- السلطــــان: يوم يتجدد فيه التراحم والمودة والحب بين الناس
- بوحمرا: فلندخل السرور على الأهل والأحباب ونمسح على رؤوس الأيتام
- العنجري: لماذا يستقبل البعــض العيد بنفس فاترة وحــس بليـد؟!
الاعياد في الاسلام لها اهميتها وفرحتها وبهجتها ولها قيمتها واهدافها، فهي ايام سرور ومودة، ووصال وتزاور، وتراحم واحسان ومواساة وبر ورحمة، كما قال الله تعالى: (وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد)، والعيد خير مناسبة طيبة ينبغي ان تصفو فيها النفوس والقلوب فتتقارب المودة ويعم التعاطف، وحول الاخلاق التي يجب ان يتحلى بها المسلم في الاعياد نتعرف على آراء العلماء:
ينبه الداعية خالد السلطان الى اهمية الاهتمام بسنن النبي صلى الله عليه وسلم في العيد والتي منها اداء الصلاة في مصلى، لبس الجديد مع الاغتسال والتطيب، اخذ اهل البيت للصلاة حتى الحائض والنفساء لهن ان يشهدن العيد ودعاء المسلمين دون الصلاة، وكذلك مخالفة الطريق في الرجوع وتبادل التهاني والتبريكات والقيام بالزيارات لتقوية الروابط الاسرية والرحم وتقوية العلاقة مع الجيران واهل المجتمع.
النهي عن الخيلاء
وحذر السلطان من الاسراف في لباس العيد والمبالغة فيه لان الله شرع لنا اللباس الحسن والجديد ولكن نهانا في نفس الوقت عن الاسراف والخيلاء والكبر.
وقال كما انبه الى ان التبرج بالزينة محظور عند الرجال الاجانب فلا يجعل من العيد موطناً للذنوب والمعاصي، ولمحاربة الله ورسوله ولدينه بعد ان انعم الله علينا بعيد الاضحى.
وطالب السلطان بإلحاق الطاعة بالطاعة وليس اتمام الطاعة بالمعاصي فالزينة والتجمل والفرح والسرور شيء مباح لكن التبرج والاسراف والخيلاء حرام.
ووصى السلطان بمواساة الفقراء في العيد واعطائهم ما يجعلم يفرحون بالعيد من نقود وطعام ولباس لكي تكون المشاركة السعيدة من الجميع.
صلة الأرحام
واشار الداعية السلطان الى ان العيد مظهر من مظاهر الاسلام وشعيرة من شعائره تنطوي على حكم عظيمة ومعان جليلة لا يعرفها الكثير فمن معانيه شكر الله لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب بل تكمن في سرائره، رضا واطمئنانا وتظهر في علانيته فرحا وابتهاجا، والعيد في معناه الانساني يوم تلتقي فيه قوة الغنى وضعف الفقر على محبة ورحمة وعدالة وحي السماء عنوانها الزكاة والاحسان والتوسعة فينسى الفقير متاعب العام ببشاشة العيد فتقوى في نفسه بواعث الرجاء.
واكد ان العيد في معناه الاجتماعي فرح وسرور للاطفال ويسر وسعة للفقراء ويجمع الارحام على البر والصلة ويجمع المسلمين على التسامح والتزاور ويوم تتناسى فيه النفوس احتقانها كل هذا فيه تقوية لاواصر المحبة وتجديد للرابطة الاجتماعية على اقوى ما تكون من الحب والوفاء والاخاء.
وزاد ومن عظم شأن العيد في الاسلام ان قرن عيديه بشعيرتين من شعائره العامة هما شهر رمضان الذي يجيء عيد الفطر مسك ختامه وكلمة الشكر على تمامه، والحج الذي يأتي عيد الاضحى في بعض ايامه وهو ما يؤكد انهما عيدان دينيان بكل ما شرع فيهما من سنن بل حتى ما ندب اليه من امور ظاهرها انها دنيوية كالتجمل والتحلي والتطيب وغيرها من المباحات دون سرف او مغالاة داخلة في الطاعات اذا حسنت النية.
إدخال السرور
وتضيف رئيسة ادارة التنمية الاسرية بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية سعاد بوحمرا قائلة، جاء عيد الاضحى بعد بذل المال والوقت والجهد من تحمل مشقة السفر ومشقة اداء مناسك الحج وكلها جهد وسعي بدني، يضاف الى ذلك ما يتخلله من ذكر وتلبية ودعاء واشباع للاشواق الروحية الغامرة، وقد روى انس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «لقد ابدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر ويوم الاضحى» ومن هنا نعلم ان تشريع الاعياد هو من رب العباد الذي شرع العبادة وهو اعلم بحكمة التشريع.
أخطاء
وقالت بوحمرا لكن للاسف نجد الكثير من الناس يرتكبون كثيرا من المخالفات والسلوكيات الخاطئة التي توقع الانسان في المعاصي والذنوب منها التهاون عن اداء صلاة العيد نظرا للسهر المفرط في ليلة العيد استعدادا للنزهات واستقبال الاهل والاصحاب مع انها سنة مؤكدة ومنها التهاون في سماع الخطبة بعد اداء صلاة العيد والاسراع بالخروج عقب الصلاة او الخطبة، ومنها المبالغة في استخدام الموبايل في التهنئة ومنها الانشغال بزيارة القبور مع ان العيد شرع لزيارة الاحياء فالاموات لهم علينا حق الدعاء والمعروف ان العيد ايام بهجة وسرور وترويح عن النفس فلا تخصص لتجديد الاحزان، وايضا نجد البعض ينشغل عن زيارة ارحامه وهي من العبادات التي شرعها الاسلام في ايام العيد وغير ايام العيد فالبعض ينشغل بنفسه ولا يؤدي حقهم وينسى وصية النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه».
معان وأسرار
وعن معاني الحج تقول الداعية منال العنجري، في خضم الاجواء والمتغيرات التي طرأت على الامة الاسلامية غابت بعض مظاهر شعيرة العيد، وفقد المسلمون لذتها ورونقها وفرحتها، فترى البعض يستقبل العيد بنفس فاترة وحس بليد وشعور بارد فنجده يؤديها تحية بلا حرارة، وابتسامة بلا روح، وقد يظن البعض ان العيد عادة من العادات الاجتماعية المتوارثة، كما نجد البعض قد اختلط عليه الامر في تعظيم بعض الاعياد البدعية ونجده طوال العام يعد ويستعد ويحتفل بتلك الاعياد اما عيدا الفطر والاضحى فيستقبلهما بفتور وملل، فهؤلاء قد جردوا تلك الاعياد من حليتها الدينية وعطلوها عن معانيها الروحية. واكدت ان العيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من الشعائر المعظمة يقول الله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) تلك الشعيرة التي تنطوي على معان جليلة واسرار بديعة لا تعرفها الامم الاخرى في شتى اعيادها.
شكر الله
وزادت فالعيد له معان كثيرة منها شكر الله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تختلج في سرائره رضا واطمئنانا وعلانية فرحا وابتهاجا كما ان للعيد معنى نفسيا فهو دعوة للتفائل ونسيان الهموم والاستجمام في الحياة وفيه معنى تربوي حيث يشيع الفرحة والبهجة للاطفال والصغار حتى تشمل الفرحة كل بيت وكل صغير.
أواصر المحبة
وحول المعنى الاجتماعي للعيد قالت العنجري: العيد يجمع البر والصلة فهو يوم التسامح والتزاور والتراحم وهو يوم الاصدقاء فيه تتجدد اواصر المحبة ودواعي القرب، فالنفوس تتناسى اضغانها فتجتمع بعد فرحة وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض، وفي هذا كله تجسيد للروابط الاجتماعية وتعزيز للوشائج الاخوية.وفي العيد اطلاق للايادي الخيرة في مجال الخير فلا تشرق شمس العيد الا والبسمة تعلو كل شفاه والبهجة تغمر كل قلب، وليس السر في العيد في يومه وانما ما يغمره من احسان اقبال وما يغشى النفوس من سمو وكمال.