لا أحد يمكنه أن ينكر أن هناك نوابا استحقوا ثقة الشارع وبجدارة، واستطاعوا بحنكتهم السياسية ومواقفهم الثابتة ومبادئهم التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أن يكونوا لأنفسهم قاعدة جماهيرية هي الأكبر والأضخم والأكثر عمقا في تاريخ الكويت اليوم.
هناك نواب استحقوا بثبات موقفهم أن ترفع لهم قبعات الاحترام من الصغير قبل الكبير وأن يتم تحيتهم برفع «العقل»، نواب تحولوا إلى رموز لهم منا كل التقدير والاحترام كونهم وضعوا لأنفسهم مكانة لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأن حجمها أو حتى إهمالها ولو كره معارضوهم.
نواب وضعوا قدراتهم ونذروا حياتهم ليكونوا شوكة في «بلاعيم» كل من أراد ابتلاع خيرات البلد والسطو على المال العام من «بلاعين البيزة»، فاستحقوا أن ينالوا ثقة الجميع بينما تساقط المرجفون والمترددون والمنبطحون والسائحون في بحور السياسة الواحد تلو الآخر.
نواب لم يخدعوا الشارع يوما ولم يبطنوا غير ما يظهرون، بينما سادة النفاق ترجمهم اللعنات وتتساقط على رؤوسهم شتائم الخلق والدعوات عليهم وعلى من أوصلهم وعلى حتى من سعى إلى إيصالهم.
نواب صدقوا يوم اختار كثيرون الكذب وسيلة للوصول وتنصلوا من وعودهم كما تتنصل حسناء مراهقة «شمحوطة» من وعدها لـ «متصاب» سبعيني، الفارق أن «الشمحوطة» تنصلت من وعدها وحافظت على شرفها، أما هم فلا وعد ولا يحزنون.
نواب اتهموا بالوقوف حجر عثرة في طريق التنمية، في حين أنهم كانوا ولم يزالوا حجرة عثرة بل كانوا سدا منيعا في وجه كل طامع بخيرات البلد بغير وجه حق.
النائب أحمد عبدالعزيز السعدون أحد هؤلاء النواب الأفاضل الجديرين بالاحترام الذين كسبوا ثقة الجميع لوضوح مواقفهم، وحده يشكل تيارا سياسيا مكتمل الأركان ويمكن وحده أن يقوم مقام حزب معلن و«بروحه» يمكن أن يكون كتلة تقلب الكفة، من النواب القلائل اليوم الذي لو قام بترشيح نفسه في أي دائرة لاستطاع أن يصل إلى كرسي البرلمان، فقط لأنه صدق مع وطنه قبل أن يصدق مع ناخبيه فاستحق بذلك أن يكون كما هو الآن نائبا بألف نائب.
لست من العاطفيين أو دعاة العاطفة ولكنني رجل عقلاني 100%، أقدم المنطق على ما سواه، ولا يمكننا مع المنطق البسيط إلا أن نقول شكرا لوجود أحمد السعدون أبو المعارضتين السابقة والحالية.
[email protected]