-
الذين ينادون بخروج المرأة وتخليها عن مسؤولية بيتها لا يريدونها أن تخرّج للمجتمعات الإسلامية أجيالاً جديدة من العلماء والدعاة
-
نمص الحاجبين والوشم ووصل الشعر والتفلج للمرأة ليس من الزينة المباحة بل من تغيير خلق الله الملعون فاعله
-
تعدد الزوجات كان قبل الإسلام فأتى وحدّده وقنّنه وأردفه بمسؤوليات كبيرة لذلك فهو لا يصلح لأي أحد
أكد الداعية المعروف محمد حسان أن الناظر إلى التاريخ سيجد أن المرأة كانت مهانة عند جميع الملل والشعوب ولم يعرف لها قدرها وكرامتها إلا الإسلام، مشيرا إلى أن المرأة في الغرب يستمتع بجمالها عند صغرها ويتسلى ويلهى بها، فإذا كبرت رميت بدور العجزة والمسنين، فلا يسأل عنها وعن حالها أقرب الناس إليها.
وأوضح حسان، في لقائه مع «الأنباء»، أن الذي ينادون بخروج المرأة وتخليها عن مسؤولية بيتها وأسرتها لا يريدونها أن تخرج أجيالا جديدة من العلماء والدعاة والمصلحين إلى المجتمعات الإسلامية، مبينا أنه لا يمكن التقليل من شأن وقدر دور المرأة في رعاية الأولاد وتنشئتهم خاصة في ظل غياب وانشغال معظم الآباء عن متابعتهم.
وأضاف أن تعدد الزوجات ليس مجرد استمتاع بالفراش إنما تتبعه مسؤوليات عديدة يجب على المسلم مراعاتها، كما لا ينبغي للمرأة أن ترفضه لأن الله تعالى لم يكن ليشرع شيئا يصادم فطرة وغيرة المرأة، مؤكدا أن الإسلام لم ينشئ التعدد ابتداء إنما قام بحده وضبطه وتقنينه. كما طالب حسان بألا ينشغل الدعاة بالظهور على الفضائيات على حساب دروسهم العلمية والوعظية في بيوت الله عز وجل، لافتا إلى أنه لا يقلل أبدا من قدر الظهور على الفضائيات، حيث الجمهور المستفيد كبير جدا. أسئلة عديدة ومتنوعة حول ما يحل للمرأة من زينة أمام زوجها ومحارمها من إخوانها وأبنائها وما يحرم عليها أجاب عنها الداعية محمد حسان، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
البعض يشكك في جدوى عمل المرأة في بيتها ويقلل من أهمية دورها في الأسرة ويدعو إلى خروجها واستثمار قدراتها أكثر، فما رأيك بهذه الدعوة؟
بداية أسأل الله أن يحفظ على الكويت رخاءها وأمنها وأمانها واستقرارها إنه ولي ذلك والقادر عليه، وإجابة عن السؤال أقول: من يقولون إن المرأة قد ظلمت في الإسلام وانها رئة معطلة وشق مهمل هم يخالفون الحقيقة التي يعرفونها جيدا، فمن طالع تاريخ المرأة عند الهنود أو اليهود أو الإغريق او الروم أو حتى عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام يعلم علم اليقين ان المرأة ما كرمت إلا في الإسلام وفي دين النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتسع الوقت لسرد الأدلة القرآنية والنبوية، لكن فقط أود أن أقول ان وظيفة المرأة في بيتها وأن إعدادها وتربيتها لجيل على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى العلم والعمل والإبداع والإنتاج أعظم خدمة تقدمها المرأة المسلمة للإسلام، ولا ينبغي أبدا أن نقلل من شأن هذا، فإن كانت المرأة المسلمة بنفسها تشكل نصف المجتمع فهي تمنح المجتمع نصفها الآخر من أبنائها وبناتها، لكن ما قيمة هذا الجيل إن لم يترب بداية في البيت على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الخلق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت انتباهنا وأنظارنا إلى أثر البيئة الأولى فيقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، ولاشك أنك ستوافقني أن كثيرا من الآباء قد انشغل بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي نحياه فيبقى على الأم مسؤولية عظيمة ودور كبير، ولا ينبغي أبدا أن نقلل من شأن هذا الدور، أو من قيمته لأنه لا يعلم قيمته وقدره إلا الله.
المرأة بنظر الغرب
البعض يرودد ويزعم أن ما تدعون إليه وتفتون به من وجوب حجاب المرأة والقرار في البيت إنما هو من أمور الجاهلية والإسلام منه براء، فما ردكم؟
من يقولون ذلك يعلمون يقينا أن المرأة في بلاد الغرب يتلهى بها ويتسلى بها ويستمتع بها، وهي فتاة حسناء جميلة، فإذا وصلت إلى سن معينة يرمى بها في احدى دور العجائز والمسنين، بل وربما لا يزورها أولادها إلا في المناسبات وأعياد الميلاد، بل ولربما يكتفون بالاتصال فقط، فمن يقولون ذلك يعلمون أن المرأة التي يظنون أنها النموذج للتحرر والحرية مهانة، أما المرأة في الإسلام فإن لها وظيفتها ودورها العظيم في العناية بالأسرة، وهؤلاء لا يريدون من المرأة المسلمة أن تخرج إلى المجتمع أجيالا جديدة من العلماء الربانيين والدعاة والمصلحين.
حياء المرأة
يقيس البعض ثقافة المرأة بمدى جمالها وتبرجها وقلة حيائها، بل البعض يرى أن المرأة التي لا تخاطب الرجال هي امرأة معقدة نفسيا؟
إذا لم تخـش عاقبـة الليالـي
ولم تستـح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خيـر
ولا الدنيـا إذا ذهـب الحياء
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، فهذه هي النظرة الجاهلية حين تعرض المرأة كسلعة في السوق يراها كل أحد يريد أن ينظر إليها، هذه هي النظرة الجاهلية، وأنا أسأل هؤلاء بمنطق العقل من الذين يريدون للمرأة أن تتحلل وتتبرج بدعوى الحرية، وأقول بهذا المنطق الذي تحكمون به لماذا إذن لا تتركون المرأة تتحجب من هذا المنطلق إن كانت ترغب في الحجاب؟ لماذا لا تنظرون إلى المسألة بهذا المنظار؟ إن كنتم ترون أن المرأة المتحررة هي المرأة التي اختارت لنفسها هذا ولأنها ليست معقدة، فلماذا تحجرون على امرأة اخرى ترى لنفسها الحجاب الشرعي وألا تخرج إلا بهذه الحشمة وبهذا الوقار؟ ألقاه في اليم مكتوفا وقال إياك إياك أن تبتل بالماء.
عمل المرأة
البعض بدأ بشعار تعليم المرأة ثم تلاه بشعار عمل المرأة، فقيادة المرأة، فالاختلاط، وكان نتاج هذا تأخير سن الزواج لدى الكثيرات وإهمالهن البيت والزوج على حساب التعليم والعمل والقيادة، فما تعليقك؟
«يا حرة، يا درة حفظت بالأمس غالية
واليوم يبغونها للهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة
غريبة العقل غريبة النسب
هل يستوي من رسول الله قائده
دوما وآخر هاديه أبولهب؟
وأين من كانت الزهراء أسوتها
ممن تقفت خطى حمالة الحطب
فلا تبالي مما يلقون من شبه
وعندك الشرع إن تدعيه يستجب
سليه من أنا من أهلي لمن نسبي
للغرب أم أنا للإسلام والعرب؟
لمن ولائي لمن حبي لمن عملي
لله أم لدعاة الإثم والكذب؟
هما سبيلان يا أختاه ما له من ثالث فاكسب خيرا أو اكتسبي سبيل ربك والقرآن منهجه، نور من الله لم يحجب ولم يغب» هذا تعليقي بهذه الكلمات على سؤالك.
المكياج والتزيين للزوج
ما حكم المكياج للمرأة وقصات الشعر الحديثة منها خاصة؟ وما الضوابط بشكل عام لزينة المرأة المباحة؟
لا حرج على المرأة أن تتزين لزوجها بأي صورة من صور الزينة المباحة التي لا يترتب عليها ضرر طبي، ويقرر هذا الأطباء المتخصصون في هذا المجال، فلا حرج أن تتزين المرأة بوضع المكياج ما لم يكن ضارا بها، ولا حرج أيضا أن تقص شعرها، فلقد ثبت في صحيح مسلم أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تقص شعرها كأنه لمة أو كأنة جمة، وهو الشعر الذي يصل إلى الكتفين، فلا حرج للمرأة أن تتزين، بل قد تكون الزينة واجبا أحيانا، أما أن تظهر المرأة بزينتها امام الأجانب فحرام، لكن واجب عليها ان تظهر زينتها لزوجها وأن تتجمل وان تتطيب له لاسيما ونحن نعيش هذه الفتن المهلكة من الشهوات والشبهات.
النمص والوشم والوصل
لكن ألا تدخل مثل هذه الزينة في المنهي عنه من تغيير خلق الله أو من ضمن الزينة التي فيها تشبه بالكافرات؟
لا، ليس هذا من باب تغيير خلق الله تبارك وتعالى، وإنما هذا من باب التزيين الذي كانت تصنعه نساء المؤمنين، كما أنه لا يدخل من ضمن التشبه، فهو مما كانت تصنعه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أما تغيير خلق الله فمسألة أخرى، كأن تتفلج المرأة لتغيير الخلق او ان تنمص حاجبيها وان تضرب الوشم فهذا هو التغيير الذي تعرض المرأة به نفسها للعنة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال صلى الله عليه وسلم من حديث عبدالله بن مسعود: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، والواصلة والمتوصلة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»، أما إن تزينت المرأة بأي صورة من صور هذه الزينة ما لم يترتب على المرأة ضرر فلا حرج البتة في ذلك.
المرأة بين إخوانها وأبنائها
ماذا يحل للمرأة أن تكشف من زينتها لمحارمها من إخوانها وأولادها، خاصة في ظل تمادي بعضهن ولبس الملابس الضيقة كلبس «السترتش» مثلا؟ وما المعيار في الزينة المباحة أمام المحارم؟
لا أرى أن تعود الأم بناتها على هذا حتى ولو كان هذا في البيت أمام إخوانها، فالستر أولى للبنت، ولا حرج على الإطلاق أن تظهر بين إخوانها بثوب محتشم، ولا اقول تتحجب حجابها الشرعي الكامل الذي تخرج به أمام الأجانب من الرجال، وإنما أقول لو احتشمت لكان أفضل وأولى لها، ولذلك أنا أنصح اخواتي من الأمهات ان يحتشمن امام الأولاد، ولا ينبغي أن تتحلل المرأة من كثير من ثيابها بدعوى أنها بين أولادها وبناتها في بيت واحد، بل لتحتفظ الأم بوقارها وحشمتها وجمالها امام اولادها وامام بناتها، ولتلبس ما تشاء من الملابس والثياب لزوجها في حجرة نومها، لأنه لا يمكن أن تتعلم البنت الفضيلة اذا رأت امها مستهترة، ولا يمكن ان تتعلم البنت حب الحجاب اذا رأت امها متبرجة الا اذا شاء ربي شيئا، فالحشمة أولى والستر أولى.
تقييد الإسلام للتعدد
بعض النساء ترفض فكرة تعدد الزوجات وقد يصل بها الأمر إلى بغض وكره هذا التشريع الإسلامي فما تعليقك؟
التعدد لم ينشئه الإسلام وإنما أتى الإسلام والتعدد موجود في الجزيرة، وإنما قام الاسلام بتحديده وتقنينه وتقييده، وأنا أقول بملء فمي: التعدد لا يصلح لأي أحد، ولا يصلح أي أحد، فلا ينبغي أن يتصور كثير من إخواننا أن التعدد ما هو إلا لحظات للاستمتاع بالفراش بزوجة أخرى، وانما يجب أن يعلم من أقدم على هذه السنة يقينا انه يتعامل مع امرأة لها قلبها ولها عقلها ولها أطفالها ولها بيتها، ولا ينبغي على الإطلاق أن يتصور أنه أمام أمر للمتعة المادية الجسدية فحسب، وفي المقابل أنصح أخواتي وأقول لا يجوز للمسلمة أن تعترض على أمر قد شرعه ربنا تبارك وتعالى في القرآن وفي السنة النبوية، لأن الله الذي خلق المرأة وفطرها على الغيرة هو الذي شرع هذا، ومحال أن يشرع الله شرعا يصادم فطرة النساء، وأخشى ما أخشاه أن يصل الأمر إلى حد كره هذا التشريع، لأن هذا الكره قد يحبط العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم).
ليس هناك غنى عن المسجد
بحسب تجربتك الشخصية في الخروج على الفضائيات هل ترى إمكانية إكتفاء الداعية بظهوره على بعض الفضائيات والانصراف عن التدريس والوعظ في المساجد كما في السابق؟
لا يكفي أبدا، بل إني أقول ان بيئتنا الأصلية للتوجيه والتربية هي المساجد، وأكرر دائما لطلابنا في مصر أن لقائي في المسجد عندي أهم بكثير من لقاء الفضائية وإن كان الجمهور المستفيد من الفضائية أكبر، أما جلوس الشيخ بين طلابه في الجامع او في المسجد انما هو من باب التربية العملية، يرى الطلاب سمة الشيخ وهديه وصلاته وعبادته ورده وأخلاقه وتعامله، فأنا لا أقلل أبدا من قدر الظهور على الفضائيات، لكن أرجو من إخواننا ألا يقتصر عملهم على الظهور على الفضائيات وألا يتركوا دروسهم العلمية في بيوت الله عز وجل.