غير باب علي
عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سدوا هذه الأبواب إلا باب علي».
فتكلم في ذلك الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيكم قائلكم، والله ما سددته ولا فتحته، ولكني أمرت بشيء فاتبعته».
«ما أنا أدخلته وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم»
قرأت على محمد بن سليمان لوين، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، محمد بن علي، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه ـ ولم يقل مرة عن أبيه ـ قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده قوم جلوس فدخل علي، فلما دخل خرجوا، فلما خرجوا تلاوموا، فقالوا: والله ما أخرجنا وأدخله؟ فرجعوا فدخلوا، فقال: «والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم».
أخبرنا أحمد بن يحيى (الكوفي)، قال: حدثنا علي بن قادم قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن مالك، قال: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت له: هل سمعت لعلي منقبة؟
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فنودي فينا ليلا، ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل علي، قال: فخرجنا، فلما أصبح، أتاه عمه فقال: يا رسول الله! أخرجت أصحابك وأعمامك، وأسكنت هذا الغلام!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنا أمرت بإخراجكم، ولا بإسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به».
قال أبوعبدالرحمن: قال: فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرّقيم، عن سعد، ان العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سددت أبوابنا إلا باب علي!
فقال: «ما أنا فتحتها ولا سددتها».
قال أبوعبدالرحمن: عبدالله بن شريك، ليس بذلك، والحارث بن مالك لا أعرفه، ولا عبدالله بن الرّقيم.
أخبرنا زكريا بن يحيى (السجستاني) قال: حدثنا عبدالله بن عمر، قال: حدثنا أسباط، عن فطر، عن عبدالله بن الرّقيم، عن سعد نحوه.
أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا مسكين، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس ـ وأبو بلج هو يحيى بن سليم ـ قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد، فسدت إلا باب علي رضي الله عنه.
أخبرنا محمد بن المثنى: قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا الوضاح، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عمرو بن ميمون، قال: قال ابن عباس: «وسد أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريقه ليس له طريق غيره».
منزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا بشر بن هلال البصري: قال: حدثنا جعفر ـ وهو ابن سليمان ـ قال: حدثنا حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، خلّف عليا بالمدينة، فقالوا له: ملّه وكره صحبته! فتبع علي النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه في الطريق، فقال: يا رسول الله! خلّفتني في المدينة مع الذراري والنساء، حتى قالوا: ملّه وكره صحبته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي! إنما خلّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبيّ بعدي».
أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار (الكوفي) قال: حدثنا أبونعيم، قال: حدثنا عبدالسلام، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى».
أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا أبومصعب، ان الدراوردي حدثنا عن محمد بن صفوان الجمحي، عن سعيد بن المسيب، سمع سعد بن أبي وقاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة».
أخبرني زكريا بن يحيى، قال: أخبرنا أبو مصعب، عن الدراوردي، عن هاشم بن القاسم، عن سعيد بن المسيب، عن سعد قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى تبوك، خرج علي رضي الله عنه يشيّعه، فبكى وقال: يا رسول الله! أتتركني مع الخوالف؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة».