ليلى الشافعي
هي رقية بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الخلق أجمعين وإمام الأنبياء وخاتمهم ، وأمها هي: أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ولدت رقية في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خديجة رضي الله عنها بمكة بعد زينب (الكبرى) رضي الله عنها فكانت الثانية في ترتيب بناته وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمولدها سرورا كبيرا كما سر بمولد أختها زينب وشكر الله تعالى عليهما وشبت رقية في بيت النبي صلى الله عليه وسلم بين أبيها وأمها وأخواتها في سعادة غامرة حيث التفاهم والحب والوئام يسود أركان بيتها، فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، حنونا على زوجته وأبنائه، وكانت أمها خديجة تفيض بالحنان والحب على زوجها الحبيب وأبنائها، كما كانت خديجة راجحة العقل، ذات ذكاء عال، مما آثر على بناتها وبيتها تأثيرا إيجابيا نشر الدفء والحب جنبات حياتهم، كما كانت قدوة لبناتها في معاملة الزوج، وشبت رقية في بيت النبوة وعندما أصبحت زهرة يانعة خطبها عتبة بن أبي لهب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها قبل النبوة، كما تزوج عتيبة أخوه أم كلثوم أختها إلا أنهما لم يدخلا بهما ثم عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ورسالة الإسلام، أسلمت رقية مع أمها وأخواتها زينب، وأم كلثوم، وفاطمة رضي الله عنهما، وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطاعة لله، ثم كان موقف الكفار بمكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيذاء المسلمين، وكان على رأسهم (أبولهب) عم النبي صلى الله عليه وسلم، واتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذب وادعاء النبوة فلما أنزل الله جل وعلا سورة (تبت يدا أبي لهب وتب) «المسد ـ 1» قال أبولهب لابنه عتبة «رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد) فطلقها، كما طلق عتيبة أم كلثوم أختها، كذلك قالت أمهما حمالة الحطب، فتم الطلاق قبل الدخول بهما.
هذا وقد كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يرغب في الزواج من رقية قبل زواجها من عتبة فتحسر عندما سمع زواجها منه، فلما ذهب إلى منزله وجد أمه أروى بنت كريز مع خالته سعدى بنت كريز «وكانت خالته كاهنة في الجاهلية وأسلمت) فبشرته بزواجه من رقية.