- يجب طاعة ولي الأمر وإيقاف التجمعات التي تجمع الغوغاء وتحدث الفتنة وتوغر صدور الناس على ولاة أمرهم
- «صفا» و«وصال» تدافعان عن حَمَلة الإسلام من الصحابة رضي الله عنهم ومن أهل بيت النبوة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
الاعلام الاسلامي من أعظم منابر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يجب على الدعاة المشاركة فيها، وعلى أهل الخير دعمها بالمال لدخوله في الانفاق في سبيل الله، فكثير من أعداء الاسلام يبذلون أموالهم وأنفسهم لاجل معتقداتهم الفاسدة، بينما بعض المسلمين أصحاب العقيدة الاسلامية الصافية يبخلون، وما يبخلون الا عن أنفسهم، هذا ما أكده الامام والخطيب في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الداعية فيحان سرور الجرمان. ودعا القنوات الاسلامية الى مواكبة الاحداث فيما يهم شؤون المسلمين، وأن تتصدى لاحداث الشغب والاضطرابات الماضية تبيانا للحق، وأن تكون على اتصال دائم بأهل العلم، مشيرا الى وجوب طاعة ولي الامر بايقاف التجمعات التي تجمع الغوغاء وتحدث الفتنة وتوغر صدور الناس على ولاة أمرهم. وأضاف الجرمان أن قناتي «صفا» و»وصال» تقومان بالدفاع عن حملة الاسلام من الصحابة رضي الله عنهم ومن أهل بيت النبوة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لافتا الى أن اغلاق القنوات الاسلامية والعمل على تشويشها غير مستغرب من أعداء الفضيلة، الذين يسعون ليل نهار ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. وأوضح أن الاناشيد ليست على حد سواء ففيها المحرم وما يظنه السامع آلات موسيقية، وفيها ما هو خال من المؤثرات الصوتية المتكلفة، والتي تحمل رسالة هادفة تصرف الكثيرين عن سماع الموسيقى المحرمة، محذرا من أن تكون الاناشيد سببا لصرف الناس عن قراءة القرآن وتعلم السنة. وحث الجرمان الدعاة على حصر ظهورهم على القنوات الاسلامية التي تقوم على المنهج الاسلامي الصحيح الخالي من الشرك والبدع بعيدا عن القنوات العامة والمتنوعة، معللا بأن البعض منها قائم على الاهداف المالية، وأنها تجمع النقيضين الهدم والبناء. «الانباء» التقت الداعيـــة فيحان الجرمان للحديث حول أهمية الاعلام الاسلامي والتحديات التي تواجهه، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما أهمية الاعلام في الاسلام؟
الاعلام له أهمية بالغة وذلك لأمرين، الامر الاول توجيه الناس الى الخير ونشر العقيدة الصحيحة، واظهار الاسلام الصحيح الخالي من أنواع البدع كالشرك وغيره، واظهار محاسنه ومبادئه السمحة وقيمه العظيمة، وهذا يدخل تحت باب الامر بالمعروف، كما قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، ولا شك أن الاعلام من أعظم المنابر في توصيل الحق للناس، لانك تستطيع من خلاله أن تخاطب جماهير الامة في كل مكان. وقد لا تستطيع أن تصله بنفسك.
والامر الثاني رد الباطل بأنواعه وشبهه المختلفة التي تنتشر في وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، فالمسلم لابد أن يتصدى لها، فاذا كان بعيدا عن الاعلام فأنى له أن يتصدى لها وأن يحذر الناس منها، والنوع الثاني يدخل تحت باب النهي عن المنكر.
مقترحات
ما رأيك بازدياد القنوات الاسلامية، فخلال السنوات الثلاث الاخيرة تضاعف عددها بشكل ملحوظ؟
نور على نور، خاصة اذا كانت قنوات تلتزم بالاسلام الصحيح والصراط المستقيم، وتظهره على الوجه الصحيح.
ماذا ينقص القنوات الاسلامية حتى تواصل النجاح وتحقق المأمول؟ وماذا تقترح على القائمين عليها؟
ينقص القنوات الاسلامية حتى تواصل النجاح وتحقق المأمول عدم إلمام البعض بمنهج السلف الصالح وعدم معرفتها بكيفية اظهار الاسلام على الوجه الصحيح، لان بعض القنوات تحمل فكرا منحرفا وقد استمعت لبعضها فهي لا تفرق بين التوحيد والشرك ولا بين السنة والبدعة، ولا بين الحديث الصحيح والضعيف، فهي لا تعرف من الاسلام الا اسمه، ومن القنوات من تحمل عقيدة الاشاعرة والمعتزلة والجهمية، ومن القنوات من تحمل فكر التصوف المنحرف، ناهيك عن بعض القنوات التي تحمل فكرا تكفيريا مبطنا وتستضيف أحيانا من يحمل فكرا متطرفا.
وأقترح عليهم أن يظهروا الاسلام كما جاء، من خلال عرض الاحكام الشرعية وأن يلتمسوا تقدم برامج بأسلوب شيق لا يتخلله منكر، وتكون هذه البرامج متنوعة وتتناول شعب الايمان، كما قال صلى الله عليه وسلم «الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، أفضلها قول لا اله الا الله وأدناها اماطة الاذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان» والحديث في مسلم، فيتناولون هذه الاحكام بتعليم مبسط وبوسائل سهلة يتحقق من خلالها فهم هذه الاحكام الشرعية للمشاهد وحتى لا يلحقه ملل، وأيضا يعلمون الناس أحكام الوضوء وكيفية الصلاة التي هي عمود الاسلام، وهي الصلة بين العبد وربه سبحانه وتعالى.
طاعة ولاة الأمر
وأيضا أقترح عليهم أن يواكبوا الاحداث التي تحدث في العالم وأن يكون للاسلام حكم وموقف يبين من قبل العلماء ليكون واضحا جليا بالمثال يتضح ما أقصده وأرمي اليه، فما حصل قبل أيام من شغب واضطراب وفوضى عارمة من هنا وهناك كان المفروض من القنوات الاسلامية أن تتصدى لهذا الحدث فورا، وتبين أنه لا يجوز هذا العمل، ويجب طاعة ولي الامر فيما أحب وكره، وأن بطاعة ولي الامر يستتب الامن والاستقرار في المجتمع، وأن هذه الاعمال من تجمعات وندوات هنا وهناك تجمع الغوغاء وقد تحدث فتنة، وقد توغر الصدور على ولي الامر، وتأتي بأقوال العلماء الذين بينوا هذا الاصل وهو وجوب طاعة ولي الامر في العسر واليسر، وفي المنشط والمكره، فالواجب على القنوات الاسلامية أن تكون حاضرة وأن تكون على اتصال بأهل العلم دائما.
«صفا» و«وصال»
ما رأيك بتوجه قناة «صفا» و«وصال»، خاصة أن البعض يرى أنهما ترتكبان محظورا شرعيا عبر اعادة عرض بعض المواد المسيئة للاسلام ورموزه ولو كان من باب التحذير منها؟
توجه هاتين القناتين لا بأس به، فهما تقومان بالدفاع عن حملة الاسلام وهم الصحابة رضي الله عنهم، والدفاع أيضا عن أهل بيت النبوة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الذين يطعنون في الصحابة لا يريدون ذواتهم، ولكن هم يريدون ما وراء ذلك وهو الاسلام، فأنت اذا طعنت في الحامل أسقط المحمول، وهو الاسلام، فالصحابة هم من حموا لنا الاسلام وحفظوه لنا بعد الله، فاذا قلت مثلا هذا الصحابي خائن أو كذاب أو كافر أو منافق، فكيف تأمنه على القرآن وتأخذ عنه الحديث؟ وهذا ما يريده أعداء الاسلام فان أعداءه حاولوا القضاء عليه بكل وسيلة ممكنة في أول ظهوره، حاولوا طرد النبي صلى الله عليه وسلم ثم قتله، ثم تنفير الناس عنه بأنه مجنون، ثم قالوا ساحرا، لكن الله قيض له من يؤويه وينصره من المهاجرين والانصار.
ثم أراد أعداء الله أيضا تحريف القرآن فحفظه الله، ثم عمدوا الى تحريف السنة فقيض الله علماء جهابذة يميزون الحديث الصحيح من السقيم والضعيف، لكنهم لم ييأسوا وقد عمدوا الى طريقة خبيثة مازالت الامة تعاني منها ألا وهي الطعن في الصحابة لاسقاط القرآن والسنة، فالقناتان لا تأتيان بحوادث ولا بمواقف ولا بكلام من تلقاء نفسهما، وانما تأتيان بشبه القوم وما تفوهوا به فترد تلك الشبه عليهم، فلو سكت هولاء ولم يتطرقوا الى سب الصحابة والتطاول عليهم لتوقفت هاتان القناتان.
أما أن البعض يرى أن فيهما محضور شرعي عبر اعادة عرض بعض المواد المسيئة للاسلام ولو كان من باب التحذير منها، فجوابي على هذه الشبهة أن أقول هذا ليس بمحظور شرعي وهو اعادة عرض بعض المواد المسيئة للاسلام لاسيما ممن ينتسبون الى الاسلام وذلك من وجهين، الوجه الاول: أن هذا الذي يظهر الاسلام وينتسب اليه اذا أظهرت اساءته كسبّ عائشة أو أحد الصحابة مثلا عبر القناة تبين للناس أن عقيدة هذا الرجل فيها دخل ويجب الحذر منه، كما يقال في المثل «من فمك ندينك» لان بعض الناس لا يصدق حتى يسمع ويرى، ولا شك أن هذه الطريقة وهذا العرض أفضل في تقبل الخبر وأوقع في النفس، ثم ان البعض يستعمل التقية فنقل مثل هذا على شاشة القناة لا مجال لتكذيبه أو نفيه.
الوجه الثاني: أن الله سبحانه وتعالى نقل كلام المسيئين له وللاسلام ولرسول الاسلام فقالوا عن الله أنه اتخذ ولدا وهو أعظم من سب عائشة، وقالوا ان الله بخيل، وقالوا يد الله مغلولة، ووصفوا الملائكة بأنهم بنات الله، وقالوا عن القرآن أساطير الاولين، وقالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ساحر كذاب، فلو كان هناك محظورا شرعي لما عرض الله كلامهم السيئ، واذا لم يكن من عرض كلام الكفار أي فائدة تذكر فانه لا يعرض مثل الرسومات التي تعرضت لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه من الخطأ عرضها، لماذا؟ لأنه لا غرابة من الكفار أن يفعلوا مثل هذا، فالتنويه يكفي ويغني من أن تعرض الرسومات وليس هناك داع أصلا.
الإخلاص في الدعوة إلى الله
نسمع أحيانا عن بعض الإحصائيات التي تشير إلى مبالغ ضخمة يحصل عليها بعض الدعاة مقابل مشاركاته التلفزيونية، فما تعليقك؟
توجيهي هو أن يحذر المسلم من أن يستغل علمه وما آتاه الله من فقه في الدين في غير ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، لأن المسلم إذا قصد الوصول بعلمه وتفقهه في الدين إلى الجاه أو المال دون التقرب الله فعمله حابط، قال الله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)، فليحرص المسلم على الإخلاص لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الكريم.
الأناشيد ليست سواء
ما رأيك في دخول الأناشيد الإسلامية بقوة في القنوات الإسلامية، واستخدامها كبديل للموسيقى؟ وهل هناك ضوابط لها تنصح بالالتزام بها؟
الأناشيد اختلف أهل العلم فيها، والأقرب إلى الصواب أن الأناشيد ليست على حد سواء، فمنها المبالغ فيه بادخال المؤثرات الصوتية حتى أن السامع لها يظن أن بها آلات لهو أو أشبه بالموسيقى، وبعضهم حرص أيضا على إدخال الأصوات الرقيقة من الفتيان ما قد يكون فيه فتنة، وهذا العمل غير جائز كما ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله، وقد كان يجيزها لكن لما بلغه ذلك أفتى بتحريمها، ومن الأناشيد ما هو دون ذلك، أي خال من المؤثرات الصوتية المتكلفة، ولها رسالة هادفة، وقد تكون سببا في صرف الناس عن الحرام البين كالموسيقى، لكن يجب ألا تكون الأناشيد سببا في صرف الناس عن قراءة القرآن وتعلم السنة، فلا يمكن أن يكون الحكم على الأناشيد متساويا لما هو موجود في الساحة.
إغلاق القنوات الإسلامية
كيف تقرأ خبر إغلاق 25 قناة إسلامية، أو التشويش على بعضها تشويشا متعمدا بهدف إفشالها؟
إغلاق القنوات الإسلامية والسعي الى تشويشها عمل غير مستغرب من أعداء الفضيلة، فهم يحاولون ليل ونهار أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، والعداء بين الإسلام والكفر وبين الحق والباطل قائم إلى يوم القيامة.
ما نصيحتك لتجار المسلمين فيما يخص دعم القنوات الإسلامية والهادفة؟
نصيحتي لتجار المسلمين أن يسخروا أموالهم لنصرة الإسلام فيما يخص القنوات الإسلامية الهادفة، التي تحرص على نشر الإسلام الصحيح، فإن هذا العمل يدخل في الجهاد في سبيل الله، كما قال الله تعالى (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله)، ثم لو نظرت إلى أعداء الإسلام سترى الواحد منهم يبذل ماله ونفسه لأجل معتقده وهو معتقد فاسد، بينما المسلم الذي أعطاه الله الإسلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد تراه يبخل ولا يبخل إلا على نفسه.
أنصح بشدة
هل تنصح الدعاة بحصر وقصر ظهورهم الإعلامي على القنوات الإسلامية دون القنوات العامة والمنوعة؟
أنصح وبشدة الدعاة بحصر ظهورهم على القنوات الإسلامية هذا إذا كانت متوافرة وهادفة وتحرص أيضا على المنهج الإسلامي الصحيح الخالي من الشرك والبدع لأن هذه القنوات العامة والمتنوعة بعضها ليس هدفه الإسلام بل هدفه الجاه والمال معا، والدليل على ذلك أنها تبني وتهدم في وقت واحد، مع أن كلا الأمرين وهو البناء والهدم يحصل به للقناة الكسب المالي، فهي لا تخسر لذلك، يحرصون على الداعية الفلاني مثلا ليس حبا له ولا لدعوته وإنما لأجل كسب الناس وأن تكون للقناة أكثر شعبية لمشاهدتها، وتلحظ أحيانا أن الداعية يتكلم عن حرمة الموسيقى فإذا انتهى من برنامجه ينتهي على موسيقى، وهذا نوع من التهكم وعدم المبالاة، أو قد يتكلم الداعية مثلا عن الحشمة والحجاب فإذا انتهى البرنامج أظهروا بعد الحلقة التبرج والسفور والمسلسلات الساقطة، هذه القنوات مثلها كمثل الماسونية أو الغزو الفكري، فهم يؤلفون كتابا يحتوي على قصة موسى عليه السلام أو أي قصة مثلا ثم يجعلون في طيات القصة أو في ثنايا الكلام شبهة لا تتجاوز صفحة أو أسطرا عن الإسلام وحملته حتى تعلق في ذهن القارئ لكي تشككه أو يكون في تذبذب وحيرة، لذلك أنا أفضل إذا كانت هناك قنوات إسلامية كفيلة بنشر الإسلام ومبادئه وأخلاقه فينبغي أن يتواجد فيها الدعاة ويحرصوا على تطويرها وأن تكون شاملة هادفة نافعة، بحيث تكون بديلة عن تلك القنوات.
أخيرا، ما رأيك في الدعاة الذين يحجمون عن المشاركة بالظهور على الفضائيات خشية الرياء وطلبا للإخلاص؟
هذه نظرة خاطئة، بل ينبغي على الداعية ان يجتهد في مدافعة الرياء واستحضار الإخلاص ويقدم على الدعوة إلى الله، ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان وتلبيس إبليس، فلربما يكون تركه للعمل خشية الرياء من الرياء كما ذكر ذلك أهل العلم.