- حملتنا الحالية تهدف إلى تعزيز المسؤولية الذاتية عند الشباب ومستقبلاً سنركز على التراحم الأسري والصحبة
أكد مدير عام مؤسسة «ركاز» في الكويت علي العجمي أن مشروع «ركاز» تطوعي غير ربحي ومستقل يسعى إلى تعزيز مكارم الأخلاق، مشيرا إلى أن المؤسسة تفتح أبوابها لمشاركة الجميع فيها والاستفادة من قدراتها ومشاريعها. وأوضح العجمي في لقائه مع «الأنباء» أن مؤسسة «ركاز» تسعى في عام 2020 إلى التوسع العالمي، لافتا إلى أن المؤسسة بدأت تفتح فروعا لها خارج الكويت منذ عام 2007 بتدرج مدروس، وأضاف أن حملات «ركاز» الإعلامية تهدف إلى تحريك المجتمع نحو قيمة طيبة مطروحة، وتقوم على 3 برامج: برنامج إعلامي عبر الصحافة والنت والتلفزيون، وبرنامج إعلاني عبر المطبوعات، وبرنامج توعوي في المدارس والجامعات والأسواق. وحول الحملة الـ 11 ضمن مشاريع «ركاز» السنوية أوضح أن الاختيار وقع على قيمة «المسؤولية الذاتية» تحت شعار «حلو نعيش بمسؤولية»، وذلك عبر تعزيزها عند فئة الشباب خاصة، مبينا أن الرسالة التي يراد إيصالها هي أن تصرف الشباب بمسؤولية ذاتية يحقق مصلحة فردية ومجتمعية، العجمي تحدث لنا عن قصة مشروع «ركاز»، منذ كان صغيرا إلى أن كبر واتسع، وعن آلية اختيار شعارات الحملات الإعلامية واختيار المحاضرين، كما أجاب عن كثير من التساؤلات المطروحة حول عمل المؤسسة وأهدافها والعوائق التي تواجهها، إضافة إلى قصص المهتدين في تلك الحملات، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية حدثنا من أنتم؟ وكيف كانت فكرة مشروع «ركاز» وكيف كانت بداياتها؟
«ركاز» هي مؤسسة إعلامية توعوية مستقلة وغير ربحية تعمل على تعزيز مكارم الأخلاق، والمشرف العام لها هو د.محمد العوضي، وجاء اسمها «ركاز» من معناها اللغوي هو الذهب والفضة والنفيس من المعادن المدفونة داخل الأرض، والشيء الثابت والراسخ في الأرض.
أما عن بداياتها فكانت من منطقة صباح السالم في الكويت في أواخر عام 2002 عبر حملة إعلامية صغيرة ضمن حدود المنطقة السكنية فقط، وكانت تهدف للحد من ظاهرة المعاكسات وأخذت شعار «أترضاه لأختك؟»، والتي أشرف عليها الإخوة العاملون في لجنة الصحبة الصالحة، وبحمد الله نجحت الفكرة حتى أننا ختمنا بإقامة مهرجان خطابي كبير، وبعدها بـ 4 أشهر عملنا حملة صغيرة أيضا عن بر الوالدين تحت شعار «إن والديك أغلى ما لديك» ولاقت قبولا كبيرا أيضا، وبعد نجاح هاتين التجربتين صار هناك تداول أوسع بيننا حول أهمية أن تكبر هذه الفكرة وتعمم في الكويت، فبدأنا نجتمع ونفكر في صياغة الفكرة والرؤية والهدف والرسالة والآلية إلى أن وصلنا إلى فكرة مشروع «ركاز» في شهر 9 من عام 2004 وابتدأت بحملة «على راسي» والتي تهدف إلى تعزيز الحجاب، ويمكنك أن تلاحظ التنامي والتوسع في الحملات والمشروع.
الرؤية والرسالة والأهداف
إذن ما الرؤية والرسالة والأهداف التي تعمل عليها مؤسسة «ركاز» وتسعى لتحقيقها؟
الرؤية هي المؤسسة الإعلامية الرائدة عالميا في تعزيز مكارم الأخلاق، ورسالتنا تهدف إلى تسويق الأخلاق وتعزيزها عبر الإعلام الموجه لشرائح مستهدفة من خلال حملات وبرامج إعلامية احترافية.
أما أهدافنا فهي تحفيز الأفراد والمجتمعات نحو تبني محمود الأخلاق وتطبيقها، تقديم النموذج الإنساني والمجتمعي لكل من ينشد الرقي الأخلاقي الذي يجمع بين المثالية الحقة والواقعية الصادقة والتطبيق العملي بمنهجية سليمة مستمدة من ديننا الحنيف، وكذلك، تحصين الإنسان والمجتمع في مواجهة كل ما يخالف الثوابت الأخلاقية.
وأيضا من الأهداف تحقيق التوازن بين الإيمان والسلوك من خلال تزكية النفس وتطهيرها، تعزيز طاقات الإنسان الأخلاقية من أقوال وأفعال وتوجيهها في مسارها الصحيح.
3 أشهر في العام
كم حملة إعلامية تقوم بها في العام الواحد؟
في أول بدايتنا كانت الخطة أن تكون لدينا حملة كل 6 أشهر، على أن تكون مدتها شهرين، واعتبارا من 2010 ستكون حملاتنا سنويا لمدة 3 أشهر.
الفكرة والدعم المالي
ما أهم العوائق التي تواجهكم في عملكم؟
هما عائقان كبيران جدا، الأول كيفية إيصال القيمة الطيبة بالطريقة الصحيحة، والعائق الثاني هو الحصول على الدعم المالي، علما أن جميع العاملين فيها عملهم تطوعي دون مقابل.
إذن كيف تحاولون علاج الإشكالية الأخيرة وهي الدعم المالي؟
عن طريق البحث عن رعاة، كما أننا قمنا بتخفيف حملاتنا لتكون في 3 أشهر بالعام الواحد، ولتكون أيضا أكثر تركيزا.
الكثيرون اعتادوا أن يروا المحاضرات الدينية في المساجد أو في قاعات الدراسة، فكيف كانت تجربتكم عبر إقامة المحاضرات في الأسواق والمولات؟
الفكرة كفكرة ليست جديدة، فهذا كان موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان صلى الله عليه وسلم يذهب إلى الناس في نواديهم، والحمد لله التجربة لاقتا استحسانا وتجاوبا من الجماهير بشكل كبير.
الأهداف المحققة
ما الأهداف التي حققتها «ركاز» حتى الآن؟
أهم هدف هو وجود القبول الشبابي لمثل القيم التي نطرحها، وتفاعلهم معها، وهو شيء كبير، وكذلك كسر الحاجز في توصيل القيم والتواصل مع الناس بالنصح والإرشاد وهو هدف مهم جدا، الهدف الثالث اننا كنا نهدف إلى إخراج مشاريع دعوية توعوية وفتح أبوابنا للتعاون مع أكثر من مشروع ومؤسسة، حيث أخذنا واخترنا في «ركاز» جانب ترسيخ الأخلاق.
برامج الحملات الثلاث
البعض يظن أن عمل «ركاز» في مشاريعها يقتصر على إعلان ومحاضرة في الأسواق فقط، فما تعليقك؟
لا طبعا، هناك تواصل في المدارس وفي الجامعات أيضا، وحملاتنا الإعلامية تقوم على 3 برامج، برنامج إعلامي عبر الصحافة والنت والتلفزيون، ولذلك أنتم في «الأنباء» مشكورين قاعدين تساهموا معنا في ذلك عبر هذا اللقاء، وبرنامج إعلاني عبر المطبوعات، وبرنامج توعوي في المدارس والجامعات والأسواق.
وعلى العموم هدف هذه الحملات التي نقوم بها هو تحريك المجتمع نحو قيمة مطروحة، وليس بالضرورة أن أصحاب المشروع أو الفكرة هم من يطبقونها أو يقومون بالدور، وأعطيك مثالا على ذلك، عندما عملنا حملة «صحبتهم جنة» وهي عبارة عن قيمة بر الوالدين، وطرحنا هذا المشروع في الأسواق والصحافة والطرق والتلفاز، وجدنا أن هناك مدارس طبقت هذا المفهوم وأخذت هذه المواد الإعلامية وبدأت تفعلها، بل وأقامت مهرجانات، ونحن في «ركاز» لا نمانع بل بالعكس نتعاون مع الكل وابواب مفتوحة للجميع، ومثال آخر، في حملة «فاز من حياته إنجاز» قامت بعض المدارس أيضا بأخذ أنشودتنا التي أنتجناها للقارئ مشاري العفاسي ووضعتها في حفل تكريم المتفوقين دون علمنا.
استفادة المؤسسات من مشاريعنا
إذن ما شعورك إذا رأيت أن هناك من يستفيد من مشاريعكم ويقتبس منها الأفكار؟
فرحة كبيرة جدا بلا شك، ففي حملة «بدلها» اي بدل سيئاتك حسنات كنا نعطي هدية عبارة عن عطر لكل من يبدل قيمة سيئة بأخرى حسنة، مثلا كترك التدخين أو ترك العقوق واستبداله بالبر، فوصلت لي قصة اثنين كانا متخاصمين منذ فترة طويلة، وأحدهما حصل على هذا العطر، فسأله الآخر عن العطر وكان سببا للصلح بينهما حين تحدثا عن قيم المشروع، وكما يقال «طاح الحطب».
وهناك قصة حصلت في محاضرة الشيخ سليمان الجبيلان ود.محمد العوضي ونبيل العوضي، وهي أنه وصلت رسالة فتاة تخبر المحاضرين بأن هناك أما متخاصمة ولا تكلم بناتها الثلاث منذ فترة طويلة وهن الآن ضمن الحضور، فقام المحاضرون الثلاث بنصحهن وتذكيرهن، وبعد يومين وصلتنا مسجات بأن الأسرة والأم والبنات التأم شملهن واصطلحن.
سر من الأسرار
يلاحظ المتبع لأعمالكم حرفية ممتازة في انتقاء الأسماء المشاركة من قارئ ومنشد وداعية وتربوي، فكيف يتم ذلك؟
أخشى اني سأعطيك سرا من أسرار عملنا، فقبل اختيار الأسماء وبعد اختيار القيمة المطروحة كقيمة المسؤولية مثلا نقوم بتفصيل القيمة الى محاور، ونرى ونبحث عن أفضل من يصلح لهذا الموضوع فلان وفلان، وذلك من خلال معرفة ودراسة المحاضر نفسه من حيث لا يعلم عبر أناس متخصصين.
المسؤولية الذاتية
حدثنا باختصار عن حملتكم الأخيرة عن المسؤولية.
القيمة التي اخترناها في هذه الحملة هي المسؤولية الذاتية، وهدفنا هو تعزيزها عند فئة الشباب، ورسالتنا التي نريد إيصالها هي أن تصرف الشباب بمسؤولية ذاتية يحقق مصلحة فردية ومجتمعية، ولذلك اخترنا الشعار ليكون «حلو نعيش بمسؤولية»، وهذه الحملة هي الحملة الحادية عشرة.
التراحم الأسري والصحبة
ما خططكم المستقبلية بعد انتهاء حملتكم الحالية؟
القيم المطروحة المقبلة هي التراحم الأسري والصحبة، وسيبت فيها وتحدد في اجتماع خليجي في شهر مايو المقبل، ومشروع المسؤولية وغيرها من المشاريع يخرج بعد عصر ذهني ودراسة علمية، حيث نقوم بدراسات تعطينا مؤشرات للنجاح، ويكنك الاطلاع على موقنا الإلكتروني http://www.rekaaz.com، ورؤية دراسة علمية أعددناها وهي «دراسة العنوانين المستقبلية لمشاريع ركاز»، فالشعار واختيار الصورة ليسا نتيجة اختيار فردي بل هما قرار خليجي عبر افرعنا في الخليج.
وأيضا عندنا خطة مستقبلية عبارة عن مشروع 2020 اعتمدت في هذا العام على مستوى خليجي مع الفروع الأخرى لـ «ركاز» وطبعت في كتاب يتضمن أهداف واستراتيجيات «ركاز» العالمية، فركاز ستصبح لكل العالم عام 2020، أي بعد 10 سنوات، نحن نطمح أن نغطي جميع أنحاء العالم.
هل بينكم تواصل ومشاركات مع فروعكم خارج الكويت؟
نقوم بعمل نفس الحملة في الوقت نفسه، فحملة مسؤولية حاليا في 10 الدول في اللحظة نفسها، وذلك يوفر علينا المادة والجهد والتنسيق.
أفرع «ركاز» في الخارج
كم فرعا لكم إلى الآن؟
لدينا أفرع في البحرين وجدة والرياض وقطر والكويت واليمن والامارات وعمان والجزائر.
ومتى بدأتم تتوسعون في فروعكم؟
بدأنا فتح الفروع مع الحملة السابعة في 2007 حملة «بدلها»، وذلك بعدما وصلنا إلى ممارسة ووصلنا إلى الاحترافية وتعلمنا من تجاربنا وأخطائنا، وكان توسعنا مدروسا، فبدأنا فقط في البحرين وقطر ثم زدنا تدريجيا.