إعداد: ليلى الشافعي
- المذكور: الإسلام بريء من الاعتداء والقتل وإراقة الدماء
- الطبطبائي: الغلو في الدين نوع من الابتداع وسبب لهلاك الأمم
الإسلام دين السلام وليس دين العنف والإرهاب، أما الاعتداء على النفس البشرية وعمليات التفجير وترويع الناس، فالاسلام بريء منها، فديننا دين الوسطية والاعتدال وينبذ العنف والاعتداء. حول الإرهاب والتطرف عند بعض الشباب يحدثنا العلماء.
ليس من الإسلام
حول مشروعية الحوار مع المتطرفين والإرهابيين قال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل مع تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية د.خالد المذكور: الفكر الهجومي لبعض المسلمين أضر كثيرا بالإسلام والمسلمين وله آثاره الخطيرة التي نلمسها من الواقع الإسلامي والعالمي فهم يؤذون الإسلام أكثر مما يؤذيه أعداؤه المجاهرون ويخدمون أعداء الإسلام من حيث لا يشعرون حول ربط الإرهاب بالإسلام كما يشاع، ولفت د.المذكور إلى أن الإرهاب موجود في اليهودية والمسيحية وموجود في الشيوعية، هناك المتطرف اليساري وهناك اليسار الوسطي، والحربان العالمية الأولى والثانية لم تكونا من صنع المسلمين، فهتلر وتطرفه وتدميره للعالم غير مسلم، والثورة البلشفية وتدميرها للبلاد والعباد والتقتيل والقمع والسجون وما إلى ذلك.
آية السيف
وبسؤاله عن آية السيف: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) بين أن المقصود بها فريق خاص من المشركين كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوه وظاهروا عليه أعداءه وقد آذنهم بحرب إن لم يتوبوا، وهؤلاء ليسوا كل المشركين بدليل قوله تعالى:
(إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين) واضاف ان ما استدل به الهجوميون في دعواهم في وجوب قتال العالم بان الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر غزواته كان هو البادئ بالهجوم، هي دعوى مبنية على قصر النظر وضيق الأفق في تقويم أحداث السيرة لأن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ما كانت إلا دفاعا وليست هجوما مثل غزوة أحد والخندق، وبعض ما قد يحسب انه ابتداء من المسلمين هو عند التأمل دفاع أو وقاية والدليل على ذلك قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) فقد كان الصحابة يعذبون ويضربون في مكة المكرمة وأخرج المسلمون من ديارهم فهاجروا إلى الحبشة والمدينة.
التحذير من التطرف
وعن كيفية معاملة المتطرفين من الشباب المغرر بهم قال د.المذكور: ننظر إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قد عامل المتطرفين بأربعة أمور وهي: الحوار معهم لردهم إلى الحق، ومقاتلة من قاتل منهم، واليقظة والحذر منهم، الترك لهم ما لم يظهروا بدعتهم، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية حذرت من التطرف في الدين لقوله تعالى: (وجعلناكم أمة وسطا) وقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو فإن أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
وأوصـى د.المذكـور بالتصدي للإرهاب ومعالجة أسبابه وآثاره، مؤكدا على ضرورة الاعتناء بالنشء ورعايته وتحصينه واعداده لتخريج جيل معتدل بعيد عن الخلاف والتنازع ونابذ للارهاب بكل اشكاله وصوره تجنبا لما يجلبه الارهاب على البلاد والعالم الإسلامي من أخطار ناجمة عن تلك الأعمال الإرهابية التي تمس بدرجة كبيرة عمق عقيدتنا الإسلامية السمحة وتنعكس اضرارها على كيان الأمة.
حرمه الإسلام
وردا على من جعل الارهاب متجسدا في صورة المتمسكين بالدين، يقول العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية ورئيس لجنة الفتوى بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.محمد الطبطبائي: لقد استطاع اعداء الاسلام ان يشوهوا صورة الاسلام من خلال ربط التمسك بالدين الاسلامي بالإرهاب مع ان الشريعة الاسلامية هي وسط بين طرفين، طرف تنطع وتشدد في الدين وقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وطرف الانحلال عن الدين وتبديله.
واضاف: اما كون الذين يدعون الى الارهاب هم ممن يدعون الالتزام بالدين، فهذا كلام غير دقيق، لأننا نعلم ان الحق هو المطابق للمنهج الاسلامي القويم الذي يدعو للعدل ونشر الدين بين الناس رأفة بهم.
وزاد: ان الاسلام حرم الارهاب وأدان فاعله وان الشريعة الاسلامية تنبذ الارهاب والتطرف، وان الغلو في الدين نوع من الابتداع، وسبب لهلاك الامم، حذر الله منه فقال تعالى (قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق)، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة التي بعث بها بالحنفية السمحة، واكد ان الاسلام دين الوسط بين الغلو والتقصير، وهو خطاب لجميع الامة اولها وآخرها دون ميل الى الافراط وهو الغلو المذموم في الدين، ولا الى التفريط، وهو الاخلال بشيء مما هو في الدين.
ونـادى د.الطبطبائي بأهمية وجود خطاب ديني يعتمد على الوسطية والاعتدال يتصل بالاصل ويرتبط بالعصر الذي نعيشه، مستمد من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
الغلو
وعن تعريفه للغلو، اوضح د.الطبطبائي ان الغلو هو تجاوز ما امر الله تعالى من جهة التشدد، ويطلق على التشدد في الدين ثماني عبارات هي: التنطع، الغلو، التعمق، التكلف، التشدد، التعنت، التحمس، والتعصب، وقد ارشدت الشريعة الاسلامية الى التوسط وحذرت من التطرف في الدين، فقال تعالى (وجعلناكم امة وسطا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اياكم والغلو فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»، ومن الاثر قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «اياكم والتبدع واياكم والتنطع واياكم والتعمق وعليكم بالدين العميق»، وبذلك نوقن ان الاسلام هو دين الوسطية ونبذ الغلو والتطرف.
ولفت الى اهمية عدم الاكتفاء بإدانة الارهاب وانما التعاون لتفسير اسبابه ويجب ان يحمل العلماء والمفكرون مسؤولية معالجة الارهاب من خلال اجتهاداتهم في تفسير النصوص الشرعية تفسيرات معاصرة للنصوص الدينية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله.