يقول الكاتب والأديب البريطاني المعروف هربرت جورج ولز في بحثه «معالم تاريخ الإنسانية»: «..هل تراك علمت قط أن رجلا على غير كريم السجايا يستطيع ان يتخذك صديقا؟ ذلك ان من عرفوا محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر من غيرهم، كانوا أشد الناس إيمانا به، وقد آمنت به خديجة ـ رضي الله عنها ـ كل حياته على أنها ربما كانت زوجة محبة، فأبو بكر رضي الله عنه شاهد أفضل وهو لم يتردد قط في إخلاصه، كان يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك علي رضي الله عنه فإنه خاطر بحياته من أجل النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك أيامه سوادا».
«حج محمد صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من المدينة الى مكة، قبل وفاته بعام، وعند ذاك ألقى على شعبه موعظة عظيمة.. إن أول فقرة فيها تجرف أمامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب ومن ثارات ودماء، وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلا للخليفة.. إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم، وانها لتنفخ في الناس روح الكرم والسماحة، كما انها انسانية السمة ممكنة التنفيذ، فإنها خلقت جماعة انسانية يقل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي، عما في اي جماعة أخرى سبقتها.
«لقد منح العرب العالم ثقافة جديدة، وأقاموا عقيدة لاتزال إلى اليوم من أعظم القوى الحيوية في العالم، أما الرجل الذي اشعل ذلك القبس العربي فهو محمد.