من آداب تلاوة القرآن الكريم ان يشغل الانسان قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل، وإذا مر بآية عذاب أشفق وتعوّذ، وإذا مر بآية دعاء تضرع وطلب.. فقد أخرج الإمام مسلم عن حذيفة قال: «صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، واذا مر بتعوذ تعوذ» ومن آداب تلاوته أيضا حسن الرد عند آيات الاستفهام فمن قرأ التين والزيتون فانتهى إلى آخرها عند قول (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ (لا أقسم بيوم القيامة) فانتهى إلى آخرها عند قوله تعالى (أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى) فليقل: بلى، ومن قرأ آخر المرسلات عند قوله (فبأي حديث بعده يؤمنون) فليقل: آمنا بالله. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال: سبحان ربي الأعلى، وعن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال صلى الله عليه وسلم: لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردودا منكم.. كنت كلما أتيت على قوله (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
وكان القرآن الكريم ربيع حياة محمد صلى الله عليه وسلم فكان يقوم به آناء الليل وأطراف النهار لا يتخلف عنه لحظة وكيف يتخلف عنه وربه يقول له: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا).
يقول الفضيل بن عياض: حامل القرآن حامل راية الاسلام لا ينبغي له ان يلغو مع من يلغو ولا أن يلهو مع من يلهو ولا أن يسهو مع من يسهو تعظيما لحق القرآن.