قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون - النحل: 97).
إن كل نفس تطلب ما ينفعها وتسعى إليه، وتبتعد عما يضرها، وتجتهد في دفعه عنها، وكل من النفع والضرر له طريق يؤدي إليه، وذلك يحتاج إلى علم بالنافع والطريق إليه، وكذلك بالنسبة للضار والطريق إليه، وعدم امتلاك هذا العلم يوقع الإنسان في الهلاك نتيجة جهله، فبدلا من ان ينتفع بما يسعى يقع فيما يضره؛ لأنه أخطأ الطريق. ويحول بينه وبين معرفة ما فيه الخير للإنسان ما يكون في قلبه من حب للشهوات، ويبتعد ذلك من قلبه في حال محبة الله والخوف منه، فإذا تمكن حب الله من القلب فإنه يختار الحب الأقوى والأبقى على الحب الفاني، ولا يكون ذلك إلا من العقلاء المؤمنين، الذين يدركون ان ما عند الله خير وأبقى، وقد عرفوا ذلك من خلال اتباعهم للرسول صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه العظيم.
ولا لذة تامة ولا فرح دائم إلا في معرفة الله وتوحيده، والسعي الى ما عنده من نعيم مقيم، فعنده وبه تطمئن القلوب.
فعلينا ان نعلم حق العلم ما ينفعنا وما يضرنا، وكذلك الطريق الموصلة الى كل منهما، وبذلك النجاة من الوقوع في الغلط الذي يؤدي الى ترك الطيب الغالي للدنيء الرخيص.