النهي عن التشديد
- عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا، رواه مسلم، المتنطعون: المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد.
- عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ان الدين يسر، ولن يشاد الدين الا غلبه، فسددوا وقاربوا وابشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» رواه البخاري.
- وفي رواية له: «سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، القصد القصد تبلغوا»، قوله الدين: هو مرفوع على ما لم يسم فاعله، وروي منصوبا، وروي: «لن يشاد الدين احد»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الا غلبه»: اي غلبه الدين وعز ذلك المشاد عن مقاومة الدين لكثرة طرقه، و«المغدوة»: سير اول النهار، و«الروحة» آخر النهار، و«الدلجة»: آخر الليل، وهذا استعارة وتمثيل ومعناه: استعينوا على طاعة الله عز وجل بالاعمال في وقت نشاطكم، وفراغ قلوبكم بحيث تستلذون العبادة ولا تسأمون، وتبلغون مقصودكم، كما ان المسافر الحاذق يسير في هذه الاوقات ويستريح هو دابته في غيرها، فيصل المقصود بغير تعب، والله أعلم.
- عن انس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: «ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حلوه، ليصل احدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد» متفق عليه.
- عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اذا نعس احدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنه اذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه» متفق عليه.
- وعن ابي عبدالله جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: «كنت اصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا» رواه مسلم.
- عن ابي جحيفة وهب بن عبدالله رضي الله عنه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وابي الدرداء فزار سلمان ابا الدرداء، فرأى ام الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت اخوك ابوالدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء ابوالدرداء فصنع له طعاما، فقال له: كل فإني صائم، قال: ما انا بآكل حتى تأكل، فأكل فلما كان الليل ذهب ابوالدرداء يقوم، فقال له: نم فنام، ثم ذهب يقوم فقال له: نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا جميعا فقال له سلمان: ان لربك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان» رواه البخاري.
- عن ابي محمد عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم اني اقول: والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انت الذي تقول ذلك؟» فقلت له: قد قلته بأبي انت وأمي يا رسول الله، قال: «فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وافطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة ايام فإن الحسنة بعشر امثالها، وذلك مثل صيام الدهر» قلت: فإني اطيق افضل من ذلك، قال: «فصم يوما وافطر يومين»، قلت: فإني اطيق افضل من ذلك، قال: «فصم يوما وافطر يوما فذلك صيام داود صلى الله عليه وسلم وهو اعدل الصيام».
- وفي رواية: «وهو أفضل الصيام»، فقلت: فإني اطيق افضل من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أفضل من ذلك» ولان اكون قبلت الثلاثة الايام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الي من اهلي ومالي.
- وفي رواية: «ألم اخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «فلا تفعل صم وافطر ونم وقم فإن لجسدك عليك حقا وان لعينك عليك حقا، وان لزوجك عليك حقا، وان لزورك عليك حقا، وان بحسبك ان تصوم في كل شهر ثلاثة ايام، فإن لك بكل حسنة عشر امثالها، فإن ذلك صيام الدهر»، فشددت فشدد علي، قلت: يا رسول الله اني اجد قوة، قال: «صم صيام نبي الله داود ولا تزد عليه» قلت: وما كان صيام داود؟ قال: «نصف الدهر»، فكان عبدالله يقول بعدما كبر: يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وفي رواية: «ألم أخبر انك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟» فقلت: بلى يا رسول الله ولم يرد بذلك الا الخير، قال: «فصم صوم نبي الله داود فإنه كان أعبد الناس واقرأ القرآن في كل شهر» قلت: يا نبي الله اني اطيق افضل من ذلك؟ قال: «فاقرأه في كل عشرين» قلت: يا نبي الله اني اطيق افضل من ذلك؟ قال: «فاقرأه في كل عشر» قلت: يا نبي الله اني اطيق افضل من ذلك؟ قال: «فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك»، فشددت فشدد علي وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «انك لا تدري لعلك يطول بك عمر»، قال: فصرت الى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبرت وددت اني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم.
- وفي رواية: «وان لولدك عليك حقا».
- وفي رواية: «لا صام من صام الأبد» ثلاثا.