- العليمي: الركود في المشاعر من الأمراض الخطيرة التي تمر على كل حياة زوجية
- كثرة التذمر والشكوى وتهرب الطرف الآخر من تحمل المسؤولية من أسباب الملل الزوجي
يسبب الملل الزوجي التعاسة الزوجية واسبابه متنوعة، وهنا تزداد المشكلات ويبتعد كل طرف عن الآخر في نشاطاته اليومية، فما اسبابه وما العلاج؟ هذا ما يوضحه لنا د.راشد العليمي:
لماذا يحدث الملل بين الزوجين، وما آثاره؟
٭ من الامراض الخطيرة التي لابد ان تمر على كل حياة زوجية، مرحلة الركود والهدوء في المشاعر مع وجود رتابة في العلاقة الاسرية، وهذا ما يقال له الملل او الفتور الروحي، وهذا الخلل الزوجي له اعراضه وآثاره الخطيرة في العلاقة الاسرية والتي لربما توصلها للافتراق ان لم تكن لدينا الحكمة والنظرة الواعية في تجنبه او الحذر منه، والا فستكون له الآثار السيئة لاحقا، ولنتذكر بكل واقعية انه من المتوقع في اي علاقة مرتبطة بشكل دائم ان يكون فيها نوع من الملل او السأمة من عدم وجود تجدد فيها وهذا امر فطري في حياتنا كلها، وليس فقط متوجها للعلاقة الزوجية، فالاختلاف امر رائع في حياتنا ولكن نحذر ان يقودنا عدم احترام الاختلاف مع الطرف الآخر الى الخلاف.
وما الواجب على الزوجين لإبعاد شبح الملل في الزواج؟
٭ الاختلاف سنة كونية رائعة ومن ذلك وجود حركة المد والجزر، وهناك اختلاف فصول السنة بين برد وحر واعتدال، وايضا اختلاف التفكير على مراحل عمر الانسان، مع اختلاف شكله الخارجي، واختلاف الكلام بين الناس، وكذلك حركة القمر والشمس كل تلك المظاهر في التغيرات داعية لعدم وجود السآمة في حياتنا، فالجمال في الاختلاف، ولهذا لا نستغرب من وجود ملل وكآبة، ولربما يقودان الى الانتحار في تلك الدول التي ليست فيها مظاهر التغير السريع في الطقس ولكن يكون عندهم ليل مستمر لستة اشهر ونهار دائم لستة اشهر، ومن اكرم العلاقات واوثقها في حياتنا الحياة الزوجية ولهذا كان لزاما علينا الاهتمام بتجدد المشاعر العاطفية في بيوتنا، والاهتمام بها بصورة واضحة والحذر من تفشي وتسرب مرض الملل الزوجي والذي لابد ان يمر على كل بيت إما بصورة قوية وخطيرة على بعض الأزواج أو قليلا ويكون هناك من يعرف كيف يتعامل معه بكل وضوح ومعالجة صحيحة لو مر عليهما وبدأت مظاهره تظهر بينهما.
هل هناك مظاهر تدل على وجود الملل الزوجي بين الزوجين؟
٭ نعم هناك علامات منها قلة الحوار بينهما لتبادل الأفكار والتعاون فيما بينهما لتسيير دفة سفينة الأسرة بكل احترام وذوق وتقدير، كذلك من مظاهره قلة التعبير عن المشاعر والأحاسيس العاطفية وضعف نظرات الإعجاب مع اي عمل من الطرف الآخر أو فقر اللمسات بين الأيدي وايضا قلة الخروج للمناسبات الاجتماعية مع بعضهما أو حتى التسوق الأسبوعي والتغيب الكثير خارج البيت لسبب رئيسي أو غالبا لأسباب تافهة، وايضا قلة السفر مع الطرف الآخر او مع الأسرة بأكملها وضعف الاقتراب الجسدي في الفراش بينهما.
وما أسباب الملل الزوجي؟
٭ هناك أسباب عدة منها عدم التوازن في المشاعر في اول أيام الزواج، والأشغال المتجددة في حياة الزوجين وانشغال كل منهما عن الاهتمام بالطرف الآخر، وعدم وجود فقه الأولويات في حياة كل طرف مما يجعل أحيانا مسؤوليات البيت في ذيل قائمة الأعمال اليومية مع وجود أطراف جديدة في حياة الأسرة مثل الأولاد أو الأصدقاء وعدم اهتمام الطرف الأول باهتمامات الطرف الآخر وضعف الثناء وإظهار الإعجاب بين الطرفين، والتهرب من المسؤولية الأسرية مع رميها كاملة على الطرف الآخر، واختلاف الاهتمامات بين الطرفين مع عدم إبداء الإعجاب بما يقدمه الطرف الآخر وايضا تدخلات أفراد أسرة كل طرف في حياة الزوجين مما يجعل حياتهما بعيدة عن تحمل المسؤولية منهما.
وأيضا من أسباب الملل تهميش دور كل فرد في الأسرة مما يقوده للإحباط والتدخل في خصوصيات الطرف الآخر وعدم فهم الحقوق والواجبات الأسرية بنظرة شرعية اجتماعية واضحة.
في حال استمرار الملل بين الزوجين.. ما النتائج المتوقعة؟
٭ يحدث الملل والنفرة من التواجد في البيت وكراهية الحوار، ارتفاع نبرة الصوت مع أي خلاف، وتكبير اي مشكلة صغيرة وتذكر المشاكل السابقة وتضخيمها، وكثرة التشكي والتذمر من تحمل المسؤولية في البيت مع تهرب الطرف الآخر منها، وانعدام التسامح في الأخطاء الواقعة من أحدهما في حق الآخر، وايضا ظهور العنف والقسوة في التعامل سواء باليد أو برمي الكلمات الجارحة.
وكيف نبعد الملل الزوجي من حياتنا؟
٭ بالرغبة الصادقة الجادة لاستمرار العلاقة بين الطرفين وتجدد الحياة ابتداء من الكلمات والنظرات، وبالجلسات الجادة للوصول لترتيب الأوراق الأسرية وتذكر الأيام الأولى من الحياة الزوجية، ولا مانع من استشارة أهل التخصص لدفع الملل والفتور الزوجي وتعلم مهارات التجديد عن طريق الانضمام في الدورات التي تجدد مهارات العلاقة الزوجية، وفك الالتصاق الوثيق بالأسرة لزمن يسير لسفر هادئ بين الزوجين بعيدا عن اي أمر قد يثير الطرف الآخر وتعلم نثر الكلمات الجميلة وإظهار الثناء مع كل أمر جميل يفعله الطرف الآخر مع احترام خصوصيات كل طرف، فالتعامل الزوجي قائم على الاحترام والتقدير والتفاهم، ومن الطرق ايضا لإبعاد الملل الزوجي تغيير أمور البيت الداخلية، الأثاث، الألوان، وما يتعلق بغرفة النوم تحديدا وفق القدرة المالية.
فأعيدوا الرومانسية الى حياتكم الزوجية حتى لا تشعروا بالملل والنفور.