقدين أن ما ذهب إليه المذيع كرم وضيوفه إساءة لشخصيات رياضية، وللأمانة أن الدقائق الخمس التي شاهدتها وتناول فيها الضيوف بعض اللاعبين ومن بينهم اللاعب الخلوق صالح الشيخ واللاعب المعتزل المخضرم حارس نادي القادسية السابق فيصل الشعلان وان كانت غير لائقة إلا أنه كان بها شيء من تحريك الراكد الاعتيادي في مثل هذه البرامج، ومع هذا بعدها بيومين اعترف المذيع وضيوفه بأنهم ارتكبوا خطأ في التعليق على لاعبين ونجوم في الحلقة مثار الجدل.
> > >
للأمانة، وأنا هنا أتحدث من وجهة نظر فنية عن البرنامج، وبغض النظر عن الحلقة مثار الجدل، فالحلقة أو البرنامج ككل بالطريقة التي يدار بها وبما يحويه من «قفشات» و«أسلوب خارج عن المألوف» في دمج الغشمرة بالتحليل الرياضي او التعليق الرياضي وعرض ذكريات اللاعبين وعلاقاتهم الإنسانية بعضهم ببعض وعرض «مياناتهم» الخاصة، منح البرنامج نكهة رمضانية مميزة وخاصة.
> > >
فهذا البرنامج الذي يعرض يوميا على القناة الثالثة بمذيعه وضيوفه يقدمون وجبة رياضية خفيفة ومقبولة وقادرة على الوصول الى اكبر نسبة من المشاهدين في أيام قليلة، وهذا بحد ذاته نجاح رائع للبرنامج وللقناة ولوزارة الإعلام، بل واستطاع البرنامج وهو برنامج موسمي ان يسجل حالة تنافسية بين عدد كبير من البرامج الرياضية المحلية، ومن مميزاته انه كسر حاجز الجليد بين الضيوف المحللين والمشاهد ما جعل مقاطع حلقاتهم وحلقاتهم الأكثر مشاهدة وتعليقاتهم الأكثر وصولا لأكبر عدد من الجماهير المهتمة بالرياضة.
> > >
خلطة البرنامج لاتزال في بداية تشكيلتها الأولى، ونجحت في خلطها التي اعتقد أنها غير مخطط لها، ففيها ضيوف رياضيون لهم ثقلهم ووزنهم وتاريخهم بالإضافة لوجود مذيع يتمتع بحضور طيب، اعتقد ان الحلقات القادمة ستنضج هذه الخلطة. واعتقد انه وربما ستكون هذه البداية/ الخلطة لهذا البرنامج بداية لبرنامج رياضي بروح كوميدية خفيفة بمثل هذا الأسلوب في عرض التحليل الرياضي الذي يقبله الشباب أكثر مما يقبل برامج التحليل الرياضي الجامدة.
> > >
نعم، هناك خطأ حصل في الحلقة وتم إيضاحه من قبل القائمين على البرنامج، وهو ولا شك خطأ غير مقصود بل بالأصح كان حديث نجوم رياضيين كما يتحدثون و«يتغشمرون» في المعسكرات الرياضية الداخلية منها والخارجية.
> > >
وزارة الإعلام وللأمانة وليس في هذا البرنامج فقط بل في برامج أخرى قادرة على ارتكاب المنافسة سواء في أغلب برامجها، وأعلم يقينا ان للعصب القيادي الشبابي فيها دورا كبيرا فأغلب قياداتها من الشباب أو من الجيل الألفي ومنهم وعلى رأسهم وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم، ووزارة الإعلام ببرامجها وللأمانة لا تنافس فقط في فترة رمضان بل في المواسم العادية أيضا.
> > >
توضيح الواضح: وزارة الإعلام مازالت تلفزيونيا قادرة على ان تنتج شيئا جديدا ومختلفا وتنافسيا على أعلى مستوى.
[email protected]