في كل ديوانية تقريبا مجموعة من الرواد تخصصهم «الشماتة من أي شيء»، ومبدأهم في الشماتة الانتقاص من الشخص لشيء لم يحققه بعد، مثلا يتحدثون عن شخص تخرج في الجامعة فيكون انتقادهم عليه بدل المشاركة في مديح إنجازه: «انزين ليش ما تزوج؟!»، وهذا نفس الشخص يتزوج فيتناولونه بحديثهم الانتقاصي: «وليش ما عنده عيال؟!»، ينجب الرجل فيقولون: «طيب ليش كلهم بنات ما عنده ولد؟!»، يرزقه الله بولد فيقولون: «مو حلو ولده»، وهكذا لا تنتهي دائرة انتقاداتهم لأشياء لم تحدث بعد ولم تتحقق بعد، هؤلاء «الشماتة» جزء من ثقافة عامة تكونت اليوم وتشكل اليوم لمشاريع أنشأها البلد، ولا أقول الحكومة، فالمشاريع التي أنجزت وقامت وانتهت مثل المدينة الطبية في الجهراء ومبنى المطار المساند ومستشفى جابر الآن وهذه الجسور والطرقات والجسور التي اختصرت مئات الساعات من الزحمة على الناس لا تلقى التقدير المناسب من بعض ممن يدعي انه يمتهن التعليق السياسي، خاصة ممن يعتقد انه ولكي يكون «معارضا» عليه ان يقلل من شأن كل إنجاز يحققه بلده، فالمدينة الطبية انجزت وقامت وافتتحت وهم يقولون:«وين الطاقم»، والمطار المساند افتتح وسيدخل الخدمة كاملا بعد أيام ويقولون: «بس ما فيه موظفين»، متناسين ان هذه الأشياء لاحقا، يبنى المشروع ويقوم ومن ثم يتم تعيين الناس، ام تريدون تعيين الطاقم مع صبة الخرسانة الأولى؟!
***
وهؤلاء ليسوا معارضين بل هم مجموعة «مستعرضين» او «معترضين»، صحيح ان هناك فسادا في البلد، ولا احد ينكر هذا الشيء، ولكن من غير المعقول ان كل شيء بنظرهم فاسد وكل مشروع مشبوه وكل تحرك حكومي مريب.
في رأيهم انه ولكي تكون وطنيا عليك ان تلعن وتسب كل ما هو متعلق بالحكومة او يأتي منها، طبعا 99% من هؤلاء المستعرضين المعارضين المعترضين على كل شيء يعملون موظفين لدى ذات الحكومة التي يشتمونها ويشتمون كل ما يمت لها بصلة الليل والنهار.
***
وهؤلاء جماعة الـ «م.م.م» المعترضون المعارضون المستعرضون يرون انه ولكي تكون وطنيا عليك ان تصور ان الحكومة وكل من انتمى لها خائن عدو للشعب، ووالله هذه حقيقة فلغة التخوين لديهم جماعة الـ «م.م.م» هي اللغة الرئيسية، نعم الحكومة ليست مجموعة من الملائكة وعليها اخطاء تودي بستين داهية ولكن الأمر لا يؤخذ بالعمومية المطلقة وعليه تصبح نقطة انطلاق أي حديث سياسي لهم!
***
هؤلاء للأسف يتركون الأسلوب الصحيح في فردية الأحكام على كل قضية منفصلة وحدها، ويتحدثون بأسلوب التعميم، فكل ما هو حكومي شيطاني، وكل من هو على غير فكرهم منحرف، وهم الصح والشعب كله غلط!
***
عندما افتتح مركز جابر الثقافي، ولأنه كان جوهرة معمارية صمتوا، ومركز عبدالله السالم صمتوا، وكأنهم مجموعة من متصيدي الأخطاء وليسوا معلقين سياسيين مما يفترض ان يصدروا أنفسهم لنا.
***
جماعة الـ «م م م» هي جزء من المكون الاجتماعي وهم مجموعة متخصصة في الشماتة من كل شيء بل واختراع مكامن للشماتة من اي شيء محيط بهم، غالبا ليست لديهم حياة، لذا هم مشغولون بانتقاد حيوات الآخرين.
[email protected]