عبادة علي رضي الله عنه
أخبرنا علي بن المنذر (الكوفي)، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا الأجلح، عند عبدالله بن أبي الهُذيل، عن علي قال: «ما أعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبيها غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بسبع سنين».
منزلته من الله عز وجل
أخبرني هلال بن بشر، قال: حدثنا محمد بن خالد – وهو ابن عثمة – قال: حدثني موسى بن يعقوب، قال: حدثني مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وأخذ بيد علي: فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس إني وليكم» قالوا: صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي فرفعها، وقال: «هذا وليي، والمؤدي عني، وإن الله موال لمن والاه، ومعاد لمن عاداه».
أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: حدثنا مُسهر بن عبدالله، عن عيسى بن عمر، عن السُدي، عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر، فقال: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير». فجاء أبو بكر فردّه، وجاء عمر فردّه، وجاء علي فأذن له».
وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يُحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي عليّا» فأُتي به أرمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه.
ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا)، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: «اللهم – يعني هؤلاء – أهلي».
أخبرنا حرمي بن يونس (الطرسوطي)، قال: أخبرنا أبو غسان، قال: حدثنا عبدالسلام، عن موسى الصغير، عن عبدالرحمن بن سابط، عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالسا فتنقّصوا عليّا بن أبي طالب رضي الله عنه فقلت: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خصال ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من من حُمر النعم، سمعته يقول: «إنه منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيّ بعدي» وسمعته يقول: «لأعطين الراية غدا رجلا يُحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» وسمعته يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه».
أخبرنا زكريا بن يحيى (السجستاني) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا عبدالله بن داود، عن عبدالواحد بن أيمن، عن أبيه، ان سعدا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأدفعن الراية غدا الى رجل يُحب الله ورسوله، ويُحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه» فاستشرف له أصحابه، فدفعها الى عليّ.
أخبرنا أحمد بن سليمان (الرهاوي)، قال: حدثنا عبيدالله، قال: أخبرنا ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه انه قال لعلي – وكان يسير معه: إن الناس قد أنكروا منك انك تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحر في الحشو، والثوب الغليظ. قال: أو لم تكن معنا بخيبر؟!
قال: بلى. قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث عمر فعقد له لواء فرجع بالناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرّار» فأرسل إلي وأنا أرمد. فقلت: إني أرمد، فتفل في عيني، وقال: «اللهم اكفه أذى الحر والبرد». فما وجدت حرّا بعد ذلك ولا بردا.
أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي، قال: أخبرنا معاذ بن خالد، قال: أخبرنا الحسين بن واقد، عن عبدالله بن بُريدة، قال: سمعت أبي، بريدة يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبوبكر، ولم يُتح له، وأخذه من الغد عمر، فانصرف، ولم يُفتح له، وأصب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يُفتح له». وبتنا طيبة أنفسنا ان الفتح غدا، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم قام قائما، ودعا باللواء، والناس على مصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو ان يكون صاحب اللواء، فدعا عليا بن أبي طالب، وهو أرمد، في عينيه، ومسح عنه، ودفع إليه اللواء، وفتح الله له.
وبتنا طيبة أنفسنا ان الفتح غدا، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم قام قائما، ودعا باللواء، والناس على مصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو ان يكون صاحب اللواء، فدعا عليا بن أبي طالب، وهو أرمد، في عينيه، ومسح عنه، ودفع إليه اللواء، وفتح الله له. قال: وأنا فيمن تطاول لها.