الاستجواب الذي قدمه النائبان شعيب المويزري ومحمد المطير لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بخطوطه العريضة باعتقادي انه سيكون آخر استجواب يقدم في عمر هذا المجلس الذي يرى كثير من المحللين والمراقبين أنه سيكون آخر الاستجوابات لأسباب متعددة أهمها أنها سيأتي بعد أن تتكشف كامل الأوراق النيابية المحصنة للرئيس التي اتخذت قبل عامين والتي جعلت جزءا من النواب المحسوبين على المعارضة محيدا بسببها، ولهذا الأمر اعتباراته التي انتهت أو أنها ستنتهي فعليا قبل مناقشة الاستجواب، وفي الحالتين سيكون الاستجواب المقبل لسمو رئيس مجلس الوزراء مختلفا عن الاستجوابات السابقة على جميع الأصعدة.
****
وبغض النظر عن المحاور ومدى مواءمتها للواقع السياسي، فسيكون الأمر هذه المرة مختلفا عن المرات السابقة، فالاستجواب لن يكون بالسهل ليس على الحكومة فقط بل على المشهد السياسي بأكمله، ذلك إذا كتب لنا أن نشهد مناقشة الاستجواب بداية دور الانعقاد كما هو السيناريو الطبيعي.
****
وما يجعلني أعتقد بوجود سيناريو محتمل آخر بسببه هو أن الأحداث تتسارع مع بداية العطلة البرلمانية ما يجعل من الصعب على المتابع أن يتتبع تفاصيل كل خلاف سياسي ينشأ، وتحديدا أتحدث عن الصراع النيابي ـ النيابي أو بالأصح التراشق النيابي ـ النيابي.
****
الواضح الآن أن الأمور مؤجلة حتى شهر أغسطس لاعتبارات عدة، ولكن أعتقد أن شهر أغسطس سيكون شهرا حارا جدا على مقياسي الطقس والسياسة، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأوضاع الإقليمية التي تتغير بشكل يومي ومعها في ذات المعادلة الأوضاع السياسية الحالية بتقلباتها بجميع أبعادها وأطرافها فإن الوصول إلى نقطة انتهاء حالة التعقيد السياسية التي لدينا لن تكون بعيدة، بل لن تكون أبعد من شهر أغسطس، بل انه يجب الا ننتظر اكثر من شهرين من الآن.
****
صمت المعارضة داخل أو خارج المجلس لا يعني أبدا أن الأمور بخير، بل ان تقلص مساحات المعارضة السياسية ليس في صالح احد وتحديدا ليست في صالح البلد لا على المستوى القريب او البعيد، وما يحدث من اختلاف أو خلاف أو صراع يجب أن يقف بإعادة ترتيب المشهد السياسي بما يتواءم مع المتطلبات الشعبية الداخلية الرافضة للخطأ بكل أشكاله والوضع الإقليمي المحيط بنا، فالأمور حتى الآن لا تقبل لا المجاملة السياسية ولا أنصاف الحلول، وأهم تلك الحلول الجذرية لتعديل المسار هو تغيير المشهد بأكمله ومنها رحيل المجلس بأي شكل كان.
[email protected]