- الإدمان قد ينتقل من الآباء إلى الأبناء
- لا تظلموا المدمن بتسميته مريضاً
أدت التغيرات الثقافية في المجتمع الى اختلال كثير من القيم والمفاهيم الاجتماعية التي تسود الفرد والاسرة، فبعد ان كان الشباب يتشرب ثقافته من قنوات شرعية في الاسرة والمدرسة اصبح يتشربها من قنوات غربية واقران السوء مما اوجد شرخا عميقا في العلاقات الاسرية، وتزايد اعداد الشباب المتعاطين للمواد المخدرة بأشكالها المختلفة.
وعن هذا الوباء الذي يصيب البعض يحدثنا استشاري العلاقات الاسرية د.حمود القشعان.
مرحلة الإنكار
يقول د.القشعان تفاجأ بعض الزوجات بأن تكتشف فجأة بأن زوجها مدمن على تعاطي المواد المخدرة مما قد يترك آثارا عميقة بالنفوس وصدمات نفسية ومشاكل عائلية.
فعند مواجهة الاسرة للادمان يكون الانكار، فتنكر الزوجة وجود هذه المشكلة وتكذب نفسها او تخفي الخبر عن بقية افراد الاسرة اعتقادا منها انها الوحيدة التي تعلم بالمشكلة ولا تدرك ان هناك من يعلم بها ايضا ولكنه يتظاهر بعدم معرفتها.
مرحلة التعجب والاستغراب
ومن خطورة هذه المواجهة يوضح لنا د.القشعان ان التعجب من مواجهة هذه المشكلة يجعل الزوجة تخفي الخبر عن بقية المقربين عن الاسرة وهي تظن ان اخفاء المشكلة قد يساعد في علاج وتوقف المدمن عن ادمانه وتشعر بالعار والدونية امام النفس وامام الآخرين خشية من الفضيحة وخوفا على سمعة الاهل من هذه المشكلة التي ظهرت بالاسرة، بل تبدأ الزوجة بالتثقيف لمعرفة معنى الادمان وعلاماته وطرق التعامل معه.
مرحلة التحقق والتأكد
وعن خطورة مرحلة التحقق والتأكد يقول د.القشعان: هناك العلاج المنزلي ويكون عن طريق محاولة ايقاف الادمان بالصراخ او التهديد والتودد والترغيب، ومحاولة عزل المدمن وعزل النفس اجتماعيا ومحاولة تنظيف المنزل من كل الوسائل باستمرار، وكذلك تقل المتعة الاسرية ويختفي التفاعل الاسري وتظهر مشاكل للابناء نتيجة المشكلة الاسرية ويتزايد الخوف من اكتشاف الفضيحة مما يؤدي بالزوجة الى زيادة الاطلاع والثقافة عن المخدرات وتبدأ باللوم لنفسها لحدوث هذه المشكلة وتلعب الزوجة دور حمالة الأسية في تشرب النتائج مرحلة الاحباط
وعما يحدث في الاسرة من مرحلة الاحباط يقول د.القشعان: الشعور بالفشل والاحباط في احتواء وعلاج مشكلة المدمن شعور يتزايد في الاسرة التي تفشل في علاج هذا المدمن وينتج عنه شعور باليأس والضغط النفسي والاجتماعي مما يسفر عنه من مشاكل نفسية ومالية وصحية ومن تضارب ولاء الاطفال بين الاب والأم وصراع ولاء الأم بين المدمن كزوج والابناء وبروز مشكلة العنف الاسري بشتى انواعه ثم توقف العملية الجنسية بين الزوجين ويظهر الفراغ العاطفي.
التأقلم أو العلاج
ولما كان علاج المدمن يعتمد على امور كثيرة هامة، يؤكد د.القشعان على اهمية معرفة الزوجة لذاتها وعلى درجة اعتماد الزوج على الزوجة وعلى درجة الارادة لدى المدمن وعلى درجة تغيير البيئة الاجتماعية وعلى درجة التعزيز النفسي وعلى أهمية الالتزام الديني.
أبعاد أربعة
ويقترح د.القشعان ان العلاج له اربعة ابعاد رئيسية وهي الحرص على زرع الثقة والارادة بالمدمن وقدرة على السيطرة على نفسه وعلى تجنب الخمور والعلاج الطبي لازالة السموم من الجسم، والعلاج النفسي وذلك بتبصير المدمن بالطرق الايجابية لقيادة الذات والاسرة للاتجاه الصحيح ثم التغير الاجتماعي، ففي دراسة لجامعة الملك سعود أجراها د.الصحيان تقول ان 89% من اسباب الادمان بالسعودية سببها رفاق السوء وعليه فتغيير البيئة الاجتماعية لهم مهم للعلاج.
سمات المدمن
ويرى د.القشعان ان هناك سمات اخرى شخصية للمدمن نفسه، منها الاستعجال وعدم الصبر وتأجيل المشكلات حتى تتراكم مع الوقت فيتجاهل مشكلاته حتى يقع ضحية عدة مشاكل مالية واسرية وصحية وكذلك يحاول المدمن استجلاب اللذة بشتى الطرق فقد يلجأ الى بيع منزله وشرفه وكل ما يملك من اجل جرعة او كأس خمر وتكون لديه رغبة شديدة في تحمل الالم لاستمرار المتعة والشعور بالنشوة ولديه مهارة عالية في الاقناع والتهرب من المواجهة، ويكون ساحرا في كسب المحيطين فهو يغلب بلسانه فهو مع المتدين عالم ومع الفنان شاطر ومع الفقير مصلح ومع التاجر مخطط، وهكذا، وهذا يجعله دائما مرحا ويصعب كرهه رغم خطئه ويكون الكذب صفة ملازمة له، واحيانا يكون عاطفيا وحنونا وكريما ويدعي القيم ويتجاوزها عند تعارضها مع المتعة الذاتية.
أسرة المدمن
وهناك سمات عامة لاسرة المدمن يعرفون بها كما يوضح ويبين د.القشعان، ومن هذه السمات ان افراد الاسرة لديهم قلة تقدير للذات ونجد الاعراف والقوانين قاسية رغم عدم الالتزام بها وظاهرها اللا منطقية وان اكثر الاساليب المستخدمة للتأقلم مع المشكلة تكون اللوم والانكار ويكونون في عزلة نفسية فيما بينهم وعزلة اجتماعيا مع المحيطين وخاصة الجيران والاصدقاء.
مشاعر مرفوضة
وعما يتعلق بمشاعر الاسرة التي تكون حبيسة الصدر، يشير د.القشعان الى ان مشاعر الاسرة تكون مرفوضة والثقة معدومة والحديث مع الآخرين لا فائدة له وتكون مزيجا من مشاعر الألم والغضب والحزن والجرح.
واشار د.القشعان الى ان الادوار بذلك تكون مقلوبة بين الابناء والاباء فيقوم الابناء بقيادة الاسرة بعد اختلال توازن الاب وتبرز الاعراض النفسجسمانية كالغدد والقرحة والشيب الكثير وغيرها من الاعراض التي اصلها نفسي وظاهرها طبي.
ويسيطر المدمن على افراد اسرته الامر الذي يعطي للمدمن سلطة خوفا من تفاقم مشكلاته بسبب صراخه الدائم، ويبرز حينئذ السلوك التعويضي لتجنب مواجهة المشكلة، فالابناء يبحثون في مجالات اخرى لتصريف طاقاتهم والأم قد تختلط مع الاولاد بشكل اكبر ويستمر في اسرة المدمن الادمان وينتقل عبر الاجيال.