إعداد: ليلى الشافعي
إن من تعظيم حرمات الله تعظيم الدماء المعصومة، فقتل المسلم جريمة نكراء كبيرة من كبائر الذنوب (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا- المائدة)، (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما- النساء)، وقال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا- الفرقان)، ويقول جل وعلا: (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا إلا خطأ- النساء)، اي ليس له ان يتعمد قتله، وفي الحديث «اجتنبوا السبع الموبقات، ومنها: الشرك والسحر وقتل النفس» ولا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث «الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة» و«من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة».
القتل من السبع الموبقات
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات».
بهذا الحديث يتضح لنا بيان السنة الشريفة وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على هداية أمته وتجنيبها مواطن الهلاك والخسران، فهو يحذر المسلمين من تلك الأمور المهلكة ويقول لهم اجتنبوا السبع الموبقات، ففي اجتنابها صيانة للعقيدة والنفس والمال والعرض والوطن الإسلامي عامة.
ويتبين لنا حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على هداية أمته وصيانة دينها ونفسها ومالها وعرضها، وأن هذه الأمور المذكورة من أكبر الكبائر، ومن الموبقات التي تورد أصحابها موارد الهلاك، ومن هنا جاءت دعوة الإسلام الى ما فيه سلامة الدين والنفس.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله فقد وجب دمه».