- شبابنا مستهدف وفي خطر وواجبنا حمايته
- الابتعاد عن نهج الإسلام شتت الأمة إلى فرق ومذاهب وملل ونحل وأدى إلى تفرقها وتناحرها
- مسؤولية الأئمة والخطباء والدعاة التوجيه والإرشاد لمواجهة الفكر المنحرف والمتطرف لبعض الشباب
- لو نظرنا إلى أغلب البلاد الإسلامية التي سقطت دولها نجد أن سقوطها كان بسبب التناحر والفساد الداخلي
- الفتاوى التكفيرية تسببت في فتنة أكبر وأشد من القتل
- الفهم الخطأ للقرآن والسنة جعل الفكر التكفيري الإرهابي يكفّر المجتمعات ويستبيح الدماء
طالب الشيخ د.احمد الكوس الدعاة والخطباء والعلماء بالحوار البناء مع الشباب، وأكد ان التمسك بكتاب الله والسُنة واتباع سلف الامة هو السبيل الوحيد الى وحدة المسلمين.
مشيرا الى ان الابتعاد عن منهج الاسلام ادى الى تشتت الامة الى فرق ومذاهب وملل ونحل وأدى الى تفرقها وتناحرها، لافتا الى ان الشباب مستهدف وفي خطر، وطالب وزارة التربية والتعليم العالي بضرورة تحصين ابنائنا وترسيخ المناهج الاصيلة النابعة من ديننا الحنيف لحمايتهم من المخاطر، كما نادى بتوظيف الاعلام لخدمة المجتمع وانقاذه من الجهل وانحراف الشباب..
وإلى نص الحوار:
روح الأخوة
كيف السبيل الى تحقيق وحدة المسلمين؟
٭ لا سبيل الى وحدة المسلمين الا بالتمسك بالكتاب والسنة واتباع سلف هذه الأمة، فلا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به اولها، وكذلك بما أمرنا الله تبارك وتعالى من التمسك بدينه والاتحاد وعدم التفرق لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وكلما تمسك المسلمون بدينهم كلما توحدوا، فالرب جل وعلا واحد، والكتاب واحد والنبي صلى الله عليه وسلم واحد والقبلة واحدة والامة واحدة، لا ما يدعيه العلمانيون من الوحدة القومية فلذلك نلاحظ ان الاسلام يحرص على تلاقي المسلمين كل يوم ببعضهم البعض خمس مرات لاداء صلاة الجماعة، وكذلك في كل اسبوع لاداء صلاة الجمعة، فيكون الالتقاء أكبر، وايضا في صلاة العيد حيث يخرج المسلمون الى المصلى، واخيرا في الحج حيث يلتقي جميع المسلمين من مشارق الارض ومغاربها فيتعارفون ويتشاورون لا فرق بين عربي واعجمي ولا بين وزير وغفير، وهكذا، ولذلك يقول الله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)، كما انه من الضروري ان يوالي المسلم اخاه المسلم، وكما قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:«المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» وقوله تعالى: (إنما المؤمنون أخوة) فعلى المسلم أن يحقق الولاء والبراء في الله فيوالي أهل الإسلام ويعادي ويتبرأ من الكفار وأعداء الإسلام، ويعمل على إرساء روح الأخوة والمحبة في الله.
نهج الإسلام
ما أخطر العوامل التي تتسبب في وقوع الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الإسلامية؟
٭ الابتعاد عن نهج الإسلام والمعتقد الصحيح، لذلك ينبغي التمسك بالكتاب والسنة واتباع نهج السلف الصالح.
ونظرا لواقع الأمة وتشتتها الى فرق ومذاهب وملل ونحل أدت الى تفرق الأمة واختلافها وتناحرها، فأصيبت الأمة الإسلامية بالنكبات والنزاعات، قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين) ولو نظرنا إلى أغلب البلاد الإسلامية التي سقطت دولها نجد أن سقوطها كان بسبب التناحر والفساد الداخلي.
الشباب
كيف نحمي شبابنا المستهدف من المخاطر المحيطة به؟
٭ نعم شبابنا في خطر ومستهدفون من الأعداء وبعض الشباب سقط في شباك العلمانية وأهل الاستغراب ووقع ضحية المناهج الغربية، والبعض الآخر فتن بحضارة الغرب المادية، خصوصا من درس في أوروبا وأميركا وبقية الدول الغربية، وضعف الجانب الإيماني والديني لشبابنا المبتعث الى الخارج جعلهم يقعون فريسة سهلة ويتعرضون للمسخ الغربي، وجعلهم يتبرأون من دينهم بل ويصفونه بالتخلف والرجعية والظلام.
مسؤولية الجميع
وما الحل في نظركم؟
أطالب وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بضرورة تحصين أبنائنا وشبابنا المقدمين على السفر الى الخارج لإكمال دراستهم، وواجبنا ان نرسخ المناهج الأصلية النابعة من ديننا الحنيف فهي السياج الذي يحمي شبابنا من تلك المخاطر.
وواجب الآباء كبير تجاه الأبناء بتوجيههم الى الاستقامة وإلى التمسك بهويتنا الإسلامية، كما ان مناهجنا التعليمية تحتاج الى مراجعة وأن تصبغ بصبغة إسلامية، ونحن نحذر من مناهج المدارس الأجنبية الخاصة لما تحتويه من أخطاء كبيرة تؤثر في حياة أبنائنا، وترسخ في أذهانهم الحضارة الغربية والمناهج الاستغرابية المخالفة لديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة.
أفكار مسمومة
ومن المسؤول الأول لتصحيح الأفكار المسمومة لدى الشباب؟
٭ مسؤولية الأئمة والخطباء والدعاة والوعاظ عليهم بذل الجهد في الدعوة الى الله تبارك وتعالى من خلال التوجيه والإرشاد وإلقاء المحاضرات والدروس والندوات الهادفة ومن خلال محاورة الشباب ولفت نظرهم الى خطورة الأفكار المنحرفة التي تدمر الشباب وتسير بهم الى الهاوية والدرك السحيق، وكذلك تدريس التاريخ الإسلامي وما يحتويه من صفحات مميزة ومشرقة وفكر إسلامي متميز نابع من الكتاب والسنة.
دور الإعلام
كيف يمكن توظيف الإعلام لخدمة المجتمعات الإسلامية؟
٭ توظيف الإعلام مهم جدا ويجب ان تنال الاهتمام لدى حكوماتنا خاصة انتشار المحطات الفضائية التي باتت تهدد مجتمعنا بالخطر وتكون النتائج عكسية ووخيمة وخطيرة جدا، إذا أهملنا ذلك وسيسهم ذلك في انتشار الجريمة والعنف وتفكك الأسرة والمجتمع وازدياد نسبة الطلاق.
والمطلوب من وزارة الإعلام التركيز على البرامج الفقهية والفتاوى والجوانب التربوية والعلمية التي من شأنها ان تسهم في إنقاذ المجتمعات الإسلامية من الجهل.
كما يجب رصد الفتاوى التكفيرية والرد عليها والفكر المتشدد حيث ان هذه الفتاوى تسببت في فتنة اكبر وأشد من القتل.
وهذا هو دور علماء الشرع لمواجهة الفهم الخاطئ للآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الذي كان سببا في انحراف فكر الجماعات الإرهابية التي تكفر المجتمعات وتستبيح الدماء، ومحاربة الفكر بالفكر وإنقاذ الشباب الذين وقعوا ضحايا لهذا الفكر التكفيري المنحرف.