حين ورد موسى عليه السلام ماء مدين ووجد ابنتي سيدنا شعيب عليه السلام تريدان ان تسقيا غنمهما ولكنهما لا تستطيعان بسبب مزاحمة الرجال مما يضطرهما للانتظار طويلا، علم بذلك بعدما سألهما عن امرهما (قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير) اي ان اباهما لا يستطيع ان يرعى اغنامهما لذا تخرجان هما لهذه المهمة، فتطوع موسى عليه السلام للقيام بهذه المهمة بدلا من الفتاتين وقيل انه عمد الى بئر كانت مغطاة والناس يسقون من غيرها وكان حجرها (غطاؤها) لا يرفعه الا رجال اشداء فرفعه موسى وسقى للمرأتين وبعد ذلك اوى تحت ظل «سمرة» وهي شجرة صغيرة الورق قصيرة الشوك لها ثمرة صفراء يأكلها الناس وبدأ يشعر بآلام الجوع الشديد اذ لم يذق الطعام منذ ايام فبدأ يدعو ربه ويقول (رب اني لما انزلت إلي من خير فقير)، اي انني احتاج اشد الاحتياج الى ما تغنيني به من فضلك وحدك، فاستجاب له الله كأسرع وأكرم ما يكون بأن فوجئ باستدعاء سيدنا شعيب عليه السلام له بعد ان عادت ابنتاه الى المنزل واخبرتاه بما كان من امرهما مع موسى، فطلب من إحداهما ان تدعوه فاستجاب، وهناك اكرمه شعيب واستضافه ليس مقابل اجر سقياه وانما كنوع من اكرام الضيف وزاد على ذلك ان استأجره ليعاونه كما زوجه احدى ابنتيه «ليا وصوفريا».