في هذه الديرة عندما يتعرض أمن المواطن أو المقيم للاعتداء «يتشحطط» بين بعض المحققين «شحططة» ما بعدها «شحططة»، ويدوخ «السبع دوخات»، دوخة واحدة سببها النظام المعمول به في طريقة التقسيم الإداري لموقع الجريمة فإذا سرقت سيارتك في كبد فأنت إما ترسل إلى الأحمدي أو إلى مخفر كبد أو الجليب أيهما أقرب بمتر أو بمترين للتبعية الإدارية لموقع الجريمة التي تعرضت لها يا مواطن أو يا مقيم، وكأننا قارة مترامية الأطراف ولسنا مجرد بلد صغير به 7 طرق دائرية فقط.
أما الست دوخات الأخرى فسببها مزاجية بعض المحققين، وإليكم أنموذج لما حصل من محقق مخفر الظهر، فقد حصلت حادثة اعتداء بالضرب على طالب جامعي في كبد على يد أشخاص مسلحين برشاشات كلاشينكوف يوم الثلاثاء الماضي، ونقل الطالب المصاب إلى مستشفى الفروانية في الساعة السابعة مساء، وحقق معه محقق مستشفى الفروانية، ثم ابلغوه بأن عليه أن يتوجه إلى مخفر الأحمدي لكون المخيم الذي حصل فيه الاعتداء عليه يتبع محافظة الأحمدي، وتوجه المجني عليه المصاب ورأسه معصوبة بعــد أن عــولج بـ 3 غرز إلى مخفر الأحمدي وهناك انتظر ثلاث ساعات كاملة من الساعة الثامنة وحتى الحادية عشرة ليلا، وبعدها اتصل رجال مخفر الأحمدي بالمحقق المناوب وطلب من رجال الأمن أن يرسلوا له المجني عليه ليحقق معه، وفي الساعة الـ 11:30 كان المصاب في مخفر الظهر بحسب طلب المحقق، غير أن المحقق وبعد أن «لطع» المصاب لساعة و«مشوره» من الأحمدي إلى الظهر قال له: «خلاص أخوي روح الأحمدي وأنا راح أجي هناك أحقق معاك»، وتحامل المصاب على نفسه وتوجه إلى مخفر الأحمدي ودخله في تمام الساعة الواحدة والربع من فجر اليوم التالي، وانتظر هناك لما يقرب الساعتين قبل أن «يتكرم» المحقق ويصل إلى مخفر الأحمدي وفي الساعة الثالثة بدأ المحقق «محب المشورة» تحقيقه مع الضحية المجني عليه المصاب بـ 3 غرز.
المحقق الذي يعتقد أنه قائم مقام وزير الداخلية لم يكتف بـ «المشورة»، بل وأثناء التحقيق مع الضحية قام المحقق ونادى على شقيق الضحية الذي كان يصحبه، وعندما حضر شقيق المجني عليه قال له المحقق: «أخذ ورقة التقرير الطبي مالت أخوك وصورها لي»، هو لا يكتفي بـ «مشورة» الضحايا والمجني عليهم ولكنه يحب أن يجعل من أشقاء الضحايا «مراسلين»، ولكن لأن حاجتهم عنده فقط قالوا له «حاضر يا أفندم»، وبعد نصف ساعة نادى المحقق على شقيق الضحية مرة أخرى «الظاهر عجبته الشغله» وقال له: «روح هات لي كربون» يطلب كربونا في الساعة الثالثة فجرا .
اقتربت الساعة من الرابعة صباحا، والمحقق يعتقد أنه شيرلوك هولمز ويسأل اسئلة روتينية مملة بينما الجناة حملة الكلاشينكوف ينامون هانئين في بيوتهم.
هذا أنموذج لما يحصل للضحايا الذين يلجأون إلى مخافركم يا وزير الداخلية، هذا أنموذج بسيط جدا لما يفعله بعض المحققين.
هل هكذا تكافئون يا وزير الداخلية من يتعلق بأستار القانون ويلجأ إلى مخافركم؟
هل هكذا تجيرون المستجير بحماكم من المؤمنين بدولة القانون؟
هل هكذا تأمرون محققيكم أن يتعاملوا مع الضحايا؟
هل أصبح من الممكن لشخص أن يتناول سلاحه الكلاشينكوف ويهدد شخصا ويضربه ثم يذهب إلى بيته لينام بينما ضحيته «يتمشور» على يد محققكم؟
أنا على يقين أنكم يا وزير الداخلية لا ترضون عن كل ما سبق، فأعد نصاب القانون في هذه القضية وأرسل الجناة المسلحين إلى مكانهم الطبيعي وقم بمعاقبة المحقق أو على الأقل الفت نظر مسؤوليه بأن يتم إدخاله دورة «فن التعامل مع الجمهور» وأنا مستعد لأتكفل بمصاريف الدورة على حسابي إن كانت ميزانية وزارتكم لا تسمح بوجود بند كهذا.
بالمناسبة الجناة لايزالون حتى اللحظة خارج نطاق تغطية «الداخلية» وبعد أكثر من اسبوع.
[email protected]