- نتمنى من «الأوقاف» تكرار تجربة استضافة المقرئين الكبار من خارج الكويت لتدريس القراءات خدمة لطلبة العلم
- يجب أخذ القرآن من المشايخ مشافهة إن تيسر وإلا فعلينا الاستماع إلى أشرطة القراء الكبار
لقاءات المبدعين واستقراء حياتهم والاطلاع على نجاحاتهم تضفي على النفس الأمل وتمنح الهمة والنشاط لمواصلة الطريق والسير نحو المعالي، (قد علم كل أناس مشربهم)، فالكل ميسر لما خلقه الله له، وليس علينا سوى أن نكتشف قدراتنا لنخرجها إلى عالمنا وننجز فيما نبرع فيه وقديما قالوا «قيمة المرء ما يحسن». «الأنباء» التقت ببعض هذه النماذج الفريدة التي تزخر بها كويتنا الحبيبة، واستضافت القارئ م.مطلق خميس العازمي، الذي لم تمنعه دراسته واستكماله للهندسة في مجال عمله من الحرص على حيازة سند متصل الى النبي صلى الله عليه وسلم في القراءات العشر الصغرى للشاطبي، كما لم يجد تعارضا بين دراسته في جامعة «ويست فرجينيا» في الولايات المتحدة الأميركية وتتلمذه على يدي الشيخ المقرئ عبدالرازق علي موسى رحمه الله، أحد أعضاء اللجنة المشرفة على طباعة مصحف الملك فهد، بل واصل هذه المسيرة واستكملها بإمامة مسجد وفتح حلقة ومقرأة للقرآن الكريم تمنح الملتحقين بها سندا برواية حفص. يتضح من رحلة العازمي في طريق حفظ القرآن ودراسة علومه والتأليف في فنونه أهمية اثر الصحبة الصالحة، حيث أقبل على كتاب الله قراءة وحفظا بعد سماعه لشريط قرآن بصوت شجي أهداه إليه صديق له، ليكون هذا الشريط سببا لتحول كبير في حياته، وأكد العازمي في لقائه مع «الأنباء» على أهمية تلقي القراءة السليمة للقرآن مشافهة من المشايخ وعدم الاكتفاء بالقراءة الذاتية، تأسيا بالسنة النبوية وبفعل سلف الأمة، كما استذكر بعض الوصايا لطلبة العلم والأمنيات التي يرجو تحقيقها لخدمة علوم القرآن، وفيما يلي نص الحوار:
متى توجهت إلى حفظ القرآن الكريم ومن كان وراء دفعك الى هذا الطريق المبارك؟
بدأت حفظ القرآن الكريم منذ كان عمري 24 سنة في عام 1994 مبتدئا بجزء عم وأتممت ختمه في 1996، أي في ظرف سنتين بحمد الله، وكان وراء توجهي إلى القرآن والإقبال عليه صديق لي، أهداني شريطا لأحد القراء السعوديين، وهو القارئ المعروف أبوبكر الشاطري، فتأثرت من سماعي لقراءته الجميلة المرتلة أشد التأثر، وكان سببا في اقبالي في البداية ومواصلتي لحفظ القرآن أكثر وأكثر، حتى اني كنت أتشجع كلما أعدت الاستماع إليه، فالصوت الجميل يؤثر ايجابا في نفسية الإنسان، ولربما حفظ الطالب القرآن في سنة أو 6 أشهر بسبب هذا التأثير، ومن المهم هنا ان أشير أيضا إلى أهمية الاستماع لشريط القرآن الكريم المجود والمرتل، فالشريط له دور مهم في ترسيخ الحفظ وتحسين التجويد والأداء.
الشيخ والشريط
وما نصيحتك للشباب المقبلين على القرآن والراغبين في حفظه خاصة كونك مررت بهذه التجربة؟
من يحفظ مع نفسه فستكون أخطاؤه كثيرة، وسيقلب الضمة الى فتحة، ويصبح الفاعل مفعولا به لذا يجب أن يقرأ من شيخ مشافهة، واذا تعسر عليه فعليه على الأقل الاستماع الى شريط من أشرطة القراء الكبار المعروفين في حسن تجويدهم وصحة قراءتهم.
وأوصيهم بأن يخصصوا لأنفسهم وقتا لمراجعة حفظهم من القرآن الكريم بحسب ما يشتهون بشرط ان يحافظوا عليه، وعلى المبتدئ منهم خاصة ألا يفرط في الاجازات ونهايات الاسبوع في المراجعة، خاصة في الأوقات الضائعة كما بين الظهر والعصر، وعليه أيضا بعد انتهائه من الحفظ ان يقرأ شيئا من التفسير لتقوية حفظه، فيقرأ تفسير الآيات بعد كل وجهين أو حزب على الأكثر، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزن عشر آيات حتى يفهموها ويتدبروها.
إذن ما رأيك فيمن يقلل من شأن التجويد؟
التجويد ذكره ابن الجزري بقوله: «من لم يجود القرآن آثم، لأنه به الإله أنزلا» فمن يقرأ القرآن دون تجويد يأثم خاصة ان كان عارفا بأحكام التجويد، والنبي صلى الله عليه وسلم هكذا قرأه وتلقيناه منه، فقراءة القرآن دون تجويد تكون كقراءة الجرائد وغيره من الكتب والقصص، وانما نحن مطالبون بتجويد وترتيل القرآن، وفي الحديث النبوي الشريف «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
المقامات بحدود الشرع
هل درست علم المقامات؟
في الحقيقة نعم درستها، وذلك لأني لم يكن لدي أداء مميز، وانما كان لدي أداء واحد وهو الأداء الكويتي أو ما يسمى بمقام الكرد، درست المقامات لأحسن قراءتي خاصة كوني إمام مسجد، والمصلون يريدون الاستماع الى القرآن بترتيل وخشوع، درستها بالحدود الشرعية، أي بلا موسيقى أو أي شيء آخر، وانما كنا ننشد الاذان بالمقامات ثم نقرأ الفاتحة بالمقامات ثم سور قصيرة وهكذا، فسخرنا علم المقامات في أداء قراءة القرآن وحسب، وان شئت فقل أداء بدلا من المقامات، فكثير من مشايخ السعودية لديهم أداء كالأداء الحجازي، ومعلوم ان الأداء يعتبر في حقيقته مقاما، وكل إنسان له مقام وكل قراءة لابد ان تكون مندرجة تحت مقام محدد من المقامات السبعة، ولذلك أنصح من لديه موهبة في الصوت بعدم تعلم المقامات، والاكتفاء بالاستماع الى القراء المعروفين ليتعلم منهم المقامات سليقة.
وماذا عن تعلمك لعلم قراءات؟
منذ سمعت بعلم القراءات أول مرة أعجبت به وتأثرت ورغبت في تعلمه، فالإمالات مثلا اعجبتني في بعض القراءات، وبفضل الله ثم جهود وزارة الأوقاف والشيخ ياسر المزروعي الذي استضاف الشيخ عبدالرازق علي موسى رحمه الله في الكويت، ختمت عليه خلال أربع سنوات ختمة كاملة لأنال شهادة وسندا في القراءات العشر الصغرى، أي ما يعادل الآن الدبلوم في القراءات، والشيخ عبدالرازق كما هو معلوم أحد أعضاء اللجنة المشرفة على طباعة مصحف الملك فهد، والمدرس في كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
لكن هل تقرأ بهذه القراءات في المسجد الذي تؤم الناس فيه؟
نعم، قرأت بالإضافة الى القراءة المعتمدة عندنا وهي رواية حفص، رواية شعبة، وكذلك كنت اقرأ برواية ورش وقالون أحيانا، وفي الواقع كثيرا من الأحيان نجد استحسانا من المصلين لسماع القراءات المختلفة، كما انها وسيلة تعليم للعامة من الناس، وكلنا يذكر كيف لاقى شريط القارئ العفاسي في قراءته لسورة مريم برواية شعبة ترحيبا كبيرا من المستمعين.
والإنسان غير المجتهد يمكن ان يخطئ، وبالجد والمثابرة لن تختلط عليك القراءات، ولذا لابد قبل القراءة بإحدى القراءات العشر في الصلاة من مراجعة الجزء المراد والتدقيق على الاختلافات بينها حتى لا تنسى.
أهمية الإمامة في المراجعة
حدثنا عن مواصلتك للعطاء في مجال القرآن عبر إشرافك على حلقة تحفيظ للقرآن وتوليك للإمامة في المسجد؟
شيخي أبونعيم عتيق الرحمن شجعني على المواصلة، وهو محفظ بحلقات الأحمدي، وقد ختمت عليه ختمتين كاملتين، والآخر هو الشيخ زاهد وقد ختمت عليه 3 مرات، أوصياني بتولي الإمامة حتى أتقن حفظ القرآن أكثر، وأقلل من الأخطاء، وبعد تخرجي على يد الشيخ عبدالرازق علي موسى أصبحت عندي مقرأة تابعة لوزارة الأوقاف رسمية، لا يلتحق بها الا من يحفظ القرآن كاملا، ومن الطلبة الذين تخرجوا علي القارئ عبدالرحمن القريافي ووليد الشطي.
هل هناك شروط تضعها لمن يريد الحصول منكم على السند؟
نعم، أشترط عليه الدقة في مخارج الحروف وصفاتها، ولا أسمح للمستجد ان يلتحق بحلقتي وانما المبتدئ فقط لأن المستجد يكون متعبا في أحيان كثيرة، لذا ينبغي على المستجد لأول مرة ان يقرأ القرآن على شيخ ثم يأتي بعد ذلك إلي، وإدارة شؤون القرآن في وزارة الأوقاف مشكورة وضعت معهدا يقوم بتصحيح التلاوة للراغب في أخذ السند، فيأخذ الطالب كورسا أو كورسين مدة الواحد منهما 3 أشهر، فيصحح قراءته ومن ثم تختبره الأوقاف، ثم تقوم بتحويله إلي، وخلال سنة إلى سنتين تقريبا بإذن الله يقرأ علي القرآن كله مرة واحدة ويأخذ عني رواية حفص بصفة رسمية، وأمنحه شهادة مصدقة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
رواية شعبة
حدثنا عن كتابك الجديد حول رواية شعبة؟
الكتاب هو أول مؤلفاتي، وهو حول رواية شعبة عن عاصم، الرواية التي قرأتها على القارئة المصرية أم السعد المقيمة في الكويت رحمها الله، والكتاب عبارة عن مقارنة بين حفص عن عاصم وشعبة عن عاصم، وهو خاص لمن يحفظ رواية حفص خاصة، حاولت فيه اختصار جميع الفروقات وليكون الأمر عمليا اكثر منه نظريا، لكن مع ذلك فينبغي على من يريد تعلم رواية شعبة ان يقرأ على شيخ مشافهة، أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام.
وتمنيت لو ان مكتبة أو مؤسسة نشر تبنت طباعته ونشره.
اذن ما هي مشاريعك المستقبلية في هذا المجال؟
وجدت بحمد الله قبولا من كثيرين يريدون تعلم رواية قالون، وأنا حاليا بصدد انجاز مؤلف جديد حول هذه الرواية.
أقبلت على حفظ القرآن قبل حصولك على شهادة البكالوريوس في الهندسة والآن ازدادت مسؤوليتك تجاه وظيفتك وأسرتك بالإضافة إلى عملك في التأليف في علم القراءات فكيف توفق بين ذلك كله؟
مازلت أطمح الى تعلم المزيد، وتعلم القراءات العشر الكبرى للجزري بعدما تعلمت القراءات الصغرى للشاطبي، ومتى وجدت شيخا يعلمني اياها فسأكون أول طلبته ان شاء الله، ورغم مسؤولية الإمامة والحلقة الا اني أجد متسعا كبيرا للهندسة، مازلت أطمح الى ان افتح مكتبا هندسيا ولا مانع من أجمع الخيرين، وهذه نعمة من الله، فكما ابن الهيثم جمع العلوم الطبية والفيزيائية، فأتمنى ان أجمع بين مجالي القراءات والهندسة وان أوفق بينهما، وأسأل الله ان أكون خادما لكتاب الله وعونا لقرائه وحفاظه.
تكرار الاستضافة
هل من كلمة أخيرة أو وصية مهمة تود قولها؟
أحث أولياء الأمور على تشجيع أولادهم منذ الصغر وقبل بلوغ سن 18 لحفظ القرآن الكريم والالتحاق بحلقات التحفيظ وان يحرصوا ايضا على منحهم مكافآت تشجيعية من أجل ان يحببوا إليهم حفظ القرآن الكريم، فالقرآن هو الفصاحة الذي تحدى الله تعالى به العرب في السابق، وهو الذكر الحكيم.
كما أتمنى من وزارة الأوقاف الإكثار والتكرار من استضافة المقرئين الكبار من خارج الكويت، خدمة لطلاب العلم الكويتيين كي ينهلوا من هذا العلم الجليل «علم القراءات»، ويمنحوا الأسانيد المتصلة فيها.
يحرص الكثيرون من الأخيار على إيصال القرآن الكريم والحديث الشريف والعلم الشرعي والموعظة الحسنة والفتاوى الى الناس، فينفقون مشكورين الأموال الكثيرة في نسخ الأشرطة الصوتية والمطويات المقرونة بكميات كبيرة وتوزيعها، لكن يا ترى كيف هو حجم الفائدة في مجال الدعوة الى الله عن طريق الإنترنت بنشر المواد الصوتية والمرئية والمكتوبة اذا ما قورنت بهذه الطريقة التقليدية.
واستجابة لثورة التكنولوجيا ومجاراة للتقدم العلمي في فرض عالم الإنترنت الواسع على جميع المجتمعات، قام اخوة من الشباب المسلمين في أميركا بتفاعل ايجابي جدا لعمل أكبر موسوعة صوتية، وأعرق وأقدم وأشهر موقع إسلامي يحوي مواد نافعة، فسهلوا للمتصفح الاستماع إلى مواد صوتية لعلماء المسلمين من شتى أنحاء العالم ومن أي مكان، فهو حقا مشروع إسلامي نبيل يأمل المساهمة بقوة في دفع الإعلام الإسلامي إلى الأمام.
وعبر هذا الموقع يمكن الوصول إلى أي مادة من أي مكان في العالم، وفي أي ساعة من ليل أو نهار، مواد علمية نافعة يمكن ان تنتقل من جهاز حاسوب إلى آخر وتنتقل عبر وسائل مختلفة فيصل نفعها ويبقى، موقع لا يستغني عنه العالم وطالب العلم والعامي وكل الناس المسلم منهم والكافر، البر والفاجر.
القائمون على موقع طريق الإسلام التطوعي وغير الربحي هم كما عرفوا بأنفسهم من أهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه، مؤكدين أنهم لا يتبعون حركة سياسية أو حزبية أو دولة بعينها بل الموقع لجميع المسلمين في العالم بأسره.
تجربة الموقع
ان ما وصل اليه موقع طريق الإسلام يعتبر بحق إنجازا كبيرا جدا بشتى المقاييس فخلال مدة وجيزة حصل على الموقع الديني الأول عالميا وأصبح زواره بالملايين والأهم من هذا كله هو حصوله على ثقة الزوار والمواقع الإسلامية الأخرى وكان ناتج هذه الثقة أكثر من 200.000 ساعة صوتية يوميا بين استماع وتحميل بما يعادل 23 سنة يوميا من العمل الصالح دون انقطاع، وأكثر من 3100 موقع تغذي زوارها بمواد موقع طريق الإسلام بشكل يومي.
الموقع بلغة الأرقام
يوجد بالموقع 9468 تلاوة قرآنية لـ 213 قارئا من مختلف دول العالم العربي، اما في ركن الدروس والخطب فيوجد 71824 محاضرة وخطبة لـ 1264 عالما وداعية وطالب علم، وقد وصل اجمالي الدروس والخطب التي تم تحميلها أو الاستماع لها من الموقع 473563688 مستمعا. وفي ركن الأناشيد يوجد 268 شريطا للأناشيد تحوي 2490 نشيدا، ويحتوي ركن المقالات والمطويات على 3905 مقالات متنوعة، وقد وصل إجمالي القراء للمقالات المنشورة بالموقع إلى 42571458 قارئا، وفي موسوعة الفتاوى يوجد 24612 فتوى بين مسموعة ومقروءة، ويحتوي ركن واحة الأدب على 64 قصيدة تتنوع بين المسموعة والمقروءة، ويحتوي ركن الدليل الإسلامي على 728 خدمة متنوعة في 50 دولة في مختلف أنحاء العالم.
مناه لفظيةهذه مجموعة مختارة من الألفاظ المنتشرة والكلمات المتداولة على ألسن كثير من العامة، بل وربما طلبة العلم، وهي لا تخلو إما من محذور شرعي أو لحن وخطأ لغوي، استفدناها من كتاب العلامة بكر أبوزيد رحمه الله تعالى «معجم المناهي اللفظية» بتصرف غير مخل بقصد توضيح السياق والمعنى المراد.
«شكله غلط»: هذا اللفظ من أعظم الغلط الجاري على ألسنة بعض المترفين عندما يرى إنسانا لا يعجبه، لما فيه من تسخط لخلق الله وسخرية به، قال الله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك)، وقال سبحانه: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
«ما يستأهل هذا»: أو (ما يستحق هذا شرا) إذا كان بعضهم مريضا أو مصابا، وهذا اللفظ اعتراض على الله في حكمه وقضائه، فأمر المؤمن كله خير.
«أنا حر»: أنا حر في تصرفي، أو تصرفاتي، فحكم هذه الألفاظ ونحوها حسب المقام، فإن كانت في مقام ينهى فيه عن محرم فهي محرمة، لأنها مضبوطة بالشرع لا بالتشهي والهوى، وإن كانت في مقام المباحات، فلا بأس بها. وهكذا.
«وصف القرآن الكريم بألفاظ كلغة موسيقية، أو إيقاع موسيقي، منظومة موسيقية، إيقاع فيه خشونة»: وصف القرآن العظيم بهذه الألفاظ ونحوه مرفوض لثلاثة أمور:
أن هذا تشبيه لآيات القرآن بآلات اللهو المحرمة.
الموسيقى فن يدعو إلى الفسق والفجور، فكيف يشبه بها القرآن العظيم كلام رب العالمين، الهادي إلى الإيمان والصراط المستقيم؟
أن الله سبحانه وتعالى نفى كون القرآن قول شاعر ونزهه عنه، فكيف يشبه بأصوات وموسيقات المتفننين به؟
«أطلس»: هذا لفظ شاع لدى المسلمين وانتشر، ولقن الطلاب منذ الصغر، مطلقين له على مجموع الخرائط الجغرافية، ووظيفتنا ان نستقبل ما يبعث به إلى هذه الجزيرة العربية ونلتهمه بحسن نية، فأصل استعمال هذا المصطلح (أطلس) كان لأحد آلهة اليونان، الذين يعتقدون أنه يحمل الأرض، كما في أساطيرهم، فهل لنا أن نهجر هذا المصطلح الفاسد، لغة وشرعا، ونأخذ بالأصيل وهو (علوم الأرض).
«ستبقى القدس عربية»: يهتف بها بعض الناس، فيا ترى لماذا لا نقول: «ستبقى القدس إسلامية» فنكون أقرب إلى الحقيقة، وبذلك نثير مشاعر المسلمين في جميع أنحاء الأرض، فإن كل نجاح للأمة الإسلامية لا يتم إلا تحت راية «الإسلام»، وكل فشل يتم تحت راية «العروبة»، لأن الإسلام يوحد، بينما العروبة تفرق.
«الله موجود في كل مكان»: فعن عبدالله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان وزكى نفسه»، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: «أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان»، رواه البيهقي، قال الألباني: «فائدة: قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله معه حيث كان»، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي: «يريد أن الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش».
وأما قول العامة وكثير من الخاصة «الله موجود في كل مكان، أو في كل الوجود»، ويعنون بذاته فهو ضلال، بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، ويقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.