«نعم نقولها عائدون لفلسطين والقدس والاقصى».
مع تزايد حركة الشباب العربي المسلم على امتداد الوطن العربي في الحراك السياسي المتمثل في المسيرات والثورات والاحتجاجات بعد ان بدا لي ان الطريق الى القدس اصبح اليوم اسهل من الماضي كثيرا خاصة في ظل وجود ادوات الاتصال الجديدة التي سهلت مهمة الالتقاء الزماني والمكاني ووضع اجندة المطلوب تنفيذه على ان يكون هذا التحرك مشروعا قوميا (عربيا) اسلاميا وعالميا فللقدس انصار في كل مكان في العالم، فلا نقصر الدعوة على العرب والمسلمين لان لنا اقليات في كل هذا العالم الكبير وعبر القارات وفي مشارق الارض ومغاربها.
الطريق الى القدس اصبح اقرب الى «الكاميرا» والتحرك الجماهيري من الحشود العسكرية وآلياتها والدخول في حروب غير متكافئة من غير نداء للجهاد من اولياء الامور الذين لا يعتبرونه فرض عين في الوقت الحاضر!
ان علينا ان نوجه جيل الشباب اليوم الى ان الصراع ما بين الحق والباطل على ارض فلسطين قبل الفتح الاسلامي كان موجودا وعلينا ان نقرأ بتمعن التاريخ ومسيرة الانبياء على الارض المقدسة على ارض فلسطين المباركة وكيف كانت هناك هيمنة فارسية واغريقية ورومانية حتى جاء الفتح الاسلامي في اولى المعارك على يد القائد المسلم خالد بن الوليد وما تلاه من معارك حامية الوطيس في اجنادين واليرموك وقد تمت استعادة الشام للدولة الاسلامية وفتح فلسطين وما عقب ذلك من سنن ربانية في الهزيمة والنصر، وما احاق بأمتنا يوم ضعفت وما حل في كارثة الحملة الصليبية واستمرار الصراع حتى ظهور جهاد عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وبدء معالم عودة النهضة الاسلامية وجهود الوحدة الاسلامية وما اسفرت عنه في تحطم القوى الصليبية وبروز القائد المسلم الكردي صلاح الدين الايوبي وما ادى الى تحرير بيت المقدس ومواجهة المماليك بالتتار وما تلا ذلك في معركة عين جالوت وما تلا ذلك من مؤامرة على فلسطين في ظل الحماية العثمانية التي تهاوت وبدأت مرحلة الاحتلال البريطاني واعطاء وعد بلفور المشؤوم وبداية فترة صعبة من الاحباطات والتنازلات رغم وجود الجهاد المقدس وما قامت به الجماعات الجهادية (القسام) والاخوان المسلمون وأدوار الحاج امين الحسيني وبدء مرحلة المد القومي ما بين اعوام 1949 – 1967.
حركة فتح وبداية الكفاح المسلح
حركة فتح التي انشئت في الكويت هي الشرارة الاولى لبدء العودة والطريق الى القدس وساحل الصليبخات شهد الاجتماعات الاولى لاربعة مقيمين في الكويت هم: ابو عمار (مهندس في الاشغال)، خليل الوزير (مدرس)، ويوسف عميرة، والعم سليمان حمد (مدرس لغة انجليزية وعمل في المجال الخيري)، وهؤلاء وغيرهم كثير كانوا متأثرين بفكر الاخوان خاصة (ابو عمار) وان لم يكن عضوا وحتى مثل الاخ ابو الاديب سليم الزعنون وقد عرفت من القائد صلاح خلف (ابو اياد) رحمه الله ان تأسيس حركة فتح بدأ من مجموعة صغيرة تعيش في الكويت وهي التي شكلت الشكل التنظيمي لفتح وانه واخوانه وآخرين في قطر ومنهم الرئيس محمود عباس شكلوا الخلية الاولى لحركة فتح (القيادة المركزية) تقريبا في عام 1962 وهذا ما اكده الاخ خالد الحسن – الذي عمل في بلدية الكويت وكان قريبا من الكويتيين القياديين الحكوميين وسهل بدوره وصول كثير من القادة الفلسطينيين لهذه الاجتماعات التي تشكلت هنا وهناك مثل مجموعة هاني الحسن في المانيا، وحمدان في النمسا وكوكبان في اسبانيا وعبدالفتاح حمود في السعودية وابو مازن وابو يوسف في قطر، وآخرين كثر في العراق وسورية ولبنان غير ان مجموعة الكويت كانت الوحيدة التي لديها قوة في التحرك السياسي المعلن والمدعوم من السلطات الحكومية وكلنا نذكر مجلة (فلسطيننا) التي صدرت من لبنان بتمويل كويتي فلسطيني وشعبي من مناصري القضية الفلسطينية من طلائع القوميين العرب وتيار اليسار وعلى اي حال أو صورة (تعتبر حركة فتح التي قادها فعليا خليل الوزير وابو عمار وابو اياد واسعد الصفطاوي وخالد الحسن وسليمان حمد ابو الاديب سليم الزعنون وكلهم ان لم يكن لهم ارتباط بحركة الاخوان المسلمين فهم مناصرون ومآزرون واعتقد ليس من الضرورة ان يكون المؤسسون لحركة فتح في الكويت التي احتضنتهم لان كثيرين في الخارج ايضا كان لهم دور مهم في بدء تكوين حركة فتح التي بدأت اسلامية ثم تحولت الى مسارات سياسية اخرى تستوعب طلائع مئات الآلاف من الانصار بعد قناعة من القادة ان هذا التنظيم ان حمل لونا اسلاميا في مظهره فقد يبعد اخرين عنه خاصة في ظل تنامي المنظومة الاشتراكية التي كان يقودها الاتحاد السوفييتي والشباب مبهورون «بجيفارا» وغيره من رموز اليسار.
خاصة في ظل ما كان يطرح في ذات الوقت من شعار تحرير فلسطين تحت راية الكفاح المسلح، اذا ما اخذنا في الاعتبار الحصار الناصري الذي اجبر كثيرا من القادة الفلسطينيين على اخفاء انتمائهم او تعاطفهم مع حركة الاخوان المسلمين، بينما استمر بعضهم في المشاركة المزدوجة مثل ابو يوسف محمد النجار الذي اغتالته اليد الآثمة مع صاحبه كمال عدوان ورفيق آخر لهم في لبنان حتى اعتبره الاخوان منسحبا عندما عرفوا بأمر مشاركته في فتح وآخرين مثل كمال عدوان ورفيق النتشه ومحمود عباس (ابومازن).
نعم، حركة فتح تميزت في نشأتها بدخول مخلصين راغبين في البذل والتضحية، ماذا يضرهم حتى يضيقوا على حركة الاخوان في دخول عناصرها معهم وان كان كثير منهم كما اسلفت هم من حملة فكر الاخوان، واكيد ما قامت به الانظمة العربية من مطاردات لحملة الفكر الاخواني الجهادي كان له دور في عدم كشف كل شخص عن فكره للدخول في حركة فتح وأتمنى فعلا ان كان هناك شخص يملك مقابلة او خطابات للأخ المرحوم هاني بسيسو رحمه الله الذي يمثل الاخوان المسلمين في الكويت ان يعطينا اياها لنشرها لاهميتها لايضاح مجموعة كبيرة من التساؤلات، فلست مقتنعا بان هناك تخوفا من الاخوان بهذا الخصوص، اي الدخول في حركة فتح، ولمزيد من المعلومات حول هذا الملف اتمنى ان يجرى حوار مع العم سليمان حمد وهو موجود في الكويت ويحفظ تاريخ تأسيس حركة فتح والاخوان معا واكثر، لأنني اتصور ان حركة فتح ارادت تمثيلا صوريا للاخوان فيها، بينما يرى الاخوان انهم همشوا فيها وفتح ترى ان تدخلا مبكرا بدأ في شؤونها.
التيارات الإسلامية لها دور تاريخي
انا شخصيا ومن خلال قراءتي في الشأن الفلسطيني أرى ان التيارات الاسلامية الحقيقية بدأت مع انشاء حزب التحرير الاسلامي في الخمسينيات برئاسة الشيخ تقي الدين النبهاني والذي رفع شعارا جميلا جاذبا «المطالبة بعودة الخلافة الاسلامية»، غير انه لم يمارس عملا جهاديا باعتبار ان هذا مخصص بأمر خليفة المسلمين الذي يأمر بالجهاد ولا يكون الا تحت رايته ودعوته.
ومع هزيمة الانظمة العربية عام 1967 وعودة بروز وظهور المنظمات الفدائية خاصة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968 وما تلا هذا من اندفاع نحو التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني وعقد مصر اتفاقية «كامب ديفيد» عام 1979 وبروز المنظمات الفلسطينية في عمليات ضد الكيان الصهيوني ووصولا الى احتلال لبنان عام 1982، كل هذه العوامل مهدت لظهور التيار الاسلامي الذي شاهدناه في فلسطين (غزة) وفي ايران بعد وصول الخميني والسودان والاردن والجزائر ومصر واليمن وتونس وباكستان وماليزيا والجاليات في اوروبا واميركا، ومعلوم ايضا وثابت ان الكويت تتصدر التجربة الاسلامية التي وصلت الى مجلس الامة وجمعيات النفع العام والتعاونيات واوساط الطلبة والعمال، وهذه كلها عوامل جعلت التيار الاسلامي في فلسطين يقوى لأن وجود التمويل من كل الجوانب وان تفاوت هذا الدعم الا انه كان يضع في اولويات العودة والطريق الى القدس أولى الاولويات.
معسكرات الشيوخ في الأردن شرارة الجهاد
عقب النكسة عام 1967، شكلت التيارات الاسلامية عامل ضغط كبير على الانظمة العربية في ضرورة فتح معسكرات تدريب للعمل الفدائي، وفي العام 1968 عقب اجواء الحرية النسبية وتأييد العمل الفدائي ومؤازرة الشعوب العربية له، دعت حركة الاخوان المسلمين خاصة في ظل بدايات الصحوة الاسلامية الى افتتاح اول معسكر في منطقة العالوك قرب الزرقاء والسخنة، وكان للمجاهد د.عبدالله عزام رحمه الله دور في دعوة جنسيات عربية من سورية وفلسطين والسودان ومصر واليمن، ثم فتح معسكر ثان في اربد، ولعل ابرز عمليات معسكرات الشيوخ عملية «الحزام الاخضر» في العام 1969 واستهدفت 3 مستعمرات متقاربة هي بيت يور، بيت يوسف وياروينا، وكانت اصداء هذه العملية مدوية ونسبت كلها لحركة فتح رغم اشتراك كوادر من الاخوان فيها.
وفي منتصف السبعينيات، بدأ الاتجاه الاسلامي في الظهور بقوة على الساحة الفلسطينية، خاصة بعد تراجع حركة فتح عن طرح ورفع قضية الجهاد واصبح المشروع الاسلامي بحاجة الى تنظيم يقوده الى الجماهير المتعطشة له، خاصة بعد سيطرة التيارات الاسلامية على كل النشاط الخيري، خصوصا في غزة، مما ضاعف اعداد المساجد، وهذه اللجان والجمعيات الخيرية ومع ظهور المجاهد الشيخ احمد ياسين رحمه الله قوي التيار الاسلامي.
الحركة الإسلامية في فلسطين كشفت الأنظمة
ركز التيار الإسلامي في فلسطين على شعار ان الإسلام هو المدخل والطريق الى فلسطين الحرة والقدس الشريف والأقصى المبارك، وكانت للتجربتين الأفغانية والإيرانية حماسة ومثل للشعب الفلسطيني الثائر الباحث عن حركة تخليصه من الاحتلال الإسرائيلي، فكان الإسلام هو المنطلق، والجهاد هو الوسيلة وغاب هذا كله عن أولويات حركة فتح التي اكتفت بالتفرج والتراجع والتمسك بالنظريات العلمانية وكان للرئيس ياسر عرفات دور كبير في تراجع حركة فتح عن الصدارة بعد تصدر الإسلاميين الذين اتخذوا الجامعات والمدارس والمساجد والجمعيات الخيرية طريقا لكسب الشرعية وهذا ما جعل «غزة» مثلا تصبح صاحبة اكبر اتجاه إسلامي بعد سيطرة الإسلاميين على كل مؤسساتها وبرز دور الشيخ احمد ياسين، رحمه الله، الذي قاد بجدارة المحاولات الجهادية لدى قطاعات واسعة من الإسلاميين، وقد عرف، رحمه الله، بقوة حجته وجرأته في قول الحق ولا ننسى الدور الكبير الذي اضطلع به د.فتحي الشقاقي، رحمه الله، الذي استطاع بجدارة ان يوظف أعدادا كبيرة من الفلسطينيين في حركة الجهاد الإسلامي التي أنشئت في عام 1980 وكان له رأي في منهج التغيير وقضية فلسطين والموقف من الأنظمة ومن العالم والواقع وان هناك فوضى في المفاهيم في إطار حركة الإخوان مما جعله يؤلف كتاب «الخميني: الحل الإسلامي والبديل» واعتقل بعد صدور الكتاب وقد تأثر كثيرا بمصر التي درس فيها ثم رحل الى دمشق بعد ان رحل الى لبنان عام 1988.
مرحلة الانتفاضة مواجهة غير متكافئة
رحم الله خليل الوزير ـ أبوجهاد ـ مفجر هذه الانتفاضة التي قادها واحد من أبرز قادة فتح الرجال العظام بعيدا عن أشباه الرجال اليوم (دحلان ـ الرجوب) ويكفي ان يسجل التاريخ ان حادثة سيارة في 1987 فجرت انتفاضة عارمة عند حاجز «ايرز» على حدود غزة مع الارض المحتلة 1948 وما تبعه من قرارات على مستوى قيادات الحركات الإسلامية للمشاركة في هذه الانتفاضة وتوجيهها، ولا أحد ينكر ان للحركة الإسلامية دورا منذ البداية والتوجيه لمحصلة اخيرة لأنها دعت لأهمية تحريك الحس الديني وروح المقاومة وحب الشهادة في سبيل الله وما تبع ذلك من رد فعل قوي من الكيان الإسرائيلي، غير ان الانتكاسة بدأت فعليا عقب اغتيال القائد «أبوجهاد» وتراجع حركة فتح نحو عقد اتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي مثل اتفاقية أوسلو عام 1993، ويكفي ان نعلم ان الانتفاضة قدمت اكثر من 1600 شهيد واكثر من 130 ألف جريح واعتقال المئات، وفي القراءة الأدبية ليوميات الانتفاضة أنصح بقراءة كتاب د.حلمي القاعود «الأقصى في مواجهة أفيال أبرهة».
لقد أضعفت المجالس الوطنية الفلسطينية حركة فتح وأعطت لفريق حماس ورقة رابحة لأنهم أعلنوا من البداية رفض الحلول، كما ان الضغوط الدولية والعربية والعالمية على منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي حركة فتح ادت الى تراجع كبير في طريق خيار الحرب وضرورة الالتزام بالدولة الفلسطينية غير ان دخول صدام حسين الكويت في 2 أغسطس أفاد الكيان الإسرائيلي واستنزف موارد الأمة العربية وهجر مئات الآلاف من الفلسطينيين.
الحلول السلمية قادها عرفات بعد الانسحاب من لبنان
أمام جماهير الشعب المسلم من الخليج الى المحيط وعبر القارات تحديات عظيمة تمر بها القضية الفلسطينية خاصة بعد الضغوط الأميركية الأخيرة على قادة فلسطين للقبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح وليس لفلسطينيي المهجر حق العودة لها وايضا المخيمات الموجودة في لبنان وسورية والأردن.
واضح ان القادة المخلصين تمت تصفيتهم عن طريق مختلف الأجهزة التابعة للموساد وغيرها من بعض الأنظمة العربية التي قامت بالتصفية أو التحجيم أو التحييد في محاولات التشويه أو الاستيعاب والمنع خاصة التيارات الإسلامية التي تعيش معركة حقيقية وتحتاج بصراحة الى مهارة وذكاء والتصاق بجماهيرها المسلمة في أصقاع الأرض بعد تخاذل كثير من القادة في العالم أمام سطوة اليهود والضغوط ولمزيد من المعلومات عن كل ما ذكرت أنصح بالرجوع الى كتابات د.محسن محمد صالح الباحث والمؤرخ الفلسطيني والذي استطاع عبر العديد من المطبوعات ان يعرض التاريخ الفلسطيني خاصة كتابه الرائع القيم «الطريق الى القدس» وهو دراسة تاريخية في رصيد التجربة الإسلامية على ارض فلسطين منذ عصور الأنبياء وحتى أواخر القرن العشرين.
شهداء القدس قوافل العودة
دعوني أحيي في هذه المساحة عبر «الأنباء» كلا من د.عبدالله كنعان ومحمود عواد ود.زهير غنايم وعبدالله الشبلي على كتابهم الرائع «شهداء القدس» الذي ضم في جنباته اسماء كل الشهداء بين الأعوام (1918-2002) وصدر عن المملكة الاردنية الهاشمية وطبعه البنك الاسلامي الاردني وقد احسن كل اولئك الكرام في حفظ اسماء كل الشهداء الذين سقطوا في سبيل عودة فلسطين حرة وعاصمتها القدس، بدءا من شهداء عام 1920 الى شهداء عام 2002 مع ذكر المراجع والمصادر ضمن عمل توثيقي مبارك يحفظ التاريخ لمن ينسى صفحاته الاستشهادية.
إصدارات حول القدس
لن تستطيع كباحث ومتابع لشأن القدس ان تقف على حجم الاصدارات الخاصة بالقدس وما يخصها من معلومات ووقائع غير انني بالفعل قرأت جهودا مشكورة لعشرات المؤلفين الذين كتبوا مؤلفات عديدة عن القدس من حيث الوقائع التاريخية والسياسية وطرحها كقضية كما فعلت د.خيرية قاسمية عندما اصدرت كتابها التاريخي قضية القدس عام 1979، مزينا بالخرائط الملونة او كما اصدره اتحاد المنظمات الطلابية عن القدس والتحدي الحضاري لأستاذنا مصطفى محمد الطحان بالاضافة الى كتب عديدة اخرى تخص فلسطين.
يا فتية القدس
ما من كويتي مخضرم مثلي إلا قرأ او سمع نشيدا للشيخ وليد الاعظمي وهو اديب عراقي قدمه المستشار عبدالله العقيل في اكثر من اصدار له لأنه ألهب الشعب العربي بالتصفيق لقصائده خاصة في إصداره يا فتية القدس الذي طبع 2006 من قبل مركز الاعلام العربي في مصر.
ومما لا شك فيه ان شاعر الاسلام وليد عبدالكريم الاعظمي كان على الدوام من طلائع الشعراء العرب المسلمين الذين اثروا الساحة العربية بجهودهم وكان على الدوام في مقدمة الناس نحو قلب فلسطين يقول:
ايه فلسطين للتاريخ دورته
وللحوادث ايراد واصدار
أنا على موعد يا قدس فانتظري
يأتيك عند طلوع الفجر جرار
العودة إلى القدس والمواجهة الحضارية
كل أنظار العالم تتجه الى المدينة الرمز المقدسة لكل الأديان السماوية الثلاثة والتي تعبق أجواؤها بأنفاس الأنبياء والمرسلين وتجتمع فوق ثراها كل الآثار الخالدة والكل ينظر إليها بطابع التقديس والتمجيد مما جعلها لشعوب الارض كافة خاصة المؤمنين من مختلف بلدان العالم، غير ان اليهود وعوا لهذه الاهمية ويحاولون اليوم وبكل الطرق التمويه والادعاء والتضليل.
وعلى الفلسطينيين أولا والعرب والمسلمين وانصارهم التركيز على الخطاب الإعلامي المباشر وبكل اللغات ومناقشة هذه القضية امام شعوب العالم لاستثارتها نحو اسرائيل التي تزعم ان كيانها المصطنع قائم على أسباب دينية لهذه الأرض المقدسة لذا علينا ان نثبت وبنصوص القانون مخالفتها لكل الاعراف وأعطي امثالا طرحها الاستاذ وديع تلحوق وكيل ادارة الاعلام في جامعة الدول العربية (النائمة نومة أهل الكهف) في كتابه الموسوعة أمام أحداث التاريخ يقول:
٭ أولا: عندما أصدرت الحكومة البريطانية «وعد بلفور» التآمري لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين اثبتت في النص الأصلي لذلك الوعد المشؤوم شرطا أساسيا يقضي بألا يمس بالحقوق الدينية للشعوب الأخرى في هذه البلاد.
٭ ثانيا: ضرورة الرجوع (للحكم الدولي) في ظل الانتداب البريطاني الذي يؤكد ان «جدار البراق» جزء من المسجد الأقصى والذي تعود ملكيته للمسلمين دون سواهم وليس ما يدعون من هيكل سلمان قاعدة تاريخهم الذين اطلقوا عليه اسم «حائط المبكى»
٭ ثالثا: ما اصدرته هيئة الأمم المتحدة في إقرارها الجائر بتقسيم فلسطين يوم 29 نوفمبر 1947 وجعلت مدينة بيت المقدس خارج نطاق «الدولة اليهودية» وذلك احتراما للمقدسات الإسلامية والمسيحية وعدم الاعتراف لليهود بأي حق ديني لهم بالقايل والتاريخ يثبت ان بيت المقدس عربي إسلامي، علينا كعرب في ظل هذا الاعلام المنفتح ان نستغل هذه الفرصة ونطرح قضايانا (صح) لمرة واحدة ولنستغل كل فرصة في هذه الشبكة العنكبوتية لنثبت طريق عودتنا للقدس والاقصى وفلسطين تحت شعار وحدة الهدف فمازلت أقول ان صعود آلة الإعلام خير وسيلة وأفضل من ألف ألف دبابة ومدفع في ظل هذا الشعور الإنساني المتزايد باعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن نظريات العولمة وما قالته كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة ان هناك شرقا أوسطيا يتشكل وسط فوضى خلاقة
أسمعتم عن فوضى خلاقة؟ اليوم فهمت الشرق الأوسط الذي تشكل، وعرفت الفوضى الخلاقة في عيون ساسة أميركا بعزم كل الشباب المسلم سنسترد كل الأراضي التي ضاعت وفي مقدمتها فلسطين والعودة للقدس حتمية وسنصلي في رحاب الأقصى المبارك.. والى الله ترجع الأمور بهمة الشباب العربي المسلم بإذن الله.
استحالة إقامة دولة فلسطين
وانا أعد مقالي عن الجوانب المنسية والتاريخية في القضية الفلسطينية أهداني الاستاذ محمد الحسيني ـ مدير التحرير ـ مجموعة من الكتب وقد وجدت ضالتي في كتاب «تاريخ الشرق الاوسط من الازمنة القديمة الى اليوم» للدكتور جورج قرم الخبير القانوني والدستوري في الجامعة اليسوعية في بيروت، يقول في صفحة 163 بعنوان «استحالة اقامة الدولة الفلسطينية» ما يلي: نظمت الولايات المتحدة جلسات تفاوضية بين الدول العربية والحكومة الاسرائيلية في مدريد لتحريك مسار سلام شاق ومعقد سمي باتفاقية «أوسلو» وقعت في العام 1993 بشكل احتفالي كبير في البيت الابيض بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة اسرائيل سمحت بعودة القادة الفلسطينيين في الخارج الى الضفة الغربية وغزة ولكنها لم تفض ابدا الى الانسحاب من الاراضي المحتلة، بل ان هذه الاتفاقات غير المتوازنة بالكامل كونها لا تفرض موجبات الا على السلطة الفلسطينية الناشئة، سمحت للكيان الصهيوني بالاستمرار في استيطان الضفة الغربية وغزة، وشكل استئناف المقاومة المسلحة ضد بقاء الاحتلال ذريعة لاسرائيل لتأجيل الانسحاب الكامل وعقدت مفاوضات لا نهاية لها حول حجم الانسحاب والحدود المحتملة، من دون ان تفضي الى اي اتفاق، وكانت مسألتا وضع الجزء العربي من القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين المنصوص عليهما في قرار الجمعية العامة للامم المتحدة حجري العثرة الاكبر حجما كما هي الحال بالنسبة الى مصير المستوطنات الاسرائيلية وكانت هذه الاخيرة انتشرت بشكل كبير منذ بدايات الاحتلال الاسرائيلي في العام 1967 واصبحت خارطة الضفة الغربية اشبه بجلد النمر المرقط في كل مكان بالمستوطنات التي ربطتها اسرائيل فيما بينها وبالاراضي الاسرائيلية نفسها وبات بالتالي احتمال اقامة دولة فلسطينية اكثر صعوبة من اي وقت مضى، ذلك لأنه لاشيء في اتفاقات أوسلو ـ يجبر اسرائيل على ازالة المستعمرات المتعددة المقامة بعيدا عن الحدود الاصلية بين اراضي الدولة الاسرائيلية والضفة الغربية.