رجولة شيخين
حسيل بن جابر وثابت بن وقش
لما خرج الرسول القائد صلى الله عليه وسلم الى أحد، ترك حسيل بن جابر، وهو اليمان ابوحذيفة بن اليمان، وثابت بن وقش، وهما شيخان كبيران لا يقدران على القتال، في اعلى بيوت المدينة مع النساء والصبيان.
قال حسيل: يا ثابت، ما ننتظر هنا؟ فوالله ما بقي لاحدنا من عمره الا القليل، هلم نأخذ اسيافنا ونلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل الله يرزقنا الشهادة في سبيله.
فأخذا سيفيهما وخرجا يلحقان برسولهما القائد صلى الله عليه وسلم، فلحقا به، واندفعا رغم شيخوختهما يقاتلان الكافرين.
اما ثابت بن وقش، فتكاثر عليه المشركون، فرزقه الله الشهادة التي تمناها.
واما حسيل بن جابر، فأخطأه المسلمون، فقتلوه وهم لا يتبينونه، فصرخ فيهم حذيفة بن اليمان:
ويحكم، قتلتم ابي والله.
قالوا: والله ما تبيناه ولا عرفناه، وما نعلم الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه في اعالي بيوت المدينة.
قال حذيفة المؤمن وقد تبين له صدق ما قاله اخوانه: يغفر الله لكم قتلكم ابي، واني لاحتسبه عند الله.
ولما علم الرسول القائد صلى الله عليه وسلم بمقتل حسيل خطأ بيد المسلمين، اعطى لابنه حذيفة ديته، فتقبلها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تصدق بها على فقراء المسلمين.