- العنزي: يجوز الاحتفاظ بالقطط شرط الاهتمام بها وإطعامها وعدم تعذيبها
- السويلم: اقتناء الكلاب لا يجوز إلا لحراسة المنازل والأموال والزروع
- الشويت: الحيوانات الأليفة تساعد على البناء السليم لشخصية الطفل وتعلمه الصفات الحسنة
نجد الآن معظم البيوت لا تخلو من القطط والكلاب والعصافير وغيرها، اختلف العلماء في اقتنائها فبعضهم رأى ان اقتنائها مستحب وجائز شرعا، والبعض الآخر رفض هذا، ومن خلال هذه السطور نتعرف على رأي علماء الدين والنفس.
عن حكم تربية الحيوانات الأليفة خاصة القطط والطيور مثل الدجاج، يقول د.سعد العنزي: تجوز تربية الحيوانات الأليفة بشرط ان ترعى ويعتنى بها، ولا تترك حتى تموت، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امرأة عذبت في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها اذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
وقال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبوعمير ـ قال: أحسبه فطيم ـ وكان اذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ نغير كان يلعب به. (رواه البخاري ومسلم).
اما الكلاب فلا تجوز تربيتها في البيوت، ويجوز ان تربى للماشية وحراسة الزرع، ونحو ذلك مما إباحة الشريعة.
القطط
وعن تربية القطط والاحتفاظ بها في البيت، لفت د.العنزي الى انه يجوز الاحتفاظ بالقطط بشرط الاهتمام بها وإطعامها وعدم تعذيبها، اما بيع القطط فهو منهي عنه في الشرع كما في صحيح مسلم عن أبي الزبير قال: سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور (القط) فقال: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، والقطة طاهرة ليست نجسة كالكلاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم «انها ليست بنجس انها من الطوافين عليكم والطوافات».
وزاد: وقد جعل الاسلام الاحسان الى الحيوان من شعب الإيمان وإيذاءه والقسوة عليه من موجبات النار.
وقد رأى عمر رضي الله عنه أناسا اتخذوا من دجاجة غرضا يتعلمون عليه الرمي والإصابة بالسهام فقال: ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا.
وقال عبدالله بن عباس: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم، والتحريش بينها هو إغراء بعضها ببعض للتطاحن والتصارع الى حد الموت أو مقاربته.
وروى ابن عباس ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إخصاء البهائم نهيا شديدا، وكذلك شنع القرآن على أهل الجاهلية تبتيكهم لأذان الأنعام (شقها) وجعل هذا من وحي الشيطان.
شروط
ويحدد د.العنزي شروط وضوابط تربية الحيوانات منها: ألا يكون الحيوان المقتنى كلبا إلا للحراسة والصيد، وعدم المبالغة في الاسراف المذموم في شراء حيوان معين والعناية به وتوفير الخدمة له، ومن الشروط الاحسان الى الحيوان بالطعام والشراب والا يتسبب له في الأذى والضرر والعبث به، او اتخاذه غرضا أو تعريضه لحرارة أو برودة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله وان لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة اجر، فانظر كيف ان المؤمن يؤجر على عنايته بالحيوان، بل انه قد يدخل الجنة بسبب احسانه اليه.
الإحسان لها
عن رأي الشرع في تربية الحيوانات وطيور الزينة يقول الداعية يوسف السويلم: ان ذلك جائز في حدود الإحسان اليها وتوفير الطعام والشراب لها وعدم الإضرار بها بأي وجه من الوجوه.
وأشار الداعية السويلم الى ان الحيوانات التي يجوز لنا حبسها هي التي تدر اللبن وتنتج اللحم لمصلحتنا بشرط ان نقدم لها حاجتها من الطعام والشراب وعدم الإضرار بها بأي وجه من الوجوه فنحميها من الحر والبرد وغير ذلك، اما الاستمتاع بالزينة في هذه الحدود فمشروع وجائز لقوله تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) والمعنى ان نلبس من الثياب ما يستر العورة ويحفظ من الحر والبرد ونتزين به، فالزينة في الإسلام في حدود شرع الله مباحة.
للحراسة
اما اقتناء الكلاب فإن الإسلام لم يبح اقتناءها إلا للحراسة، حراسة المنازل والأموال والزروع والثمار والحيوانات كالأبقار ونحوها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة.. إلا كل حرث أو ماشية»، فالمسلم لا يقتني الكلاب للزينة فإن اقتناءها للزينة يمنع دخول الملائكة، والبيت الذي لا تدخله الملائكة يسكنه شياطين الجن فهم مردة الجن الذين يؤذون الانس ويصرفونهم عن طاعة الله، وقد يلبسونهم، أي يدخل الشيطان الجني جسم الانس فيصيبه بالصرع.
انتفاع
وأشار الداعية السويلم الى ان حبس الحيوانات والطيور لمجرد الزينة سواء كان يكلف قليلا أو كثيرا، حرام شرعا، لأن الله خلق هذه الحيوانات والطيور وسخرها لنا لننتفع بها، لا لنتفرج عليها ونتلهى بها.
وقد جاء في الاثر ان عصفورا يأتي يوم القيامة يشكو الى الله عز وجل ان فلانا قتله بغير الأكل فهذه الطيور والحيوانات خلقت للانتفاع بها، وثبت ان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما نهى ان نتخذ الحيوانات لتعليم الرماية عليها لما في ذلك من تعذيب لها.
تحسن من نفسية الطفل
وعن رأي علماء النفس عن تربية القطط في البيوت يقول د.صالح الشويت، لقد أجمع علماء النفس على ان الحيوانات الأليفة تساعد على البناء السليم لشخصية الطفل، فهي تساهم في تعلمه العديد من الصفات الحسنة، فعندما يتولى الطفل الصغير مسؤولية الحيوان، يعتني بأكله ومشربه، فينمو اليه احساس بالمسؤولية تجاه الحيوان، كذلك اكتساب صفة الرحمة وحب الغير، وكذلك يتعلم النظام لأنه يقدم له الغذاء في أوقات معينة بشرط ان يترك له الأبوان مسؤولية رعاية الحيوان كاملة، كذلك هي مفيدة للكبار، حيث تقلل الشعور بالاكتئاب، خاصة كبار السن والمعروف ان القطط من أنظف الحيوانات فهي تقضي ساعات طويلة تنظف نفسها، وفي مراقبة الطفل لشيء حي يتحرك وينمو معرفة بقدرة الله تعالى وعظمة خلقه فيتعلم احترام الحياة وتوقير الخالق سبحانه وتعالى، كما ان عناية أطفالنا بتغذية حيوان تعلمه الرحمة والمسؤولية.
أيضا يحفز وجود القطط دوافع التعلم والابداع لدى أطفالنا فهم يتعلمون منهم السلوك الاستكشافي عندما يدخل القط مكانا جديدا للمرة الأولى فيتعرف اليه ويستكشفه، وحين يموت القط فهو يمهد نفسية الطفل لفقد عزيز عليه.