- المذكور: ليس هناك أسمى من الحج المبرور الذي لا يخالطه إثم ولا تعقبه معصية
- العنزي: الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه
إعداد: ليلى الشافعي
الحج المبرور من أفضل الأعمال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن»، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعُمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم».
فكيف يكون الحج مبرورا ليكون جزاؤه الجنة؟
ينصح رئيس اللجنة الاستشارية للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية د.خالد المذكور لكي يكون الحج مبرورا بقوله: على الحاج الحرص على الحلال وتجنب كل ما فيه شبهة حرام حتى يقبل الله منه عبادته ويستجيب لدعائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة»، فإن الواجب على المسلم أن يكون طعامه حلالا ليس فيه شيء من الرشوة او التدليس او الغش، فإن كل نفقة الحج ينبغي ان تكون من حلال، فحرص المسلم ان يكون طعامه من حلال يجعله مقبول الدعاء ان شاء الله، أما إن حج المسلم بمال فيه شبهة او جمعه من حرام او ظلم الناس وأكل حقوقهم فلا فائدة من حجه وأولى به ان يعيد حقوق الناس او يتخلص من هذا المال المشبوه بإنفاقه في وجوه الخير ويتوب الى الله توبة صادقة.
التوبة
وينصح أيضا د.المذكور بالتوبة الصادقة، والله تعالى يقبل توبة المخلصين الجادين المسارعين الى التوبة من عباده الجادين في التوبة فيجد العبد كل ابواب الرحمة والغفران مفتوحة له، لأن توبته اقترنت بالإخلاص والعزيمة على عدم العودة الى الذنوب مرة اخرى.
ومن مظاهر الإخلاص وصدق التوبة ان يخلص الحاج رقبته من المظالم قبل سفره لأداء هذه الفريضة فيرد الحقوق الى اصحابها ما استطاع الى ذلك سبيلا ويتوب الى الله ويستغفره فيما عجز عن رده وان يصل رحمه ويسترضي جيرانه وأصحابه.
وأضاف، وقد اعتبر الحج من أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور، يقول سبحانه وتعالى (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وليس هناك أسمى من الحج المبرور الذي لا يخالطه إثم، فهو يقوم بتكفير السيئات ورفع الدرجات ودخول الجنة، وذلك لمن لم يرفث ولم يفسق، فحقق ما هو خير من الدنيا وما فيها، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «حجة مبرورة خير من الدنيا وما فيها، وحجة مبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة» ويعظم ثواب الحج قوله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة».
لا رياء
ويضيف د.سعد العنزي مبينا الحج المبرور بأنه الذي لا رياء فيه أو هو الذي لا تعقبه معصية، وقال بعض العلماء: إن الحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم وهو مأخوذ من البر وهو الطاعة، و قد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بر الحج عندما قال: الحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة، فقال قولته الجامعة «بر الحج إطعام الطعام وإفشاء السلام».
أما معنى ليس له جزاء إلا الجنة أنه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير الذنوب وإنما لا بد أن يدخل الجنة، وذلك بفضل من الله ورحمته، وإذا كان الحديث يبشر صاحب الحج المبرور بالجنة فإنه من البديهي أن الله يغفر له ذنوبه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه»، فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه.
ولفت د.العنزي إلى أن هناك آدابا وأخلاقيات ينبغي أن يتحلى بها كل من يؤدي هذه الفريضة، وقد أشار الله تعالى إلى بعض هذه الآداب والأخلاقيات في قوله سبحانه: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب).
وأكد د.العنزي على وجوب التخلق بالأخلاق الحسنة وحسن الخلق لازم في ظروف البعد عن الأهل والتعامل مع أقوام وأجناس مختلفة الألسنة والطباع والثقافة، مع ملاحظة التزام التقوى والإكثار من عمل البر من إخلاص لله سبحانه مع مراعاة أن الوجود بقرب الحرم يحتم على الإنسان أن يكون جادا في كل أموره غير هازل، فتلك فرص ربما لا تعوض، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ما نبهت إليه الآية الكريمة من أخلاق فقال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
كما يجب عليه أن تكون نفقته من مال حلال فإن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، كما جاء في الحديث الصحيح فعلى الحاج أن يحذر أن يتناول حراما وقد ورد أن الحاج إذا خرج بنفقة خبيثة ونادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مأجور.