حفلت الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 هذا العام بالكثير من الأحداث والتوترات، فقد قام متظاهرون مناهضون للإسلام بتمزيق صفحات من القرآن الكريم أمام البيت الأبيض، بالتزامن مع قيام رجل بتقطيع صفحات من المصحف الشريف وأشعل فيها النار أثناء احتجاج بالقرب من موقع مقترح لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد قريب من موقع غراوند زيرو في نيويورك.
وقالت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الأميركية في موقعها على شبكة الإنترنت أمس الأول إن الرجل أخذ يصيح ويقول «إذا كانوا يستطيعون حرق الأعلام الأميركية، فأنا بوسعي ان أحرق القرآن.. ينبغي الا تكون أميركا خائفة من إبداء رأيها».
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة اقتادت الرجل بعيدا، مشيرة الى إنه لا يبدو انه ألقي القبض عليه مرجحة أن يكون الرجل حرق المصحف متأثرا بالخطة التي عدل عنها القس الأميركي تيري جونز بحرق نسخ من القرآن الكريم.
من جانبه، قال راندال تيري، العضو في هذه الجماعة المسيحية المتطرفة التي مزقت المصحف أمام البيت الأبيض والمؤلفة من 6 أشخاص والقريبة من تجمع «حزب الشاي» المحافظ، ان «أحد أسباب قيامنا بذلك هو انه يجب وقف كذبة ان الإسلام دين مسالم».
وفي وقت سابق، قام ناشط آخر هو اندرو بيكام بتلاوة عشرات الآيات القرآنية التي قال انها تدعو الى الكراهية ضد المسيحيين واليهود، ثم قام بتمزيق صفحات من مصحف صغير الحجم مترجم الى الإنجليزية، بحسب صحافي من وكالة فرانس برس.
وباستثناء عشرين صحافيا قاموا بالتغطية الإعلامية، لم تسترع العملية انتباه سوى عدد قليل من السياح. ووقفت الشرطة على مسافة بضعة أمتار، ودونت أسماء المشاركين في التحرك الا انها لم تتدخل.
وجرى تنظيم هذا التجمع في اليوم الذي أحيت فيه الولايات المتحدة ذكرى مرور 9 أعوام على اعتداءات 11 سبتمبر، وبعد تراجع القس الاميركي المتطرف تيري جونز عن دعوته لاحراق نسخ من القرآن في فلوريدا (جنوب شرق).
الى ذلك، شارك مئات الأشخاص أمس الأول في نيويورك في تظاهرتين الأولى مؤيدة والثانية مناهضة لتشييد مسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي استهدفته اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي أحيت الولايات المتحدة ذكراها التاسعة.
وبعد الظهر، سار نحو 1500 شخص تحت شمس ساطعة تأييدا لمشروع إقامة مركز ثقافي إسلامي يتضمن مسجدا على بعد شارعين من المكان الذي استهدفته هجمات 11 سبتمبر متهمين معارضي المشروع بالتعصب.
وبعد ذلك بقليل، تجمع نحو ألفي شخص في مكان قريب لإعلان معارضتهم للمشروع وجرت التظاهرتان بعد ساعات فقط على المراسم الرسمية لإحياء الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي أوقعت قرابة الثلاثة آلاف قتيل.
وعمدت قوات من الشرطة الى الفصل بين المجموعتين وانضمت اليها شرطة الخيالة. وتم قطع الطريق المؤدية الى الموقع المزمع تشييد المسجد فيه. ومع ان المتظاهرين من الجانبين تمكنوا من تبادل الشتائم الا ان أي حوادث لم تقع. وكتب على لافتة رفعها مؤيدو المشروع، وغالبيتهم ناشطون غير مسلمين: «أوقفوا الحرب العنصرية على الشعب المسلم».
وقالت الناشطة السلمية جاين توبي (70 عاما) «الناس خائفون لان هناك حملة مناهضة للمسلمين في بلادنا».
ويقف وراء مشروع بناء المركز الإسلامي الإمام فيصل عبد الرؤوف بهدف اعطاء صورة جديدة عن الإسلام في الولايات المتحدة.
ويؤيد رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ المشروع، وكذلك الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي ذكر أمس الاول أن حرية المعتقد هي حق أساسي في الولايات المتحدة.
لكن الاستطلاعات تظهر ان الاميركيين وسكان نيويورك يفضلون ان يتم تشييد المسجد في مكان بعيد عن موقع اعتداءات 11 سبتمبر.
وتحولت معارضة المشروع الى حركة وطنية يقودها مقدمو برامج اذاعية محافظون بالاضافة الى حركات عدة جمهورية ومعارضة لأوباما.
من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري جون كايل إنه من المهم التفريق بين العقيدة المتطرفة لبعض المسلمين وبين الدين الإسلامي الذي يتبعه أكثر من مليار مسلم حول العالم.
ونقل راديو «سوا» الأميركي الليلة قبل الماضية عن السيناتور الجمهوري قوله، في رد الحزب الجمهوري على احتفال ذكرى 11 من سبتمبر، إن التركيز على الإسلام دون الالتفاف للاعداء يشتت انتباهنا ويسيء إلى هؤلاء المسلمين، مشيرا إلى انه لابد من معرفة ما يريده العدو وكيف يسعى إلى تحقيق أغراضه.
بدوره، شدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الأميركيين في هذه الذكرى لا يزورون أماكن الهجمات من أجل العزاء بل من أجل التذكر والبناء.