يقدم رسالة اليوم رئيس لجنة بشائر الخير، الذي بذل الجهد والوقت والصحة ايمانا منه بمساعدة المدمنين واعادة تأهيل التائبين دينيا ونفسيا وصحيا واجتماعيا والعمل على انقاذ المدمنين واخراجهم من الظلام الى النور، وشعاره في ذلك: بالايمان نقضي على الادمان، يقول في رسالته: ايها المدمن في بلدي، سواء كنت مدمن خمر او هيروين او حشيش او باتكس او شبو او غيرها من هذه السموم، اما سألت نفسك يوما لماذا خلقني الله تعالى؟ هل خلقك لتعمر هذه الارض وتساهم في بنائها أم لتنزوي بعيدا عنها، وتكون عالة على غيرك، غائبا عنها بعقلك؟ هل خلقك لتعبده او لتعبد شهوتك، وتكون عبدا لها، لا عبدا لله وحده؟ اخي المدمن: ان اعظم شيء خلقه الله تعالى في هذا الانسان هو العقل، وبه كرم الله الانسان على سائر المخلوقات، واسجد الله له الملائكة عندما برهن لهم على ان الانسان اقدر منهم بما يملك من هذا الجهاز الذي اسمه «العقل»، ومن غير العقل لا يصبح هناك فرق بينه وبين البهيمة، ويتحول الانسان الى كتلة من اللحم، تدب على الارض على غير هدى، بل البهيمة تكون افضل منه، لان الله هداها لتصريف امورها بطريقة اعتيادية، بينما يتوقف الانسان عن التصرف تماما حال غياب العقل، أما دريت أنك تدمر هذا العقل وتغيبه عند تناولك او استنشاقك هذه السموم؟ أوما علمت أخي المدمن أن طريق الإدمان لا يوصل إلا إلى أمرين، احدهما مر، إما إلى السجن أو إلى المقبرة، إلى متى تعيش محتقرا بين الناس، وبين عائلتك، وأبنائك ووالديك؟ إلى متى تظل مطرودا من بيت الى بيت؟ الى متى تظل مطاردا من المباحث والاقرباء؟ الى متى تظل مثقلا بالديون ملاحقا من الدائنين؟ أوما فكرت في أن تعيش ما تبقى من حياتك عزيزا كريما محترما بين الناس، بانيا لنفسك ولمجتمعك؟
أخي المدمن
من قلب يحب لك الخير، ويعتصر ألما على حالك الذي وصلت إليه، وأنا أراك تارة ملقى على وجهك، لا تدري من أمر نفسك شيئا، وبجانبك زوجتك المسكينة، لا تملك إلا الدموع حتى جفت مقلتاها، بعد أن عجزت وهي تحجز الاطفال عنك لكي تخفيهم عنك تارة، وتارة تخفيك عنهم، وتارة نخفي نفسها عنك، خوفا من الضرب والقتل، وسائر الاذى، الذي لم تلق منك سواه، وتارة أراك في السجن بين السجناء، تقضي فترة ما حكمت به بعد القبض عليك بين رفاق السوء، والكل ينظر اليك على انك مجرم، واقل ما توصف به انك «مدمن»، وتارة أراك في الطب النفسي، وأرى الشحوب باديا على وجهك، والتحول في جسدك، وأرى أذنيك تسمعان كلام الخير، ولكن شيطانك، ونفسك الضعيفة تصرع هذا الامل، أما تذكرت أنك ستقف يوما بين يدي الله تعالى، وسيسألك عما سببت من جرائم لنفسك ولزوجتك وأبنائك ووالديك واخوانك واخواتك واسرتك وقبيلتك ومجتمعك؟
إلى مدمن الخمر
أيها المدمن للخمر، أما تكفيك الأمراض التي تسببها الخمر، وتحريم الخالق للخمر، ولعن كل من يتعامل معها، وطرده من رحمة الله، تبارك وتعالى؟ ألا تدري أن شرب الخمر يؤدي إلى الإصابة بالتليف الكبدي، وتسمم عضلة القلب، وتصلب الشرايين، وضعف الشهية، والتأثير السلبي على الهضم، ويؤدي إلى التهاب المعدة، والبنكرياس، ومرض السل، والتهاب أعصاب الأطراف، والشيخوخة المبكرة، والموت المفاجئ، ..وغيرها من الأمراض؟ ألا تكفيك هذه الأمراض لكي تتوب وتعيش باقي حياتك كما يعيش البشر بسعادة وصفاء؟ أوما تخيلت نفسك وأنت في قمة تعاطيك كيف تضحك، وكيف يضحك الناس عليك، ويبصقون في وجهك، ويستهزئون بك، وتبدو كأنك مهرج أمام الناس؟ هل ترضى بأن تكون مهانا، ذليلا، أضحكوكة للناس، بعد أن أكرمك الله وكرّمك على جميع خلقه؟ إنني أترك الجواب لك.