في أول أسبوع من رمضان أي قبل أسبوعين من الآن كتبت مقالا انتقد فيه بشدة برنامج «بلوك غشمرة» وكيف انه يتعامل بعنصرية بغيضة مع كل الجنسيات وصلت إلى حد ان يصبغ الممثلون وجوههم بالألوان ليقلدوا الأشقاء السودانيين دون مبرر ولا مسوغ، وذكرت في المقال أن قوانين الإعلام الأميركية تمنع هذا التصرف العنصري ضد أبناء البشرة السمراء أو غيرهم من صينيين وتعتبر هذا التصرف عنصريا غير مقبول، بل ان مسلسلات وأفلاما وكارتون أنتجت في الأربعينيات والخمسينيات تعتبر اليوم ممنوعة من البث عبر أي وسيلة إعلام أميركية باعتبارها عنصرية الطابع إما لأنها تسخر من أبناء البشرة الصفراء أو أبناء البشرة السمراء، خاصة اذا كان مؤدي الشخصية قوقازيا «ابيض اللون» وصبغ نفسه بأي لون ليؤدي هذا الدور، ويستثنى من هذا ان يكون هذا الفعل له مسوغ درامي كما في فيلم tropical thunder عندما أدى روبرت داوني جونيور دور ممثل يسكنه هوس انه اسمر البشرة ويتعامل على هذا الأساس دون إساءة أو ابتذال رغم أن الفيلم كوميدي.
> > >
بلوك غشمرة للأسف ورغم محاولات رقابة الإعلام للسيطرة على ما يمكن السيطرة عليه ومنع بث وقطع مشاهد من حلقات البرنامج «الكوميدي» إلا أن البرنامج لايزال يتخذ من السخرية من الشعوب قاعدة للانطلاق وهذا طبعا لا يعني سوى أمر واحد ان البرنامج كله يعاني من حالة عامة من الإفلاس في الأفكار والنص، ورغم أن إعمار هذه البرامج من نوعيته عمرها يتجاوز الـ 25 عاما، إلا أن القائمين على العمل لم يقدموا شيئا سوى كمية من «الطنازة» الساذجة و«القطات» التي لا ترقى حتى لرفع عضلة الابتسامة.
> > >
العمل كان لا يجب أن يحمل اسم تلفزيون الكويت، لا لقيمته الفنية المتدنية جدا، بل لكونه يحمل إشارات عنصرية مباشرة ضد شعوب شقيقة وصديقة دونما أدنى مبرر او مسوغ درامي او حتى غير درامي.
> > >
المشكلة ان احد القائمين على البرنامج يقول ان ما يقوم تلفزيون الكويت بمنع بثه رقابيا نقوم نحن بتسريبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتقد ان هذه كارثة يجب ان تتم محاسبة المنتجين للعمل لان العمل ما عرض منه وما لم يعرض هو ملك لتلفزيون الكويت، وتم دفع مصاريف تصويره وأجور ممثليه من ميزانية وزارة الإعلام، لذا ما سمح الإعلام بعرضه وما لم يسمحوا بعرضه هو ملك لتلفزيون الكويت، اما ان «تصور بفلوسنا» كمنتج منفذ وتقوم بتسريبه الى اليوتيوب لأن تلفزيون الكويت «المنتج الرئيسي» منع عرضه فهذه أعتقد أنه على مسؤولي الإعلام مراجعة بنود العقد ووقف المنتج المنفذ من تسريب اي مقاطع تم منعها فهي ليست ملكا له بل ملك للتلفزيون.
> > >
توضيح الواضح: شكراً من القلب لمسؤولي التلفزيون وأخص بالذكر المسؤولين في الرقابة الذين يبذلون جهدا لقصقصة ما يمكن قصقصته ومنع ما قد يسيء أو خارج عن ما يسمح به.
> > >
توضيح الأوضح: الأمر سهل يا مسؤولي التلفزيون المنتج المنفذ لا يفترض أن يتسلم الدفعة الأخيرة من مستحقات العمل إلا بعد عرض كامل الحلقات، ومن هنا يمكن محاسبتهم على أي مقطع قاموا بتسريبه لأي مقطع منعته رقابة التلفزيون.
[email protected]