لما نزل قوله تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا وأولئك هم الفاسقون) النور 4.
قال سعد بن عبادة وهو سيد الانصار: أهكذا انزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسمعون يا معشر الأنصار الى ما يقول سيدكم؟ قالوا: يا رسول الله انه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم انها حق وانها من عند الله، ولكن قد تعجبت ان لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته، فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشيا فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني جئت أهلي عشيا فوجدت رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه فقال سعد بن عبادة: الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين فقال هلال: والله إني لأرجو ان يجعل الله لي منها مخرجا فقال هلال يا رسول الله إني قد ارى ما قد اشتد عليك مما جئتك به والله يعلم اني لصادق فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه اذ نزل عليه الوحي وكان اذا نزل عليه عرفوا ذلك من تربد جلده، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت الآية (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم) فسُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر يا هلال قد جعل الله لك فرجا ومخرجا فقال هلال: قد كنت ارجو ذاك من ربي وذكر باقي الحديث.