كثير منا قرأ رائعة تولستوي ولكن كنا نقرؤها كرواية وحقبة زمنية مرت على الانسانية ولم يخطر على بالنا ان نعيشها حقيقة ونشهد فصولها.
هانحن في عالم يعج بالفوضى والانقسام والحروب الطاحنة التي فرضت على امتنا وشعوبنا العربية والاسلامية، وجيلنا والأجيال السابقة واللاحقة ترى وتسمع فاغرة افواهها حائرة عقولها لا تعرف الى اين السبيل والمخرج؟ انه زمن الحرب بل حروب في منطقتنا فقط بينما السلام هناك، هناك بعيدا عنا، انه الدم والبراميل والاشلاء والشهداء والسجون والمعتقلون والحيرة بينما هناك الأمن والاستقرار والانتاجية والتقدم والتكنولوجيا.
لقد قسم الماكرون الارض الى ارض حروب طاحنة شعوبها مشغولة بالتناحر وتضميد الجراح ورأب الصدوع وارض السلام والعمل والراحة والاستقرار حتى اننا كدنا ولازلنا نشرب الماء عكرا وما عادت الارض تطرح الخير من فاكهة وخضر وحبوب فهي تأتينا مغموسة بالدماء والمرارة وجروح وأنات المصابين وآهات الثكالى، انه مذاق الحرب لا السلام.
ما السبيل ما المخرج ما الحل؟ أليس منا عقل يفكر وجسد يعمل وفكر يخطط؟ كم يعجبني المثال الياباني، تقول صاحبتي انا معجبة بالشعب الياباني الذي تعالى على جراحاته وأخذ بالإنسان ينميه وبالطفل يربيه والشعب يوعيه، رددت عليها وأنا يأسرني ويشد انتباهي الشعب الغزاوي اهل غزة الذين ضربوا الامثلة في بناء الانسان وبث الروح المعطاءة مع نظرة تفاؤلية ودافعية ايجابية منقطعة النظير.
إذن ونحن وسط الحرب والآلام نستطيع البناء وتفعيل الطاقات والعمل بالجهد لتحصيل النصر، لا للاستسلام لا للتفاهات لا للتسطح لا للاهتمامات اللامسؤولة.
لنمسك اللجام ونشد الحزام ونستعد لأيام الجد والعمل الواعي، انها حربنا وسلامنا. أليس منا إنسان رشيد؟!