توطئة: القلوب البيضاء تسكت فجأة.
***
كانت شقيقة حاكمين للبلاد ومع هذا لم يبدر منها او عنها او ممن حولها ما يدل دلالة ولو بسيطة على انها شقيقة الحاكم، تعاملت بقلب ملائكي مع الكل بصوت يحمل نبرة نقية لا يشبهها الا لهجة امهاتنا، هكذا رأيت وعرفت وتعاملت مع المغفور لها الشيخة فريحة الاحمد صحافيا وكاتبا ابنا لها في بعض المناسبات عندما كنت أغطيها ميدانيا في بدايات عملي الصحافي، حيث لمست انها كانت الأكثر طيبة والأعمق تواضعا مع كل من تقابلهم، ولم تكن تخاطبنا الا بـ «يا وليدي».
***
عندما كنا ننقل حديثها او تصريحها في المناسبات المختلفة لم تكن تدقق كثيرا فيما ننشره عنها او على لسانها رغم اختلاف نقل كل منا لحديثها، ولكن تهتم بصورة او حجم مساحة الخبر الذي تظهر فيه رغم انه كان يمكنها ببساطة ان تتصل برئيس تحرير اي صحيفة توصيه ولكنها لا تفعل ولم تكن تفعل.
***
قبل سنوات في تغطية احدى المناسبات وكان من بين حضورها الرئيسيين الشيخة فريحة الاحمد، جاءني زميل مصري من «اخبار اليوم» وقال «أريد ان آخذ كلمة من الأميرة فريحة الاحمد»، طبعا اللقب الذي ذكره وفق معطياته وفهمه عن ابنة أسرة حاكمة ولا ألومه، بل لا اعتقد انه قال شيئا خاطئا، فالشيوخ أبناء الاسرة الحاكمة بمعادلة الألقاب بالأسر الحاكمة عالميا هم أمراء، ولهذه تخريجة أخرى، المهم انني طلبت من زميلي المصري ان يذهب بنفسه اليها حيث تقف الشيخة فريحة بجانب المنصة ويحدثها دون وساطة كما كانت مع من تعرف او لا تعرف.
***
الراحلة الشيخة فريحة الاحمد كانت ناشطة مجتمعيا وكانت اقرب الى العمل التطوعي منه الى اي شيء آخر، جمعية الاسرة المتميزة هي نتاج من إرثها الكبير في العمل التطوعي والتوعية المجتمعية التي كانت تتسيد مشهدها خاصة في نشر التسامح وقبول الآخر وكانت تبعث برسائل عبر زياراتها لمختلف الطوائف والأديان ان الكويت كانت ولم تزل مبنية على التسامح وقبول الآخر.
***
كما قلت في البداية، بالنسبة لنا ككويتيين نبرة صوت الشيخة فريحة رحمها الله لا يشبهها الا أصوات امهاتنا المملوءة بالطيبة.
***
وأخيرا والأهم هو خالص العزاء لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وعموم أسرة الصباح الكريمة بوفاة فقيدتهم الشيخة فريحة الاحمد ونسأل الله لها الرحمة والمغفرة وان يبدلها دارا خيرا من دارها وان يجعل قبرها روضة من رياض الجنة.
[email protected]