هذه مجموعة مختارة من الألفاظ المنتشرة والكلمات المتداولة على ألسن كثير من العامة، بل وربما طلبة العلم، وهي لا تخلو إما من محذور شرعي أو خطأ لغوي أو أنها تقال في غير موضعها المناسب، استفدناها من كتاب العلامة بكر أبوزيد رحمه الله تعالى (معجم المناهي اللفظية) بتصرف غير مخل بقصد توضيح السياق والمعنى المراد.
غير المسلمين: هذا من أساليب التمييع في هذا العصر، التي كسرت حاجز النفرة من الكفر والكافرين، فلنترك التغيير والتبديل في الحقائق الشرعية، ولنلتزم بها، ولنقل عن عدونا الكافر: يهودي، نصراني، كتابي، وهكذا، حتى ترسم حقيقته بذكر لفظه وعلامته وسيماه.
علمه بحالي يغني عن سؤالي: هذا يحكى عن الخليل ابراهيم عليه السلام لما ألقي في النار، قال جبريل: عند ذلك: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، قال جبريل: فسل ربك، فقال إبراهيم: حسبي من سؤالي علمه بحالي، وفي لفظ: علمه بحالي يغني عن سؤالي، وقد قال ابن تيمية فيه: «كلام باطل»، وفي: تنزيه الشريعة، لابن عراق، نقل عن ابن تيمية أنه موضوع، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: «لا أصل له»، ثم قال بعد بحث نفيس: «وبالجملة فهذا الكلام المعزو إلى إبراهيم عليه السلام لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام، فكيف يقوله من سمانا مسلمين؟».
صدق الله العظيم: نعم صدق الله العظيم (ومن أصدق من الله قيلا)، (ومن أصدق من الله حديثا)، وقول القائل: صدق الله العظيم، ذكر مطلق، فتقييده بزمان أو مكان، أو حال من الأحوال لابد له من دليل، إذ الأذكار المقيدة لا تكون إلا بدليل، وعليه فإن التزام هذه بعد قراءة القرآن لا دليل عليه فيكون غير مشروع، والتعبد بما لم يشرع من البدع، فالتزامها والحال هذه بدعة.
شهيد: قال البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ في صحيحه: باب لا يقال: فلان شهيد. قال ابن حجر: أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي، وكأنه أشار إلى حديث عمر. وفي كتاب: «النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح» لمحمد الطاهر بن عاشور قال ص/ 118 عن ترجمة البخاري هذه: (هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد في الإسلام ثابت شرعا، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم، وقد ورد في حديث الموطأ، وفي الصحيحين: أن الشهداء 5 غير الشهيد في سبيل الله، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسنادا وتعليقا ما يقتضي منع القول إن فلانا شهيد، ولا النهي عن ذلك، فالظاهر أن مراد البخاري بذلك ألا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة، إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن تجري عليه أحكام الشهداء، إذا توافرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلانا شهيد إلا بإخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل قوله في عامر بن الأكوع: «إنه لجاهد مجاهد»، ومن هذا القبيل زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون: شهادتي عليك: لقد أكرمك الله، فقال لها: «وما يدريك أن الله أكرمه»).