- القطان: المسجد الأقصى يئن ويدعو الأمة إلى حمايته والذود عنه
- الرفاعي: جاء الحادث الرباني بعد سلسلة من الشدائد والمتاعب لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
- عبدالعال علي: معجزة إلهية تجسدت في الرحلة النبوية الزاخرة بالعبر والعظات
ذكرى الإسراء والمعراج ذكرى غالية في نفوس المسلمين، مرتبطة بحادث خطير في تاريخ الدعوة الإسلامية، ففيها التقت السماء بالأرض، حيث ارتفعت البشرية الممثلة في شخص النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ملائكية لا تقيدها الحدود، ولا تتحكم فيها أرضيتها، رحلة نورانية ليست من ترتيب البشر او من تدبير العباقرة منهم ولكنها كانت من تدبير الله رب الناس.
إنها ذكرى ومنهج ودستور مليئة بالدروس والعبر والحكم.
وبهذه المناسبة نستطلع آراء العلماء حول مفهوم الرحلة الشامل والعبر والدروس المستفادة منها فماذا قالوا؟
من خلال الإسراء والمعراج كيف كان التكريم للمسجد الأقصى؟ يحدثنا الداعية أحمد القطان قائلا: المسجد الأقصى له المكانة السامية في الإسلام إذ كانت رحلة الإسراء إليه، ومنه كان العروج الى السماوات العلا، حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم من آيات ربه الكبرى ما رأى والمسجد الأقصى الذي بناه سيدنا يعقوب عليه السلام بعد بناء المسجد الحرام بـ 40 عاما هو أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو الذي بارك الله من حوله بالبركات الروحية، فمن حوله عاش عدد كبير من الأنبياء وبارك الله من حوله بالبركات المادية، فأخصب الأراضي وأفضل الثمار توجد من حوله.
القدس السليب
وأضاف: في بداية رحلة المعراج صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبيين إماما ومن كل هذا ما يؤكد إسلامية المسجد الأقصى وارتباطه بكل النبوات والرسالات وصلى فيه صلى الله عليه وسلم إعلانا لعالمية هذا الدين وحثا لاتباع كل الرسل على ان يكونوا دعاة سلم ودفاعا عن هذه البقعة المباركة التي تعاني هذه الأيام من عدوان وظلم ويتعرض أهلها الى انتهاكات صارخة تستوجب على اتباع كل الأديان الذين اقتدى رسلهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ان يهبوا عن بكرة أبيهم وأن يقفوا وقفة رجل واحد في مشارق الأرض ومغاربها، المسلمون منهم وغير المسلمين، العرب وغير العرب ان يكونوا يدا واحدة لرد العدوان وتحرير القدس الشريف مما يتعرض له، وتطهير البقعة المباركة التي هي أرض الإسراء والتي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) إنه أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه كان معراجه وفيه صلى بالنبيين، ان كل ذلك يوجب علينا ان ندافع عنه وأن ندعو الى تحريره وأن ننهض جميعا للحفاظ عليه لأنه احد المساجد التي تشد إليها الرحال، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى».
مكانة عظيمة
وأشار القطان الى ان الاختصاص بذكرى المسجد الأقصى والتذكير بالبركة فيه وحوله تفضيل واضح لربط القلوب به. فكانت ساحته المباركة منهل التبجيل والتكريم للنبي صلى الله عليه وسلم الأعظم، حيث صلى إماما بالأنبياء والمرسلين، فترك هذا العمل الإجلال والتقدير والتوقير في قلوب المسلمين جميعا ثم كان المسجد الأقصى أيضا نقطة اللقاء التي تم فيها الاعتراف بأفضليته صلى الله عليه وسلم على بقية الأنبياء، ولهذا تعلقت قلوب المؤمنين بهذا المكان الطاهر الكريم، حيث خصه الرسول صلى الله عليه وسلم بذكره في حديثه «صلاة في مسجد القدس تعادل خمسمائة صلاة» وهو من أكرم المساجد على الله التي أمرنا رسوله أن نشد الرحال إليها لما فيها من جزيل الأجر.
دعوة إلهية
يقول الداعية الإسلامي سيد عبدالله الرفاعي: في مثل هذا الوقت منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة كان الله عز وجل يعد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لحادث فريد عجيب في التاريخ تظهر به قدرة الخالق، وكرامة الإنسان ـ وصلة الأرض بالسماء، واتساع ملكوت الله الفسيح الارجاء، وهو حادث الإسراء الذي افتتح الله عز وجل بذكره إحدى سور قرآنه فقال: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).
والمثير للتفكير أن هذا الحادث التكريمي الجليل قد وقع لسيد الأنبياء وإمام المرسلين بعد سلسلة ثقيلة من الشدائد والمتاعب فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم القبائل بمختلف الوسائل فتأبى عليه أكثرها واعتدى عليه أفجرها، ثم مات عمه أبوطالب الذي كان يغضب له ويدافع عنه، وكذلك ماتت خديجة رضي الله عنها الزوجة الرحيمة الحنون التي واست وآست وعاونت وناصرت.
وزاد جبروت طواغيت الشرك والكفر في فنون الإيذاء والتعذيب في هذا الجو المعتم المظلم ومن خلال هذه الشدائد والمتاعب التي أثقلت وألحت وألقت بحطامها على كاهل الرسول صلى الله عليه وسلم الرحيم المسالم، امتدت يد الله العلي الأعلى لتنقذه وترفعه وتمجده وتطلعه على ملكوت السموات والأرض وتريه الآيات الكبرى دون أن يزيغ البصر أو يطغى فكان حادث الإسراء العظيم، الذي أرادت به العناية الإلهية أن تظهر عن طريقه فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسبغ عليه آيات التكريم والتمجيد في اعقاب تلك المشاهد التي رآها وعاناها، لكي يتعلم أصحاب المبادئ العليا أن الطريق الحق مهما كان فيه من أشواك ومتاعب سيؤدي إلى الغاية النبيلة والعاقبة الجليلة، (ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون).
لقد اختار الله عز وجل وقوع الإسراء بعد سلسلة من المتاعب وذلك لحكمة ودرس يستفيد منه المؤمنون وليكون هذا الحادث الجليل تكريما وتثبيتا وتأكيدا لروح الرجاء والأمل في صدور المؤمنين المجاهدين.
إننا نستقبل هذه الذكرى الطيبة لحادث الإسراء والمعراج والتي تعود والأمة الإسلامية تمر بمنعطف خطير وقد تكالب عليها الأنذال في كل مكان يقتلون الرجال ويستحيون النساء ويخربون الديار ويدمرون العمار إن المسلمين في جميع أقاصي الأرض يمرون بأيام سوداء لا مثيل لها في التاريخ لذلك فإننا لسنا في حاجة إلى كلمات رنانة وخطب عصماء بل نحتاج إلى هزة إسلامية تحيي الرفات وتحرك الجماد لأن معجزة الاسراء والمعراج دقيقة الصلة بفلسطين المحتلة فقد كانت فلسطين وعاصمتها القدس نهاية رحلة الإسراء في الأرض وبداية رحلة المعراج إلى السماء.
إن معجزة الإسراء والمعراج وثيقة الصلة بجهادنا ضد الطغاة المعتدين لأن هذه المعركة تتطلب نوعين من القوة: تتطلب قوة مادية سريعة دامغة رادعة ساحقة للعدوان في أسرع وقت ممكن وتتطلب قوة معنوية تملأ الطوايا والحنايا وتطهر القلوب والنفوس وتسمو بالأرواح والمشاعر ومعجزة الإسراء والمعراج ترمز إلى أسرع قوة مادية وإلى أعلى قوة روحية.
وما أكثر العظات والعبر التي نلحظها في هذه المعجزة الخالدة، ويا طيبها من ذكرى لو أن نفحة من نفحات الغيرة الإسلامية، والغضبة الدينية ارتفعت بنا إلى مرتبة الرضا الإلهي فعمرنا يوم الإسراء والمعراج بخطوة حاسمة يكون فيها غسل العار وأخذ الثأر، وتحرير الديار، وتأديب الفجار.
(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم).
مكرمات
ويضيف الامام والخطيب بوزارة الاوقاف الشيخ عبدالعال محمد علي: أرسل الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الى شبه الجزيرة خاصة والى البشر كافة، وكلفه الله ببيان الاسلام الى الناس جميعا، وكانت بعثته صلى الله عليه وسلم في مكة أم القرى، التي تحظى بمكانة مرموقة، وبمركز السيادة الدينية على سائر القبائل.
لقد انطلقت الدعوة الى الله تعالى من مكة، حيث البيت العتيق، الذي يقصده أهل شبه الجزيرة العربية، وكان هذا البيت قبل بعثته صلى الله عليه وسلم محاطا بالأصنام والأوثان التي تعبد من دون الله، وتقدم لها القرابين وتلقى من القاطنين بهذه البلاد الولاء لها والتقديس والتعظيم منذ أمد بعيد.
ولقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم لإرشاد هؤلاء القوم وغيرهم إلى عبادة الله وحده بديع السماوات والأرض، وترك عبادة الأوثان التي لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع.
فهل آمنت هذه الجماعة فور سماع داعي الحق الى عبادة الرب الحق؟ الجواب بالنفي، بل وقفت أمام دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرصاد، وقاموا بإيذائه، وايذاء كل من يتبع دينه، ووصل الأمر الى حد منع البيع والشراء، ومنع الزواج من أهل بني هاشم، وتم ذلك بحصار اقتصادي واجتماعي، لعل الرسول صلى الله عليه وسلم يرجع عن دعوته، وظل هذا الحصار ثلاث سنوات حتى أكل الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وبنو هاشم ورق الشجر من شدة الجوع، وكان يخفف عن رسول الله هذا العناء والتعذيب أن أوجد الله له حاميين، أحدهما يتولى الحماية الخارجية، وهو عمه أبوطالب الذي كان يقول له «اذهب يا بن أخي فافعل ما أحببت، فوالله لن يصلوا إليك»، والآخر يتولى الحماية الداخلية في محل السكون والراحة الا انها هي السيدة خديجة زوجته الطاهرة رضي الله عنها، ويتمثل ذلك في بثها الأمل له، وتبسمها في وجهه، ومن ثم تبتسم له الحياة، ويشعر أن الأمل قريب، وأن النصر آت، ونراها تقول له «والله لن يخزيك الله أبدا، انك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر»، ولكن سرعان ما فقد الرسول صلى الله عليه وسلم الناصرين معا في عام واحد، وبالتالي تولاه الحزن خارجيا وداخليا، فقد زادت قريش من عذابها له، ولم يجد منها آذانا صاغية، ومن ثم ذهب الى أهل الطائف لعلها تكون بديلا عن قريش فتنصره، وتعتنق دينه، لكن حدث ما لا يتوقع، حيث سلطوا عليه الصبيان والنساء، فقذفوه بالحجارة فلم يستطع دخول مكة إلا في حماية رجل مشرك من أهلها.
وبذلك زادت عليه وطأة وشدة المحنة، وعمه البلاء، وهنا يأتي فرج الله، وتحل به بركة الله ورضوانه، وينزل عليه فيضان جوده له، ومن أهم مظاهر هذه الفيضانات والمكرمات ما يلي:
1 ـ انه دعاه الى الاسراء والمعراج ليسليه، ويذهب عنه آلام الحزن، ويملأ قلبه بالأمل والفرح، وليعلم ان الارض اذا جفته فإن السماء تحتفي به، ولن تتخلى عنه.
2 ـ أوجد الله له الملائكة تحتفي به، فإذا كان الناس لم يلبوا دعوته ولم يكرموه فإن الملأ الأعلى يحتفون به.
3 ـ ومنّ الله عليه بترحيب أسياد البشر به، وهم الأنبياء الذين آمنوا بإمامته، وبنبوته ورسالته، وهذا يتمثل في استقبالهم له عند المسجد الأقصى، وترحيبهم به، ثم الصلاة بهم في بيت المقدس إماما.
4 ـ تكريم الله له بمبايعة الأنبياء له التي تعد علامة على هيمنة دينه، وعموم رسالته، وبقائها الى قيام الساعة، كما يشير الى ذلك صلاته بهم جميعا إماما، وهم مأمومون.
5 ـ أنعم الله عليه بأن أوجد له وسيلة انتقال مريحة وسريعة وهي البراق، قوته تفوق قوة ريح سليمان التي كان غدوها شهرا، ورواحها شهرا، وهو دابة فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى بصره، نقله من مكة الى بيت المقدس.
6 ـ تكفل الله بالاسراء به دون تقيد بزمن، لأن أفعال الله منزهة عن الزمان والمكان، لذا قال سبحانه: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).
والمرائي التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم كانت الرؤية لها بالبشرية والروح معا ومن ثم استغرقت زمنا، لذا ذكر الله قوله «ليلا».
7 ـ أفرده الله بعطية لم ينلها أحد غيره من الأنبياء حيث من عليه بالصعود الى السماوات العلا، فاستقبله أهل السماء من ملائكة، وأنبياء، ورحبوا به، وهذا له دون الأنبياء جميعا.
8 ـ إكرام الله له بقوة تفوق الملائكة، مكنته من مشاهدة ما لم يشاهده الملائكة، فعند سدرة المنتهى اعتذر جبريل عن صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلل له ذلك بقوله: «لو تقدمتُ خطوة لاحترقت، ولو تقدمتَ لاخترقت» فغاص الرسول صلى الله عليه وسلم في أمواج من النور.
9 ـ تمتعه صلى الله عليه وسلم بمشاهدة الحق سبحانه في الدنيا دون أن يظفر بها أحد من خلق الله قط، على ما ذهب اليه بعض العلماء ويظهر انه سبحانه كلمه دون طلب من النبي صلى الله عليه وسلم للرؤية، خلاف ما حدث لموسى عليه السلام الذي طلب مشاهدة ربه، ولم يحقق الله تعالى طلبه رحمة به، لأنه ليست لديه طاقة لمشاهدة الحق، قال سبحانه: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ـ الأعراف: 143).
ويدل على ذلك ما رواه البخاري من ان النبي شاهد ربه (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى)، وهذا خلاف لبعض العلماء الذين يرون عدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في هذه الليلة وإنما دنا منه جبريل فأوحى إليه.
10 ـ رؤيته بعض الآيات الكونية وغيرها من آيات التكريم له، ومشاهدته لها وحفاوة أهل السماء به، تشير الى ان الله الذي اراه كل هذه المرائي وتلك الآيات كلها قادر على نصرته وتأييده ولو تخلى عنه أهل الأرض جميعا، قال سبحانه: (وينصرك الله نصرا عزيزا ـ سورة الفتح)، وقال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ـ الإسراء) فقوله تعالى:(السميع البصير) يفهم منه ان الاسراء والمعراج كان تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم حيث انه سبحانه سمع الايذاء الموجه له منهم، وأبصر الاعتداء عليه، ومن أجل ذلك دعاه ليريه الآيات.
تلك هي أهم مظاهر التكريم للرسول صلى الله عليه وسلم والحفاوة التي لقيها في هذه الليلة الميمونة بصحبة تلك المعجزة الكريمة التي سيبقى صداها الى يوم القيامة، قال تعالى: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى) وهذه الآيات التي جاء ذكرها في سورة النجم يلمح منها معجزة المعراج.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حظي بالتكريم واستقبله أهله السماء بالترحاب والحفاوة، فالأجدر بنا أن نقوم بتكريم الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بحبنا له والصلاة عليه عند ذكر اسمه واتباع سنته والسير على منهجه والتخلق بأخلاقه العظيمة، والله الهادي إلى سواء السبيل.